أخبارمقالات وآراء

الضحك عدوى…والحزن مرض

في تجربة حقيقية أجراها احد المخرجين في إحدى سيارات المترو فقد اوعز إلى احد الممثلين أن يركب ويضع السماعات في أذنيه ويفتح شاشة الأيباد ويبدأ في الابتسام ثم الضحك بصوت مسموع لترتفع الضحكة رويدا رويدا والمخرج يسجل بكاميرا غير مرئية رد فعل ركاب العربة…فترى جميع الركاب بلا استثناء يبدأون في التبسم ثم الضحك…هكذا دون ان ينطق الرجل بكلمة واحدة وهم جميعا بين  فاغر فاه مبتسما او مقهقها…فالضحك عدوى…والحزن مرض…فتخيل انك ترى ضحكة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بكل صفاء الوجه وجمال الروح والأنوثة  الطاغية الملفوفة في حلة”بضم الحاء” من الاحترام..والتي صورها حسين السيد في اغنية ياابو ضحكة جنان على لسان فريد الاطرش في فيلم حكاية العمر كله ١٩٦٥…مليانة حنان اضحكها كمان وكمان …خليك فرحان واضحك علطول لك ضحكة جنان شئ مش معقول …بتشوفها الروح عمرها بيطول… تلك السيدة التي فرضت احترامها على المشاهد والمخرج والسياسي… وقيل انها هجرت مصر بعض الوقت إلى بيروت لتهرب من ضغط الزبانية … وهي التي  أشعلت الرومانسية في موقد بين الاطلال عن قصة يوسف السباعي… اوجعت قلوبنا بمرضها في فيلم أيامنا الحلوة مع عمر الشريف واحمد رمزي وعبد الحليم حافظ …وتعاطفنا مع انتقامها لاختها في دعاء الكروان لطه حسين…ولاننسى جملتها التي مازلنا نرددها”فين هنادي يااماي”.. ولا ضحكتها الحلوة لطالبة الطب الفقيرة التي تحب زميلها احمد رمزي ابن الاكابر والتي تقابله بالفستان الابيض الملفت والذي احضرته لها ست زنوبة”زينات صدقي”من المكوجي في فيلم القلب له أحكام وخفة دم المعلم عبد الفتاح القصري في الأستاذة فاطمة مع كمال الشناوي المنافس والحبيب في نفس الوقت…وكم اعتصرت قلوب المحبين وهي تحاول الفكاك من حصار زكي رستم الذي تزوجها بوضع اليد في نهر الحب ثم تلتقي بخالد “عمر الشريف”الضابط الذي استشهد في حرب فلسطين فلاطالت الحبيب ولا ابنها من زوجها وكانت النهاية الصادمة بالانتحار تحت عجلات القطار…حتى وهي الفلاحة الفقيرة المغلوبة على أمرها والتي تزود عن زوجها”عبدالله غيث” المريض في فيلم الحرام  تود أن تنشق الأرض وتنبت حلا لتنقذ هذه الضحية…مقنعة مهذبة ..صوتها حاني يخترق القلب بدون استئذان..جميلة حينما تثور في الباب المفتوح فترفض فرض وصايا استاذها في الجامعة محمود مرسي الذي ارادها زوجة وجارية …وتنطلق إلى حيث الحبيب الذي ذهب إلى الجبهة في حرب ١٩٥٦”صالح سليم”لتكسر الحواجز وتخرج من عقدتها التي تركها ابن خالتها الذي احبته وصدمت فيه لعلاقته بالخادمة…وهزت ضمير الدولة في لاعزاء للسيدات واضطرت لتغيير بعض مواد قانون الأحوال الشخصية… وتبهرك كأم في امبراطورية ميم..وكمربية في ضمير ابلة حكمت…والتي جعلت مصر بالكامل تتوقف لمدة ٤٥ دقيقة يوميا لمتابعتها على شاشة التليفزيون..تزوجت وهي صغيرة المخرج عز الدين ذو الفقار وانجبت نادية والتي لانعرف عنها  شئ فهي لم تنتهج نفس الطريق برغم أن العائلة كلها فنية..ربما مثل نهج الزميلة الفاضلة منى ذو الفقار المحامية والحقوقية الشهيرة التي تشرفت بزمالتها ثماني سنوات في المجلس القومي لحقوق الانسان…..وانجبت طارق من عمر الشريف بعد زواج دام  قرابة عقدين..والذي ظل طوال حياته يحلف بحبه لفاتن حمامة وكانه يتحسر على الانفصال…ولكنها انهت حياتها مع الدكتور محمد عبد الوهاب والذي امتد زواجه منها طويلا…لايمكن أن تفي مقالة في سطور بتاريخ نجمة النجوم والتي كرمها كل الرؤساء والملوك…ولكن كان هذا غيض من فيض سال من فرط جمال وبراءة ضحكتها–

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى