أخبارمقالات وآراء
ابو نور وودع هواك
لم يكن وسيما ولا كاريزما او فتى الشاشة الأول، كان شابا بسيطا قادما من محافظةالبحيرة،حفظ القرأن في كتابها وهو واحد من خمسة أخوة كلهم باسم محمد فقد كان مسموحا بالاسماء المركبة واحب عبد المطلب الفن عبر مقهى القرية والذي كان يرتاده لسماع الاسطوانات وقد الحقه أخيه بفرقة داود حسني كي يردد المذهب مع الكورس ومنها إلى فرقة محمد عبد الوهاب إلى أن التقطه الموسيقار محمود الشريف ولحن له بتسأليني بحبك ليه…سؤال غريب ماجوبش عليه ونجحت واشتهرت وأصبح يغني في فرقة بديعة مصابي وحاول عبد الوهاب أن يستثمر نجاحه فانتج له فيلم “تاكسي حنطورة” ثم انتج لنفسه فيلم الصيت ولى الغنى، واشترك في العديد من الأفلام كمغنيا وقد اشتهر عبر كل الازمنة بالاغنية الخالدة رمضان جانا والتي أصبحت أيقونة الشهر الكريم هي وبعض الأغاني التاريخية مثل مرحب شهر الصوم لعبد العزيز محمود وهل البدر بدري والايام بتجري للمجموعة ووالله بعودة يارمضان لكارم محمود، وغيرها والغريب أن هذه الاغنية هي وصوت النقشبندي في الموشح المعجزة”مولاي اني ببابك” لم اسمعهم او أراهم في القنوات المصرية الرسمية واكتفوا بأغنية لأحد المطربين الشبان مع كورال الأطفال، واكيد التجديد مطلوب ولكن هناك أجيال تربت على نواميس يجب عدم اغفالها، ولاشك أن عبد المطلب قد حفر اسمه بين مطربي الزمن الجميل باروع الكلمات والالحان والتي كان معظمها لعديله الموسيقار محمود الشريف واستحق تكريم الرئيس عبد الناصر بوسام الجمهورية وايضا الرئيس السادات والجدير بالذكر أن عبد الحليم حافظ كان دائما يردد أن صوت عبد المطلب يطربه ويشده بقوة، وفي كل أفراح زمان وربما الان لابد أن تسمع اغنية ياليلة بيضا، وتسلم ايدين اللي اشترى الدبلتين والاسورة، ربما قبل أن يرتفع ثمن الذهب ويكتفون بالدبلتين فقط، أما قمة الطرب عندما تستمع إلى ودع هواك وانساه وانساني عمر اللي فات ماهيرجع تاني، وتردد بينك وبين نفسك فعلا عمر اللي فات ماهيرجع تاني، أما حكاية انك تروح مالسيدة لسيدنا الحسين مرتين فهذا هو العشق، أن تكون من سكان السيدة وتحب مولانا الحسين فتصلي الفجر والعشاء في جماعة فيه لتنال ثواب قيام الليل إلى جوار من تحب، فهذا هو الحب، وكما يقول عبد الفتاح مصطفى عندما كتب شفت حبيبي وفرحت معاه كان وصل جميل حلو يامحلاه، انه رأي الرسول في المنام عليه الصلاة والسلام فكتبها وغناها عبد المطلب، ولما اولاد البلد بيقولوا مبيسألش علية ابدا ولابتشوفوا عينية ابدا …وياحاسدين الناس مالكم ومال الناس، وحبيتك وبحبك وهحبك علطول ، والسبت فات والحد فات وبعد بكرة يوم التلات ميعاد حبيبي، وشوف الشوق، من الاول الاسبوع وهوة بيستنى الميعاد، في اربعينات القرن الماضي حتى آخر فيلم انتجه ٥ شارع الحبايب ١٩٧١ كان له حضور غنائي خاصة في الموال فقد كان أستاذا للعزبي وشفيق جلال ومحمد رشدي، وقد عاش بيننا ابو نور وبهاء وانتصار وسامية سبعون عاما إلى أن رحلت انتصار قبل زفافها بأسبوع فانتحى جانبا واثقلته الاوجاع والوحدة فرحل عن عالمنا كجسد، وبقى بصوته الجهوري الذي لم يتكرر يؤنسنا في الليالي الخوالي بودع هواك، وفي الافراح والليالي الملاح ،ستعيش حتى مع الحداثة والتطور