معطيات مقلقة حول نسبة الفقر بين السوريين في هولندا
ذكرت صحيفة دي ستينتور الهولندية أن طبقة (دنيا ) جديدة ظهرت في الأحياء المحرومة في المدن الهولندية من حاملي الإقامة السوريين، الذين يعيشون في فقر نسبيًا أكثر من المجتمعات الأخرى في تلك الأحياء
واعتبرت الصحيفة في تقرير لها أن هذا يتضح من خلال الأرقام الجديدة من “مرصد الجوار للمجتمع الشامل” (KIS) ، الذي سيتم نشره اليوم الثلاثاء، موضحا أن “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط بيانات (الدخل) على مستوى الحي بأصل مجموعات معينة من السكان”
63 في المائة يعيشون في فقر
التقرير أفاد بأن الاحصائية تقوم على فحص الأحياء بعمق، مما يعطي النسب المئوية معنى مختلفًا، على سبيل المثال، تبلغ نسبة الأسر ذات الدخل المنخفض في هولندا (7.7) بالمائة في المتوسط، “إذا نظرنا إلى مدينة ( أوتريخت)، نجد أن هذه النسبة تبلغ ( 9.6) بالمائة، وفي منطقة (أوفرفخت)، تبلغ ( 20.2) بالمائة، ضمن هذه النسب لدينا ( 30.7 ) بالمائة بين الأسر ذات الخلفية “المغربية” في (أورفخت) بينما تصل حتى ( 63.4
) بالمائة بين السوريين في ذلك الحي”. ويمكن ملاحظة نفس النسب تقريبا في احياء محرومة اخرى في البلاد
وبحسب الصحيفة فإن الامر يتعلق بالنسب المئوية لا بالارقام المطلقة فمن المحتمل أن المزيد من الأسر ذات الأصول “المغربية” تعيش في فقر كونه يوجد الكثير من هؤلاء في هولندا, يعتمد الباحثون تعريف الفقر “إذا كان هناك دخل على مستوى المساعدة الاجتماعية أو يصل إلى 110 بالمائة منه”
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد اندلاع الحرب السورية، فر مئات الآلاف من السوريين إلى أوروبا، وارتفع عدد السوريين في هولندا من ( 11000) إلى ( 113000) في السنوات العشر الماضية. وصل معظمهم إلى هولندا في عامي 2015 و2016 ، في ذروة أزمة اللاجئين
وتفيد الصحيفة أن الوضع المالي السيئ للسوريين يعود إلى حقيقة أن نسبة كبيرة منهم لم يجدوا عملاً بعد، رغم أنهم مكثوا في هولندا منذ أكثر من خمس سنوات واندمجوا. والسوريون الذين يعملون غالبًا ما يعملون في وظائف مؤقتة متدنية الأجر في أسفل سوق العمل
وتنقل الـ” ستينتور” عن “مرجان دي جرووتر”، باحثة شؤون الاندماج قولها: “في الوقت نفسه، من اللافت للنظر أنه لا يوجد سوريون يطلبون المساعدة في الشؤون المتعلقة بالديون، كيف حدث هذا؟ لأنهم في الأساس عليهم ديون غير رسمية بسبب رحلتهم إلى أوروبا؟ أو لأنهم يخجلون؟ أو لأنهم ببساطة لا يعرفون طريقة تقديم المشورة بشأن الديون؟”
وأضافت: “يمكن أن تتراكم الديون لأنهم يضيعون في بعض الأحيان في بيروقراطية التأمين والفوائد الهولندية. قد يكون هناك أيضًا ديون غير رسمية يتكبدها صاحب الاقامة السوري للمهربين أو العائلة لدفع ثمن الوصول إلى أوروبا,بالإضافة إلى ذلك، فإن القرض الذي يتعين على الأشخاص اقتراضه ( DUO ) من أجل اندماجهم ودراستهم للغة هو بمثابة حجر رحى حول أعناقهم: إذا لم تنجح ، فعليك سداد هذه الأموال في النهاية”
وكما تذكر الصحيفة أن مجلس الوزراء ناقش خطة على اساس “نهج واسع لمكافحة الفقر في الأحياء الضعيفة”، حيث يجادل الباحثون بأن هذا قد يتطلب سياسات مختلفة ليس فقط لكل منطقة، ولكن أيضًا لكل “مجموعة سكانية” في تلك المنطقة. لقد باشرت البلديات بالعمل فعليا على إصلاح نظام الاندماج, حيث اصبحت هي من تستلم امر قرض دراسة اللغة وتدير العملية
وتابعت أنه بالإضافة إلى حاملي الإقامة من السوريين فإن طالبي اللجوء الإريتريين هم مصدر “قلق”، حيث زاد عددهم من 1600 إلى 23000 في السنوات الأخيرة
انعدام الثقة
بحسب الـ”دي ستينتور” تبدأ مكافحة الفقر في الأحياء المحرومة بمكافحة “انعدام الثقة” الذي يشعر به العديد من السكان من الحكومة، كما تقول “بشرى ديبي”، الباحثة الاجتماعية في مدينة “أوتريخت”: “لن يلجأ سكان هذه الأحياء بسرعة إلى الحكومة أو خدمات الطوارئ بمفردهم.فهم يخافون من ذلك، يخافون من العقوبات , يخافون من أخذ أطفالهم منهم”
وأوضحت أن هذا ينطبق أيضًا على “حاملي الاقامة السوريين” مشيرة إلة أنه “لم يكن لديهم ثقة مطلقاُ في الحكومة السورية سابقاً, هم أخبروني أنهم يخشون الوقوع في المشاكل إذا اتصلت بالحكومة. وهناك أيضا صدمات من الماضي”
وأضافت: “على الحكومة الهولندية كسب الثقة اولاً، ويجب أن تكون المؤسسات موجودة في الجوار، وأن تكون حاضرة هيكليًا حينها يبدأ الناس في التفكير”. المصدر : زمان الوصل