النفاق الاجتماعي
الدكتور عادل عامر
إنّ النفاق الاجتماعي هو تلك السمة المنبوذة في المزاجية، والتقلب والتّلون، والتلاعب بالألفاظ، وسقوط المبادئ والأخلاق في النشاط الإنساني بين الفرد وغيره، وبين جماعاتٍ وأخرى في العلاقات الاجتماعية بهدف الحصول على هدفٍ شخصي أو إعطاء صورة غير واقعية”.
إنّ شخصية المنافق متآمرة بطبيعتها، تظهر غير ما تبطن، تعمل في الظلام، وتثير الفتن والدسائس، وتستعين على ذلك بأساليب الاستخفاء والتبييت والتربص والتثبيط والفرقة، وشخصية المنافق هي شخصية انتهازية؛ لأن المنافق يلعب على حبلين، ويحاول أن يرضي فريقين متصارعين؛ محاولا ًخداعهما معاً، والاستفادة منهما معاً… وهذا الموقف المذبذب هو الذي اتخذه المنافقون في كل زمان.
تتفشى العديد من الظواهر السلبية والأوبئة الاجتماعية الخطيرة في المجتمع، ومن بين هذه الظواهر والأوبئة ظاهرة النفاق الاجتماعي، بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون ذلك بعد، يمكن تعريف النفاق على أنه حالة من التناقض بين معتقدات المرء ومشاعره المُعلنة، حيث تعتبر المصالح الشخصية هي السبب الأكثر وضوحاً للنفاق، فمن الناحية العملية يعد النفاق أيضاً سمة للسلوك داخل بيئة العمل حيث تكون الترقيات على المحك، أو عندما يُفترض أن العلاقات الاجتماعية والقبول أكثر أهمية للناس من الكشف عن آرائهم.
الرأي السائد عموماً هو أن النفاق فشل أخلاقي، في الواقع، غالباً ما يُنظر إليه على أنه أحد أسوأ الإخفاقات الأخلاقية، ومع ذلك، سنصادف كل يوم هؤلاء المنافقون الذين يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر، سنصادف أناساً غير صادقين وأناساً غير أمناء، لكننا بالتأكيد سنصادف أيضاً أناساً عظماء وعقولاً نزيهة وعظيمة.
وغالباً ما يكون المنافق أكثر ميلاً لمبدأ العمل بأقل جهد ممكن، وهو ما يعني أنه مستعد للقيام بأي خيار يتطلب أداء عمل أقل، لذلك يلجأ للنفاق؛ لأنه يسمح له بالظهور بأفضل شكل ممكن من دون أن يكون عليه بذل أي مجهود، وليس مضطراً للتمسك بالمبادئ والقيم ولا الوقوع تحت رحمة نوبات الضمير.
نجد أنّ سبب انتشار تلك الآفة هو غياب معالم التربية القائمة على قوة الإيمان وحُسن التربية، حتى يصبح الشخص يتصنع الكلام دون وجه حق”.
النفاق يُعد من المهددات المجتمعية لما ينتج عنه من انتشارٍ للكراهية، وغِياب الثقة، وانتشار الخديعة والمكر، وغياب كل معاني الرجولة والوفاء، وغياب نصرة الضعيف وإغاثة الملهوف أن سياسة التسلط والخوف التي قد ينشأ عليها الأفراد، تجعل المجتمع يتجه تدريجياً للآنا المذمومة التي تسعى للنأي بنفسها عن أية مسؤولية أو خطر أو واجب، فنجد بعض الأفراد يمارسون النفاق لإرضاء الناس، أو لإرضاء أنفسهم للوصول إلى مبتغاها.
أنّ نجاح بعض الشائعات من بث سمها في أوساط المجتمع؛ لإسقاط مبادئه وخُلُقِه، ونشر آيات النفاق فيه، حتى يفقد المجتمع تماسكه وقوته وتضعف العلاقات بين الناس ويصبح فيه الحليم حيراناً لغياب المروءة فيه.
