بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
يصلح أن يطلق على اللغة العربية قول شاعر النيل حافظ إبراهيم : البحر في أحشائه الدر كامن ، فعلى الرغم من تجاوز عدد لغات العالم 7,000 لغة، إلّا إن العربية كانت وما زالت تتربّع على عرش اللغات الأكثر رصانةً وانتشارًا، وقد تغنّى بجمالها الكثير من الشعراء العرب وأشادوا بأهميتها، على رأسهم أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، فهي تحتل مكانةً خاصةً في قلوب جميع العرب، ما جعل اسمها يلمع في كل بقعةٍ على هذه الأرض على الرغم من التحديات الكثيرة التي تواجهها،
ونظرًا لأهمية هذه اللغة الجميلة، كان لا بد من تخصيص يومٍ في تقويم السنة لتخليدها ونشرها على نطاقٍ أوسع. في هذا المقال، نسلط الضوء على مناسبة اليوم العالمي للغة العربية والفعاليات المرتبطة بها، كما نقدم لك معلومات عن اللغة العربية أوصلتها لما هي عليه الآن، والمزيد من التفاصيل الهامّة
يشكّل اليوم العالمي للغة العربية أهميةً كبيرةً للكبار والصغار على حدٍ سواءٍ؛ لذا لابد من المشاركة في ذلك اليوم والتعبير عن تقديرنا للغتنا الأم بشتى الطرق والوسائل، كما يتوجب على كافة شرائح المجتمع على مستوى الأفراد والمؤسسات إحياءها، وهنا يجب التنويه إلى دور اليونسكو الكبير في مشاركاتها المؤثرة التي أسهمت في كشف الستار عن بعض القضايا المهمة المتعلقة باللغة العربية؛ مثل حلول بعض اللغات الأجنبية محلها في التواصل اليومي والمجال الأكاديمي، وحلول اللهجات العربية المحلية محل العربية الفصحى، وعليه من الواجب علينا أيضًا أن نكون جزءًا من هذه المشاركات الفعالة من مختلف مواقعنا
اللغة العربية متعددة المرادفات ليست جامدة وليست فقيرة في كلماتها ككثير من اللغات التي تقتصر في مفاهيمها ومعانيها على كلمة واحدة وربما يتم استخدام هذه الكلمة الواحدة لأكثر من معنى
وقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء
وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات. ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي