أخبارمقالات وآراء

قارئة الفنجان

التقى عبد الحليم حافظ في مقتبل حياته بسيدة سودانية كانت تقرأ الفنجان واسرت اليه انه سوف يسكن حبه قلوب الملايين ولكنه سوف يعاني من متاعب صحية داخلية وكعادة كل من يسمع قراء الكف والفنجان والورق تسعد ببعض الكلمات وترد مستسلما كل اللي يعمله ربنا كويس..هكذا قالها حليم وكانت تزوره كل حين وكان يستقبلها ويجلس معها ويسمع لها باهتمام ثم اختفت طويلا ولم تظهر الا في سنواته الاخيرة وكم أخبرته عن قصة حبه الأولى التي لن تكون من نصيبك والثانية وهي حب العمر والتي لن تدوم ولاشك انها السندريلا والتي ارتبط بها بالفعل ولكنه أخفى ذلك حرصا على معجباته كما ذكرت ذلك سعاد حسني بنفسها لطبيب التخدير وصديقها وصديقنا د.عصام عبد الصمد الذي يعيش في لندن وقد كتب عنها كتاب موثق والتي ردت فيه على حليم لتحفظ كبريائها وانا كمان عايزة احافظ على معجبيني…ولاشك انه كان يتيه فيها حبا وغنى بكل حرقة بعد فراقها حاول تفتكرني بعد أن صاغ صديق عمره محمد حمزة مشاعره التي استشفها من حديثه عنها….ولاشك أن نبوءة السيدة السودانية قارئة الفنجان صدقت إلى حد كبير فقد أغلقت الحياة أبوابها في وجهه سواء في الحب او في الصحة وتذكر كلماتها وحكى إلى الشاعر الكبير نزار هذه القصة في لقاء بينهما في لندن ومن المؤكد ان نزار كان يعرف حكاية حبه المفقود مع السندريلا..لتتبلور الفكرة وتختمر بعد سنوات في قصيدة قارئة الفنجان…والتي كان حليم يسمع منها مقطع …بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها انغام وورود والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا/ قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب …هي الدنيا…لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود… ويكرره وتغالبه دموعه كيفما حكى صديق عمره مجدي العمروسي..فقد ضيع حب عمره لمحافظة على شهرته و بالغيرة حيث كان يرسل من يتلصص ليعرف من هم أصحاب السيارات الذين يزورنها ..برغم انها كانت تذهب اليه ليلا في نهاية يومها كي تطمئن عليه وتقضي معه وطرا….هكذا اختار القدر أن تموت في نفس البلد التي مات فيها حليم “لندن” وفي نفس يوم مولده ٢١/٦…وبرغم انها تزوجت بعده صلاح كريم وعلي بدرخان وأخيرا السيناريست ماهر عواد.. لكن القدر لم يكتب لعبد الحليم زيجة الا تلك التي أسرها وحاول قدر الإمكان أن يخفيها عن الجميع…وليغني اخر اغنياته من شعر نزار قباني عن قارئة الفنجان…وقد كان قدر اختها نجاة الصغيرة صوت الحب الدافئ مختلفا حيث اعتزلت الزواج بعد أن أنجبت ابنها وليد من كمال منسي الذي تزوجته في عامها ال١٦ لأربع سنوات وبعده ارتبطت بالمخرج حسام الدين مصطفى لستة شهور في ١٩٦٧ وقررت الا تتزوج بعده ابدا حتى يومنا هذا وعاشت من أجل وليدها الذي احبته حبا جما وقد حكى بليغ حمدي انه عندما كان يسجل اغنية الطير المسافر وكلما يصل إلى كوبليه “حبايبنا عاملين ايه في الغربة واخباركم ايه”تدخل نجاة في نوبة بكاء حيث كان ابنها الوحيد يدرس في الخارج وتكرر المشهد ٦ مرات إلى أن قرر وقف التسجيل ولكنها تماسكت وأكملت بمشاعر جياشه تكاد تلمسها من فرط الاحساس….هكذا كانت أيامنا في زمن جميل وفن جميل وحب بلا حدود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى