أخبارمقالات وآراء

العملاق حسين رياض

بهذه العبارة الشهيرة التي قالها في فيلم شارع الحب  ويرد عليه المطرب الشاب عبد المنعم صبري”عبد الحليم حافظ” عم..جادالله…ايوة انا مختار صالح انا اللي هقود الفرقة….وهكذا يتضح انا الرجل كان موسيقار وقد هرب من حكم اكثر من عشرين عاما وغير اسمه وظهر في لحظة حاسمة مضحيا من أجل أن يرفع اسم المطرب الشاب…ومن المؤكد اننا افتقدنا هذه القيم النبيلة وان تضحي من أجل أن تساعد من هم على أول الطريق… هكذا كان دور حسين محمد شفيق والذي اشتهر بحسين رياض وهو اخو الفنان فؤاد شفيق ومن المفارقات انه بدأ حياته على المسرح هاويا في أول مسرحية له “خلي بالك من امياي”وكانت بطلتها روزاليوسف وعلى مقاعد الجمهور الفنان عزيز عيد وزوجته فاطمة رشدي وفي الاستراحة يدخل الكواليس ويسأل عن هذا الفنان الشاب واين يدرس فيرد انني التحقت منذ اسابيع بالكلية الحربية فنصحه أن يشق طريقه في الفن فهو معجون موهبة..ولم يفكر حسين رياض الذي غير اسمه خوفا من والده أن يكتشف أمره.. ويقرر أن يترك الحربية ويقيم لدى صديقه الفنان حسن فايق…وبدأ ابن السيدة زينب والذي كان يحلم أن يكون مطربا ولكنه أجرى جراحة في بداية حياته أثرت على صوته ولكنه لم يتخلى عن حلمه وشارك في تقديم بعض اغاني الأطفال…واشتهرت أفلامه المتنوعة مابين حاكم ظالم في “لاشين” الى رجل السرايا المسيطر في “الله معنا”١٩٥٥  إلى الرجل الشرير  مع برلنتي عبد الحميد في”حياة غانية” الى المستغل للعمال في صراع في الميناء والداهية في” انا حرة”لصلاح ابو سيف إلى الرجل المصري الأصيل الطيب الحنون ذو الجلباب المخطط والطاقية من نفس القماش في فيلم في بيتنا رجل ..وقد عمل مع كل الفرق المسرحية  الريحاني وعزيز عيد والكسار وعكاشة وفاطمة رشدي ويوسف وهبي وأشهر مسرحياته العباسة وشهر زاد وتاجر البندقية والعشرة الطيبة وانطونيو وكليوبترا والناصر والارملة الطروب وغيرها فقد بلغ إنتاجه ٢٤٠ مسرحية و٣٥٠ فيلما و١٥٠ مسلسل  ولكن لاتنسى الذاكرة”أنتي فين ياجهاد …انا هنا ياسلامة ” في فيلم واسلاماه.. ومن الطريف انه هو وبشارة واكيم كانا يقدمان مسرحية في فصل الصيف في راس البر وفي يوم الاجازة يلعبون المصارعة على الشاطئ وينقسم الجمهور  بينهما كمشجعين..أما السينما في اوج عظمتها عندما اخرج حلمي رفلة فيلم المظ وعبده الحامولي بطولة وردة وعادل مأمون حيث وقعت أحداثه في عهد الخديوي اسماعيل حيث اندلعت ضده ثورة اطاحت به  وغنت المظ وزوجها عبده الخامولي احتفالا بنجاح الثورة وتطلب مشهد الثورة اشتراك ٧ آلاف كومبارس بين عمال وفلاحين وافندية من كل طوائف الشعب وأرسل المنتج يستورد الف وخمسمائة طربوش من تركيا من النوع الذي كان منتشرا وقتها وجسد حسين رياض دور الخديوي في هذا الفيلم…تظهر لنا الفارق بين السينما التي كانت تخاطب العقول وتوثق التاريخ وغيرها التي تخاطب الغرائز وتنشر ثقافة العري…كان حسين رياض يركب ترام ١٥ من الجيزة للعتبة ويندمج في قراءة الجورنال ليكتشف انه عاد مرة أخرى فيدفع تذكرة جديدة…وظل طوال حياته يسكن حي شبرا وارتبط به نفسيا  حتى عندما اشترى فيلا في مصر الجديدة بناء على رغبة أبنائه ظل يتلكأ في الانتقال إليها حتى وافته المنية في منزله الذي احبه والذي تزوج فيه بعد الأربعين وكان ملتقى لاصدقائه فريد شوقي وانور وجدي وحسن فايق وغيرهم.. واشتهر عنه شدة الاندماج في ادواره وكاد أن يرتكب جريمة قتل في احد أفلامه من شدة الاندماج وأصيب بالشلل فعلا في فيلم الاسطى حسن  حيث مثل دور رجل مشلول وظل شهور طويلة تحت العلاج… وسقط على المسرح مغشيا عليه في اواخر أيامه ولكنه كان يرفض رقدة المرض  وظل يعمل حتى آخر رمق  وقيل انه توفى وهو يؤدي دوره في آخر أفلامه الذي لم يكتمل”ليلة الزفاف”وان كانت ابنته فاطمة لم تؤكد هذه الرواية وانه مات في بيته وخرج منه لتودعه كل طوائف الشعب ورحل الريس عبد الواحد…”يامعالي الباشا لو تسمح معاليك اني اطلب يد الأميرة انجي لابني علي…رد الباشا..انت اتجننت ياعبد الواحد جاي تطلب ايد بنتي…عثمان…هات الكرباج” صحيح ام يعد الكرباج موجود ولكن للأسف مازالت الفوارق الطبقية موجودة ولسة مش من حق علي أن يتزوج انجي ولا من حق انجي انها تحب علي”رد قلبي”–

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى