أخبارمقالات وآراء
احمد شوقي والخديوي عباس حلمي الثاني “إلى عرفات الله”
دعا الخديوي عباس حلمي الثاني الشاعر أحمد شوقي ١٩١٠ ليصطحبه في رحلة الحج و أن يركب معه في قافلة الخيول…ولكنه تهرب منه في صحراء العباسية ولم يكمل رحلته فقد كان يخشى ركوب الابل وهذا ماكتبه حسين ابنه في كتابه”ابي شوقي” وكتب إلى عرفات الله يابن محمد… هي القصيدة التي غنتها ام كلثوم فقد كتبها معتذرا في ثلاث وستين بيتا غنت منها ام كلثوم اربع وعشرون بيتا عام ١٩٥١ ثم اختصرت منها ثلاثة ابيات فغنتها ١٩٥٤ بعد أن غيرت بعض الكلمات لتحولها من الخاص إلى العام وطبعا ببصمات احمد رامي ورفضت الإذاعة تسجيلها لسابقة غنائها بصوت نجاة علي ولكنها استأذنتها حيث أضافت ابيات ولحن مختلف للعبقري رياض السنباطي فغيرت إلى عرفات الله يابن محمد..عليك سلام الله في عرفات…لتصبح إلى عرفات الله ياخير زائر…….. وغيرت ايضا..دعاني اليك الصالح ابن محمد ..فكان جوابي صالح الدعوات..ويقصد هنا بابن محمد الخديوي … ويارب هل تغني عن العبد حجة وفي العمر مافيه من الهفوات… وغنتها ثومة مرة الهفوات ومرة الغفوات..وقد صورتها ام كلثوم وهي ترتدي الحجاب فيما يسمى فيديو كليب ١٩٦٤ من إخراج احمد بدران وتصوير وحيد فريد… كما غنتها في فيلم رابعة العدوية …وغيرت أرى الناس افواجا من كل بقعة..بدلا من اصنافا.. وبدلا من إذا زرت يامولاي قبر محمد..الى اذا زرت بعد البيت قبر محمد… وهكذا جاءت الكلمات لتواكب أداء حجاج بيت الله المناسك المقدسة والتي مرت علينا منذ اسابيع واليوم تأتي عاشوراء لتذكرنا بمطلع عام هجري جديد… نتوق فيه إلى الرحاب الطاهرة..ولم يكتف شوقي بهذا فقد أبدع في ولد الهدى وسلو كئوس الطلا ونهج البردة…ومن القصيدة كلمات تفيض بالوجد.. فأنت ولي العفو فاعفو بناصع.. من الصفح ما سودت من صفحات..ومن تضحك الدنيا اليه فيغترر.. يمت كقتيل القيد بالبسمات ..وينهي قصيدته..شعوبك في شرق البلاد وغربها..كأصحاب كهف في عميق سبات….ويتجلى شوقي في نهج البردة للأمام البوصيري والذي رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام والقى عليه بردته فبرأ من شلله ..إذ يتبارك الصوفية ببردة البوصيري وينشدونها في حلقات الذكر ويكتبونها على جدران المساجد…وقد كتب عن البردة مانتا شاعر وكانت نهج البردة لشوقي أشهر المعارضات فقد تعانقت صوفية ام كلثوم ذو الخلفية القرآنية وعبقرية السنباطي المحبة لآل البيت مع أعذب واجمل ماكتب شوقي..ابا الزهراء قد جاوزت قدري ..بيد اني لي انتسابا.. وما عرف البلاغة ذو بيان..أذا لم يتخذك له كتابا…فقد مدح الشافعي وحسان ابن ثابت وسيدنا علي في كتابه نهج البلاغة الرسول الكريم ولكنها كانت رسالات حب ولكن شوقي تناول فكر ومواقف وحياة الرسول من خلال منظور إسلامي.. وبرغم ماكتبه العقاد في عبقرية محمد ود.محمد حسين هيكل “محمد”وخالد محمد خالد “رجال حول الرسول” ومايكل هارت “الخالدون مائة واعظمهم محمد رسول الله…وجوته وتلوتستوي وغيرهم ولكن شوقي كان محظوظا بصوت ام كلثوم ..زانتك في الخلق العظيم شمائل يغرى بهن ويولع الكرماء…وفي مرضه الاخير زاره شيخ الازهر محمد الأحمدي الظواهري وبشره أن رسول الله قد زاره البارحة وأخبره انه في انتظارك …ونعم البشرى وماهي الا ايام وقضى شوقي نحبه وقد سمعت يوما الشيخ الشعراوي يقول لاتقولوا شوقي امير الشعراء ..بل قولوا رضي الله عنه…هذا والله اعلم