الأمازيغ .. لغة وعادات وتقاليد وأساطير ..بالصور
لا توجد إحصاءات رسمية بعدد الأمازيغ في الدول العربية حتى الآن، إلا أن النسبة الأكثر منهم في المملكة المغربية، حيث تشير التقديرات إلى أنهم أكثر من 10 ملايين.
احتفل الأمازيغ في ينايرالماضي بدخول عام 2970، ويختلف تاريخ الاحتفال بهذا العيد بين الأمازيغ بين يومي الثاني عشر والثالث عشر من يناير، إذ أن السنة الأمازيغية مرتبطة بالتقويم الفلاحي.
تقول طالبة “أمازيغية” من منطقة سوس، إن الموروث الأمازيغي يختلف من مكان لآخر داخل المملكة المغربية.
وأمازيغ الشمال “الريف”، هم من الأمازيغ المحافظين على تقاليدهم، ويتزوجون من الريفيين فقط حتى الآن ويتحدثون لهجتهم الريفية.
أما أمازيغ الأطلس “الشلوح” هم من الأمازيغ العرب الذين تعايشوا مع العرب و تزوجوا منهم، الأمر ذاته بالنسبة لأمازيغ الشرق.
فيما يتعلق بأمازيغ جهة سوس ماسة، يعرفون بالتجارة البقالة والثراء، كما أنهم لا يتزوجون من خارج تركيبتهم الاجتماعية، ويتحدثون بلغتهم المحلية الخاصة.
تحافظ معظم المكونات الأمازيغية على بعض الطقوس في المغرب، وبعضها يدخل في إطار الأساطير التي يتم إحياء بعض التقاليد الخاصة بها للآن.
ضمن الطقوس الخاصة بعيد رأس السنة أن النساء يقمن بوضع ثلاث لقمات قبل النوم في سطوح المنازل، وترمز إلى الشهور الثلاثة الأولى من السنة” يناير، فبراير ومارس” واستدرارا للمطر يرشن المكان الذي وضعت فيه اللقمات بالملح.
عيد رأس السنة الأمازيغية هو مثله مثل الأعياد الدينية في المغرب، وأن دستور 2011، أقر اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية في المغرب.
والطقوس في رأس السنة الأمازيغية تختلف من مكان لآخر، حيث يختلف أمازيغ شمال المغرب عن جنوبه، إلا أن بعض الطقوس العامة تتمثل في إعداد طبق الكسكس، كما توضع نواة التمر في الكسكس، ومن يحصل على هذه النواة يكون محظوظ السنة.
والمتوارث في الثقافة الأمازيغية أن الذي كان يحصل على هذه النواة، تصبح مفاتيح خزائن القبائل تحت تصرفه.
تتمثل الطقوس في ثلاثة أنواع “طقوس تطهيرية”، وهي التي تهدف إلى التخلص من كل قديم وغير نافع بوسائل وأدوات وأشياء جديدة
“طقوس تغذوية” من خلال إعداد الأطباق المتنوعة من محاصيل محلية ادخرت في فصل الشتاء.
“طقوس صيدلية” من خلال جمع أنواع بعينها من النباتات المتوفرة في ذلك الفصل لتحضير أدوية منها بواسطة مزجها بمنتجات طبيعية.
تتخلل طقوس الزواج بعض الاحتفالات التقليدية، أو ما يسمى بـ “أحواش” وهي رقصة جماعية، يوزن فيها الكلام، ليغنى.
وفي بعض الأحيان تكون هناك “معركة شعرية” بين الشعراء وقد يكون هذا الشاعر إمام مسجد.
تقام الطقوس على عدة أيام منها في اليوم الأول يقوم والد بإسناد مهمة الإشهار – لبراح- القبيلة الذي يضرب الأجراس في أزقة القرى إعلان الزواج، وتذهب نساء القرية إلى منزل العريس حاملات بعض الكميات من القمح إلى والدة العريس.
تجلب النساء معهن اللوز وثمار أركان وتقمن بصنع زيت أركان وأخريات بصنع أملو – عصيدة اللوز – وطهو السمن.
في الأيام التالية الثالث والرابع والخامس، تذبح الذبائح عادة تكون بقرة أو أكثر حسب إمكانيات العريس ونفس الشيء في بيت العروس.
ضمن القصص الأسطورية المتوارثة منذ آلاف السنوات ما يعرف بـ”إيسلي” و”تيسليت” وهما بحيرتان تقعان بمنطقة أميلشيل جنوب شرق المغرب.
فيما يعرف بموسم الخطوبة تحتضن المنطقة الشعرات من شباب خاصة في فترة الحصاد، سبتمبر من كل عام، ويجتمعون لمدة 3 أيام.
ينظم الاحتفال طوال هذه الأيام بمشاركة المئات تخليدا للقصة الأسطورية “إيسلي وتيسليت”، وتعرف بالأمازيغية “العريس والعروس”.
عرفت المنطقة بحسب الروايات والمصادر المتعددة قصة حب أسطورية بين شاب اسمه موحا من قبيلة “أيت إبراهيم” وفتاة تدعى حادة من “أيت إعز”، وكان بينهما عداوة حالت دون ارتباط العشيقين ما دفع بالحبيبين إلى الانتحار، حيث انتحر موحا في بحيرة إسلي، بينما انتحرت حادة في بحيرة تيسليت، ويعقد الاحتفال السنوي بهدف تزويج الشباب في إطار تخليد قصة الحب الأسطورية.
بحسب الأسطورة أن عاشقة المطر اعترضت على إله المطر، الأمر الذي دفعه للاختفاء، فغابت الأمطار وجفت الأنهار من المياه.
الأسطورة تقول أن” روح تيسليت”، حزنت على غياب المطر وبكت، ثم وتضرعت إليه، ليعود أنزار لأخذ حبيبته إلى السماء، ومن ثم حلت هطلت الأمطار مرة أخرى.
وكانت بعض الأمازيغ يلجأون لما يعرف بـ”عروس المطر” أو “يلغونجا” في أوقات ندرة الأمطار.
تصنع عروسة المطر من القصب وملعقة خشبية كبيرة، وتزين بلباس نسائي أمازيغي ويضعن النساء على رأسها منديلا، ثم يخرجن في مسيرة حافيات الأقدام، يتقدمهن أطفال كرمز البراءة والصفاء من الذنوب في اتجاه مسجد القرية، وهي على الأغلب لم تعد موجودة في الوقت الراهن.
إحدى الحكايات المتداولة في بعض المناطق الأمازيغية، “تاكمارت نيسمضال”، أي بغلة القبور، هي امرأة بجسد بغلة تظهر في الظلام الدامس وتصول وتجول في القرى، وتختفي مع سماع أذان صلاة الفجر.
بحسب المتداول أن هذه المرأة تبحث دائما عن الرجال، وما إن يقع أحدهم في قبضتها حتى تقوم بحمله على ظهرها إلى المقبرة لدفنه حيا، كما يسمع صوتها على بعد مئات الأميال بحسب ما يتردد في بعض الأماكن.
تستخدم الكلمات الأمازيغية حتى الآن بين المكون الأمازيغي في المغرب، كما ان بعض هذه الكلمات تستعمل في الدارجة المغربية، وفيما يلي بعض الكلمات الأمازيغية.
“بّا” bba و”بابا” baba (أبي)، وتصريفاتها في الدارجة: “بّاك” / “باباك”، “بّاه” / “باباه” …إلخ. وهما كلمتان أمازيغيتان موجودتان في كل لهجات اللغة الأمازيغية بإحدى الصيغتين وصيغ أخرى قريبة منهما. وتوجد لدى طوارق مالي وطوارق النيجر الكلمة الأمازيغية abba وتعني: الأب، أبي.
- “يمّا” yemma (أمي)، وهي كلمة أمازيغية. (وتصريفاتها في الدارجة: “يمّاك”، “يمّاه”، …إلخ).
- “حنّا” ḥenna ومعناها: الجدة، جدتي. وهي كلمة أمازيغية مستخدمة هكذا في بعض لهجات اللغة الأمازيغية، والشكل الأصلي أو الأقدم لهذه الكلمة الأمازيغية هو anna وnana وnanna وinna ومازال مستخدما في عدة لهجات أمازيغية. كما أن كلمة inna تستخدم في بعض لهجات اللغة الأمازيغية المغربية بمعنى: الأم، أمي. وهناك كلمة أمازيغية أخرى هي taba تعني: الجدة. كما أن كلمة anna مستخدمة في أمازيغية طوارق مالي وطوارق النيجر وتعني: الأم، أمي. وتوجد لدى الطوارق العبارة الأمازيغية: anna en abba nin وتعني: أم أبي (أي: جدتي).
- “النوطا” (زوجة أخ الزوج)، من الأمازيغية tanoḍt [ثانوضت] وtanoṭ [ثانوط]، والجمع: tinoḍin.
- “اللّوَس” ellwes أو “اللوس” ellus (أخو زوج المرأة)، من الأمازيغية alus أو alwes أو ařweṣ، بنفس المعنى.
- “اللّوسا” ellusa (أخت زوجة الرجل)، من الأمازيغية talust أو talwest أو tařweṣt، بنفس المعنى.
- “اليشّير” (الطفل، الفتى)، “ليشاشرا” (الأطفال، الفتيان)، من الأمازيغية icirr [إيشيرّ] ويعني: الطفل، وicirran [إيشيرّان] ويعني: الأطفال.
- “البژّ” elbeẓẓ (الأطفال، أطفال كثيرون)، من الأمازيغية ibiẓẓiwen (صغار الجراد، الأطفال).
- “ييه” yih، “واه” wah، “اه” ah، “إيه” ih، وهي كلها كلمات أمازيغية تعني “نعم، أجل”.
- “واخّا” (أوكي، موافق، حسنا، رَغْمَ أنَّ)، من الأمازيغية: waxxa [واخّا]، بنفس المعاني.
يتضمن الفصل الخامس من الدستور المغربي أن اللغة العربية الرسمية للدولة، وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها، كما تعد الأمازيغية أيضا، لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مـشتركا لجميع المغاربة، بدون استثناء.