أنّ الأسباب التي قد تدفع الفرد أو الجماعة التي أسقطت كل مبادئها من أجل استمرار هيمنتها تُمارس النِفاق لمزيدٍ من التضليل والتسويف هي أسباب كثيرة ومتعددة، منها: الحصول على المكاسب، التفريق بين الجمع، إزاحة المنافسين في العمل، مصادرة نجاح الأفراد، إثارة عواطف البعض بغية استغلالها، الحسد والكُره.
لقد طغى على حياتنا المعاصرة النفاق والمجاملات التي تتجاوز الحد المعقول ليس فقط في الحياة الواقعية بل في مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، فبات بعض الناس يلبسون الأقنعة المزيفة لإخفاء حقيقتهم غير المقبولة ونفوسهم المشوهة بمختلف النوايا والسلوك الاجتماعي السلبي. يقول أحد المتقاعدين من المناصب المرموقة إنه عندما تقاعد من منصبه لم يتردد على ديوانه إلا قلة من أفراد عائلته وأصدقائه لأن مصلحة المنافقين انتهت بتقاعده من منصبه.
هناك الكثير ممن يعتمدون بشكل أساسي على أسلوب النفاق الاجتماعي ليكون جسر عبور إلى احتياجاتهم بطريقة غير مباشرة، ويتفاقم استخدام هذا الأسلوب في البيئة التي يكثر فيها التنافس بين الموظفين الذين يسعون وراء المناصب والألقاب حتى ولو كان بالتسلق على أكتاف الآخرين.
بعض الأسباب التي تدفع الناس لاستخدام النفاق كأسلوب حياة قد تكون بسبب طريقة التربية والبيئة التي كانت تشجعهم دائماً على الظهور بمظهر مثالي، كما أنه لم يتم غرس القيم الأخلاقية بقدر كافٍ في مراحل الطفولة المبكرة.
علاج النفاق يبدأ أولاً من الأسرة، فالوالدان يجب أن يكونا القدوة أمام الأبناء بالتحدث أمامهم بكل صدق ومنحهم حرية التعبير عن آرائهم، أما المدرسة فدورها تعليم الطلاب البعد عن الكذب والنفاق في المجتمع. ومن المهم أن يتم تدريسهم مادة التربية الأخلاقية بشكل عملي لتكريسها في عقولهم حتى تصبح منهجاً وسلوكاً اعتيادياً بالنسبة لهم فيساهم في تنشئتهم تنشئة سوية.
يحتاج الأفراد إلى المصداقية في التعامل بمحاربة كل أشكال النفاق الاجتماعي في جميع الوسائل المتاحة بالأخلاق التي لها دور في تحصين الأجيال من الانزلاق في مستنقع النفاق. والعمل على بناء حياة عصرية قائمة على الصدق والقيم الأخلاقية والدينية، وبالتالي تضمن
النفاق الاجتماعي .. ليس نفاقاً دينياً يظهر المرء فيه الإسلام ويبطن فيه الكفر، بل هو يتعلَّق بسلوك اجتماعي، وعلاقات فردية، وأمراض اجتماعية .. تؤثر بقوة المجتمع وتماسك أفراده ، ويظهر خطره في أن النفاق عمومًا مذموم ومنبوذ، والمنافقون مكروهون مزيفون .الدول الرقي الحضاري في المجتمع مهما شهدت من تطورات.
إن المرء الذي يسعى إلى السعادة ينشدها لابد وأن يعلم أن السعادة تتحقق له عند إسعاد الآخرين وإننا في هذه الأيام الطيبة أيام شهر رمضان أيام البر والإنفاق أيام يضاعف الله سبحانه وتعالى فيها الأجور والحسنات لمن أراد أن يتاجر مع الله فيبحث عن أبناء الأمة ويدخل عليهم السرور والسعادة فالإسلام دين التكافل الاجتماعي والتراحم والتعاون جعل العدالة الاجتماعية إحدى دعائم الدين وتكاليفه الشرعية، فمن أهم عوارض الإخلاص وأشهرها الرياء الذي يمكن أن نقول بأنه العمل لأجل البشر وهناك عارض آخر يطرأ على الإخلاص
ولا يقل خطورة عن سابقه وربما يكون قسيما له لكن قل من يتفطن له وهو عبادة النفس بأن يعمل العامل العمل لأجل نفسه وامتداحها والثناء عليها ويعد هذا من عظيم خصال النفاق التي تدمر الحسنات ويخلو قلب صاحبها من الإخلاص ويكون ذلك محبط للعمل، فيأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب
إن المتيقن لاستخدام التقنيات الحديثة من وسائل الاتصال يجد أنها في غالبيتها تقوم على الكذب في الحديث وإخلاف الوعد والخيانة وكل هذا من علامات المنافق التي أخبرنا بها الهدي النبوي، فهذا يتحدث بشخصية غير شخصيته وهذا يوعد بما لا يستطيع فعله وآخر يقع في المحرمات، أليس من الأجدر بك أن تعي ما يدمر حسناتك وتبتعد عنه وما يضيع صيامك وتتقيه فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش،
فمن خصال المنافق المذمومة أنه يفعل فعلا ويظهر أنه قصد به الخير ولكن في الحقيقة يهدف من ورائه خديعة من ينافقه للوصول إلى أهداف معينة وهو في ذلك يمارس التضليل والتملق والتزلف والإطراء والثناء لمن ينافق ومن خصال المنافق أيضا التذبذب والتقلب فهو اليوم مع من له عنده حاجة
وغدا مع غيره أي انه دائما انتهازي يخفي من ذميم الصفات ما يبديه من الكلام الجميل والمدح المبالغ فيه، ويعد هذا من الأمراض الخطيرة التي تصيب الأمم وهو النفاق المدمر بعينه والذي له آثار سلبية تدميرية على أفراد المجتمع فالبعض يرى أنه طبخة شيطانية مركبة من كل العيوب والمطامع الشخصية كالجبن والطمع، فالمنافقون أنانيون بالطبع ولا يهمهم سوى ضمان مصالحهم ويبررون سلوكهم الفاسد ويعتبرون ما يقومون به كياسة وفطنة أو فن تعامل أو دبلوماسية.
وتكمن الخطورة الشديدة لهذا المرض الفتاك بالأعمال الصالحة والمدمر لها وهو الأنانية والتطلع لحب النفس وإيثار الذات، وفي الحقيقة أن النفاق إحدى حالات الانحراف وعقده نقص لدى البعض ومن أخطاره أن من الناس من يقع في شرك المنافقين ويصاب بداء العجب والتيه، فليس ظاهر الإنسان ولا ظاهر الحياة الدنيا،
هو الذي يمنحه من الله رضوانه وعفوه وغفرانه، فإن الله تبارك وتعالى يقبل على عباده المخبتين المخلصين، ويقبل منهم ما يتقربون به إليه، أما ما عدا ذلك من زخارف الدنيا وتكلفات البشر فلا قيمة له ولا اكتراث به
إن النفاق ظاهرة نفسية راجعة إلى فساد الطبائع وخلو نفس المنافق من القيم والمبادئ التي يربي الإسلام عليها أبناءه وعادة يكون المنافق مرائيا ومداهنا ويعمل على التعدي على حقوق الآخرين حتى ولو كان هناك تجاوز للفضيلة والشرف من خلال التفريق والدس والوقيعة بين الناس واستغلال الخلافات وتوسيع شقتها والإفساد في الأرض فهذا هو الداء العضال والانحراف الخلقي الخطير في حياة الأفراد، والمجتمعات والأمم، فخطره عظيم وشرور أهله كثيرة، وتبدو خطورته الكبيرة حينما نلاحظ آثاره المدمرة على الأمة كافة. النفاق الاجتماعي واثره في العلاقات الإنسانية ، هو بحث اجتماعي ميداني لتلك الظاهرة الخطيرة على الفرد والجماعة والمجتمع التي أصبحت سائدة اليوم في المجتمع عامة والمجتمع الواسطي خاصة نتيجة للظروف الخارجية والداخلية التي مرّ بها المجتمع
فقد القت بضلالها على البناء الاجتماعي للمجتمع والشخصية العربية ,لان وجود هذه الظاهرة في أي مجتمع له مؤشر سلبي على مجمل الحياة الاجتماعية والفردية ,
ويمكن القول إن ظاهرة النفاق الاجتماعي تظهر لدى الأفراد، بمعنى آخر إن الأنسان المنافق هو أشبه بالممثل الذي يجيد الأدوار فهو يلاقي كل إنسان بوجه ويحدثه بنغم ويضرب على الوتر الذي يرضيه ويشجيه إيقاعه وان له من وراء ذلك غاية يريد الوصول اليها .
ويرى الباحثين في العلوم الاجتماعية والنفسية والتربوية إن “النفاق” هو نتيجة لسوء التربية أو التنشئة الاجتماعية مما يؤثر سلبا على العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد , والنفاق الاجتماعي من الأمراض الاجتماعية التي لها علاقة بالتملق والغيبة والحقد والحسد .
دوافع النفاق الاجتماعي :
1- دافع الحصول على المكاسب .
2- التفريق بين الجمع.
3- إزاحة المنافسين في العمل .
4- مصادرة نجاح الأفراد .
5- إثارة عواطف البعض بغية استغلالها .
6- الحسد والكُره .
آثار النفاق الاجتماعي :
للنفاق الاجتماعي آثار مدمرة على صعيد الأسرة والمجتمع منها :
1- قطع صلة الرحم .
2- تفكيك العلاقات الاجتماعية وتعقيد الحياة .
3- كثرة المشكلات على الصعيد المؤسساتي أو المجتمعي بشكله العام .
4- انحلال القيم والمبادئ .
5- تردي المستوى الأخلاقي .
6- قطع سبيل المعروف .
علاج النفاق :
يكمن علاج النفاق عن طريق عدة أمور منها يتعلق بالمجتمع ومنها ما يتعلق بالمنافق نفسه , أما ما يخص المجتمع فمنها :
1- تطويق المنافق عن طريق تفعيل بعض مكارم الأخلاق كحسن الظنّ مثلاً , فلا بد من أن نحسن الظنّ بمن هم حولنا لنقطع الطريق على كل من يريد أن يبث الفرقة ليُحقق مصالحه الشخصية.
2- الالتزام بما جاء به القرآن الكريم من مبادئ وتعاليم , قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات : 6] , فلا بد من أن نتبين مما ينقل لنا من كلام لكي لا يكون البريء هو الضحية ولكي لا ينجح المنافق بمهمته .
3- فضح المنافق ؛ لكي يُعرف عند الناس فتذهب مصداقيته و بالتالي يشكل رادعاً يوقف مداد نفاقه ، مع مراعاة بعض الضرورات.
ما يخص المنافق نفسه:
1- أن يتأمل المنافقُ في سوء خاتمته ووخامة عاقبته التي ستؤدي به إلى النار و التي ستُجلسه في جوار الشياطين والأشرار .
2- عليه أن يتذكر أن وبال كل حيلة ومكر يرجع إلى صاحبه في الدنيا وبذلك شهدت التجارب والاعتبارات.
3- عليه أن يستذكر محامد ضد المكر والخديعة كحسن النصيحة , وتمني الخير للغير .ادن هذه الظاهرة لها مساوئها الأنية والمستقبلية على السلوك الإنساني من خلال عمليه التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات والمؤسسات ولها أثارها السلبية على مستوى التعامل الإداري و الاجتماعي على مستوى الجيرة والأسرة والمدرسة والمؤسسة
لاشك في أن أسوأ ما يتصف به الفرد هو صفة النفاق البغيضة التي يكرهها الجميع ونهى عنها ديننا الحنيف، فهو مرض قلبي ونفسي لا يأتي إلا بكل سوء، وبالأخص النفاق الاجتماعي إذ أنه ينشر الكره والحقد بين الناس ويزعزع ترابط المجتمع وتماسكه، وهنا نناقش معكم فيما يلي وعبر مجلة رجيم سنتعرف على كل ما يتعلق بالنفاق ورداً على سؤال الكثير القائلين ما هو النفاق الاجتماعي، فابقوا معنا.
ما هو النفاق الاجتماعي
النفاق هو مرض قلبي ونفسي يجعل الفرد يظهر عكس ما يخفيه، وينتج عنه مجتمع ضعيف يخلو من الانسجام الثقة والترابط بين أفراده، فقوة المجتمع هي كنز عظيم يشتتها النفاق ويُضعفها، لذا يجب علينا أن نربي أولادنا على الصدق والمروءة والابتعاد عن النفاق الذي ينبذه الجميع، ويعد أيضاً من أحد الأمراض الاجتماعية وفيما يلي نقدم لكم كل ما يتعلق بهذه الظاهرة المنتشرة.
أثر النفاق الاجتماعي على المجتمع
النفاق الاجتماعي له تأثير سلبي للغاية على المجتمع، فهو ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة وعلى إثرها ظهرت الكثير من الصفات الأخرى المذمومة والتي يكون مرجعها كله للنفاق، كالرياء والتلون في العلاقات وحب الشهرة والسعي وراء المصالح الشخصية فقط، الأمر الذي جعل المجتمع مكان غريب فاقداً للقيم والمبادئ الموجودة والراسخة منذ القدم.
الجدير بالذكر أن صفة النفاق الاجتماعي أصبحت مشهورة ومنتشرة للغاية تحديداً وسط التطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده خلال تلك الأيام، ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي الذي يصنف كمنصة يظهر عليها كل صور وأشكال النفاق والرياء.
النتائج السلبية للنفاق الاجتماعي
النفاق الاجتماعي هو سبب رئيسي لوجود العديد من المشاكل الأخرى والتي تتمثل في العنصرية وانتشار الحقد والضغينة بين كل أفراد المجتمع، فعندما يدعي البعض بصفات ليست حقيقية فيهم، يؤدي ذلك إلى حدوث اختلافات طبقية ونظرة غير محمودة لمن ليسوا مثلهم. الظلم يأتي نتيجة للنفاق حيث يكون سبباً في الابتعاد عن العدل والمساواة.
يسبب الشعور بالنقص وانعدام الثقة لمن لا يمارسون هذه الصفة اللعينة.
يكون سبباً رئيسياً في انتشار الحقد والكراهية والغل بين الناس بسبب التفاوت نتيجة للمقارنات المستمرة بين الناس.
حدوث ضعف عام في كل المجالات الأخرى وخلل على كافة الأصعدة مثل التعليم والثقافة والفن وغير ذلك، فالنفاق هو آفة تنتشر في كل مكان.
يجعل النفاق الفرد مهتماً فقط بالبحث عن وسائل الترفيه والترف ويبتعد عن القيم الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الفرد.
كيفية التغلب على مشكلة النفاق الاجتماعي
يمكن للفرد أن يبادر بإنقاذ نفسه من هذه المشكلة الوخيمة، وذلك من خلال اتباع الآتي :
عن طريق الرجوع إلى الله عز وجل والتمسك بالقيم والمبادئ الدينية السامية التي تحرم النفاق وتوصي بالرضا والقناعة بما كتبه الله للفرد.
القناعة هي السر وراء التخلص من النفاق فعندما يقتنع الفرد بما في يديه يكون بعيداً عن الرياء والنفاق.
ينصح بالابتعاد عن المقارنات والحسد والنظر لما في يد الغير، لأن ذلك يولد شعوراً من الكراهية.
لتتخلص من النفاق يحب عليك ترم الأمور المادية جانباً، واستبدالها بمكارم الأخلاق.
دوافع النفاق
للنفاق دوافع عديدة، ولعل أبرزها المصلحة الذاتية فهي سبب كافٍ للنفاق، فعلى سبيل المثال عند سؤال شخص ما عن تبريره للعديد من الرغبات التي لم يتم تلبيتها مثل التطوع للمساعدة الخيرية والإخفاق في مساعدة الغرباء المحتاجين، يكون الرد الذي نقنع أنفسنا به هو انعدام قدرتنا على فعل ذلك في الوقت الحالي.
ما هو النفاق الاجتماعي
النفاق الاجتماعي والعلاقات
الكثير منا يقع تحت وطأة النفاق بحجة أن النفاق يساعد الكثير منا في إنجاز مصالحة الشخصية، فعند الحكم على شخص ما تصرف بشكل سيء نجد أنفسنا نحكم عليه أحكاماً سيئة للغاية، على الرغم من قيامنا بنفس التصرف، وهو عين النفاق أن تحكم على الشخص بشكل سيء دون النظر لأفعالك التي تقوم بها.
الجدير بالذكر، أن الأحكام الصادرة منا على الأشخاص المفضلين يشوبها النفاق إلى حد كبير، فنميل إلى تفضيل وتأييد الأشخاص المقربين منا الذين يكونون ضمن دائرتنا الاجتماعية، على الرغم من احتمالية خطأ سلوك هذا الشخص، ولكننا ندعمه فقط لأنه ضمن دائرتنا الاجتماعية على الرغم من خطأه، وهو نوع من النفاق الاجتماعي.
كيفية التعامل مع الآثار النفسية التي يتركها النفاق
قد يقع الكثير منا تحت وطأة النفاق، ويشعر بالضيق والخجل من نفسه لوقوعه في هذا الأمر المشين، لذا يسارع أصحاب القلوب النقية إلى مجاهدة أنفسهم للتغلب على صفة النفاق الاجتماعي، خوفاً من الله عز وجل الذي توعد المنافقين بالعذاب الشديد.
وفيما يلي نهتم لسرد أهم الآثار النفسية التي يتركها النفاق عليك، لتتمكن من التغلب عليه ولتحيا بشكل آمن بعيداً عن الرياء الذي يعكر صفو الحياة، ومن خلال ما يلي يمكنك التعامل مع الآثار النفسية التي يسببها النفاق عليك لتتمكن من تخطيه.
التغلب على الآثار النفسية للنفاق
يجب أن تجاهد نفسك وتكف عن النفاق وتبتعد عن المواقف التي تضعك موضع النفاق، فتتراجع عن سلوكك وكلماتك التي تتلفظ بها ويكون النفاق مقصدها متى أردت ذلك، فعلى سبيل المثال إن قمت بإلقاء القمامة في الشارع وأنت تنتقد سلوك من يقوموا بهذا الأمر، فيجب عليك أن تتذكر أن هذا يصنف نفاق، لذا يجب عليك أن تتراجع عنه فوراً.
الاعتراف بالخطأ الذي وقعت فيه وتتعهد أمام نفسك بضرورة الابتعاد عن هذا السلوك وعدم الوقوع فيه مرة أخرى.
إذا فشلت في اتخاذ قرارات للسنة الجديدة في بداية السنة يجب عليك أن تذكر نفسك بأنه ما زال هناك أشهر كثيرة يمكنك اتخاذ القرارات فيها، ولا تنسى أن يكون الابتعاد عن النفاق أول تلك القرارات.
حال وقوعك في خطأ النفاق، يجب عليك أن تتراجع عنه وتعتذر، فقد يكون الأمر صعباً عليك ومحرجاً ولكنك تكسب نفسك وتساعدها لتكون أحسن مما هي عليه الآن.
الاعتراف بالنفاق والتراجع عنه قرار ليس خاطئ، فيحب عليك أن تبتعد عن أصدقاء السوء والمنافقين ومن ثم عليك أن تشغل بالك بما هو مفيد لك ولمن حولك، وأن تحاول البحث عن ذاتك والانشغال في الدراسة أو أمر هام يرتقي بمستواك الثقافي والفكري.
عليك بالبحث عن أصدقاء يعينوك على التخلص من هذه الآفة المهلكة وعليك أيضاً أن تعلم بأن الجميع يقع في هذا الخطأ، الأمر الجيد هو محاولتك لإصلاح نفسك بعيداً عن الرياء والنفاق، فلا تخجل من الاعتراف بالخطأ بل يجب عليك تخطيه وكأنه لم يكن.
خاتمة عن النفاق
في نهاية الأمر، فقد تعرفنا على ما هو النفاق الاجتماعي إذ يعرف على أنه أمر بغيض يكرهه الجميع ولا يتفق معه أي شخص على الإطلاق، لذا يجب علينا أن نبتعد عنه وأن نحارب النفاق متى استطعنا ذلك، فمن الطبيعي أن يواجه الكثير منا مواقف معقدة تدفعه للنفاق في بعض المواقف، ولكن لا يجب علينا أن نستجيب لما تُمليه عليه أنفسنا خلال تلك المواقف.
بل يجب مجاهدة أنفسنا حتى لا نكون ضمن صفوف المنافقين الذين حذر منهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما وردت سورة كاملة في القرآن الكريم عن المنافقين، وهو الأمر الذي يبين لنا مدى خطورة هذا الشيء.