أخبارتحقيقات وتقارير

قصر عابدين وحارة السقايين

أن كنت جاي تغني روح اسأل قبل انا مين…مترحش تبيع المية في حارة السقايين…اغنية كتبها حسين السيد ولحنها منير مراد وغنتها ام البطل السيدة شريفة فاضل ثم غناها محمد منير…وهي اغنية رمزية تتحدث فيها المطربة إلى الشاب الملاوع ذو السبع وجوه..ياما لك في الحب ضحايا يحكوا عنها في روايات… وانه في كل ليلة له سبع غنوات اي سبع كذبات..و الغنوة الواحدة بيلحنها سبع مرات..اي انه محترف في نسج الروايات ..ولذلك في المثل الشعبي قالوا لمن يقص الحكايات الكاذبة ..دة بيغني عليك…ومن يريد أن يستزيد يقول لحن… لحن بتشديد اللام..اي استرسل في الرواية المكذوبة.. ونظرا لان من يستمع إلى هذه الروايات لديه الخبرة ويعرف الغث من السمين فقال مترحش تبيع المية في حارة السقايين… وهي حارة قديمة في حي عابدين كان يسكنها السقايين وهي المهنة التي برزت في القرن الثامن عشر حتى قرب نهاية القرن التاسع عشر… وعندما فكر الخديوي اسماعيل في إعادة تخطيط القاهرة لتشبه باريس واشترى فيلا عابدين بك ارناؤط حاكم دنقلا تحت حكم محمد علي من ارملته واضاف اليها مساحات حولها.. “ولاازايد اذا قلت ان اخر اسم في عائلتي هو ارناؤط من اصول البانية”… واحتاج عمال البناء كميات من المياه وفرها لهم رجل فرنسي كان يعمل مهندسا للمشروع واسموه حكيم وكان شديد العصبية فاطلقوا عليه زرزور فأصبح حكيم زرزور وهو من فكر في جلب جرتي مياه على ظهر راحلة حيث يقف العمال طابور للشرب ثم تطور الامر الي زير ثابت او اكثر يتم ملأهم بالمياه في مكان مظلل…ولاحضار المياه من الترعة او النهر او الابار كان لابد من يحملها..فكان السقا بقربته المصنوعة من جلد الماعز هو الوسيلة..وحتى لاتحدث فوضى حيث تطاحن الرجال ليمتهنوا هذه الوظيفة الجديدة فكانت المهنة بتصريح واختبار حيث يقف الرجل ثلاثة أيام بلياليهم يحمل حوالي ٦٧ رطلا لايهتز لكي يجتاز اختبار القبول ليحمل رخصة السقا…وسكن معظمهم تلك الحارة بحي عابدين والتي مازالت بهذا الاسم منذ اكثر من قرن ونصف من الزمان..والطريف في الأمر أن بعض السقايين كانوا ينقلون الاخبار والاسرار لأنهم يدخلون بيوت الأمراء والفقراء وايضا المراسلات الغرامية بين المحبين ..تلك الحارة ودروبها المتعددة التي خرج منها سيد مكاوي واحمد رامي ونادية لطفي ومحمود المليجي وهاني رمزي لاعب الكرة وعلى مقربة منها فاتن حمامة وشادية واشتهرت بكنيسة القديس غبريال واول مدرسة مختلطة للبنين والبنات وبها مسجد الصحابة والسرجة المشهورة بصناعة طحينة السمسم….كل هذا وهي على مقربة من ذلك القصر الذي ظل يحكم مصر من ١٨٦٩ إلى ١٩٥٤ اي من عهد الخديوي اسماعيل إلى عهد عبد الناصر…ولسة المصريين بيقولوا …ان كنت جاي تغني ..روح اسأل قبل انا مين ..مترحش تبيع المية في حارة السقايين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: