جدل بعد مطالبة العفو الدولية لمصر بوقف ترحيل اللاجئين السودانيين
من جديد تعود قضية اللاجئين السودانيين في مصر إلى واجهة التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، فمنذ أيام نشرت مواقع محلية مصرية خبرا مفاده أن الأجهزة الأمنية في مديرية أمن قنا ضبطت 7 حافلات تقل لاجئين سودانيين دخلوا بطريقه غير شرعية إلى مصر، ولعدم وجود أوراق رسمية للإقامة قررت الجهات المختصة ترحيلهم عن طريق حدود محافظة أسوان. وبعد هذه العملية، نشرت منظمة العفو الدولية -اليوم الأربعاء- تقريرا دعت فيه السلطات المصرية إلى التوقف فورا عن الاعتقالات التي وصفتها بالتعسفية والترحيل غير المشروع للاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر بحثا عن ملاذ آمن من الصراع الدائر في السودان. ومع نشر منظمة العفو تقريرها، سادت حالة من الجدل على منصات التواصل المصرية والسودانية، فهناك من أيد قرار الجهات المعنية ترحيل المخالفين لشروط الإقامة في مصر من اللاجئين، في المقابل هناك من وصف قرار ترحيل اللاجئين السودانيين بأنه جائر، خاصة أن بلادهم تشهد حربا طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ سنتين. وتعليقا على تقرير منظمة العفو الدولية، وجه أحد المصريين سؤالا قال فيه “منظمة العفو تحث مصر على عدم ترحيل اللاجئين السودانيين للخارج، وماذا إذا ارتكب لاجئ مخالفات قانونيه جسيمة؟ ما الإجراءات المتبعة بحقه، وكيف يمكن أن تحاسب السلطات من ارتكب جرائم في البلد المستضيف؟”. ورأى آخرون أن منظمة العفو دائما ما تبث تقارير كيدية ضد القاهرة، ومن أجل الضغط عليها، متجاهلة استضافة مصر لملايين اللاجئين من عدة دول عربية ويتم معاملتهم بكل احترام وتقدير، مشيرين إلى أن القاهرة استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين منذ اندلاع الحرب في بلادهم. في المقابل، اعتبر بعض المصريين “ترحيل الإخوة السودانيين” -حسب وصفهم- خطأ كبيرا، خاصة أنهم استجاروا بمصر هربا من الحرب، وحفاظا على أرواحهم وأرواح أسرهم، وأشاروا إلى أنهم يخاطرون بحياتهم خلال رحلة اللجوء ليصلوا إلى بر الأمان في مصر، وإذا بهم تتم إعادتهم لمصير مجهول. وطالب مدونون مصريون السلطات المصرية بالسماح لهم باستضافة اللاجئين السودانيين في منازلهم مع تحمل كافة الإجراءات القانونية والمادية بحقهم، وأكد آخرون أن الشعبين المصري والسوداني يربطهما تاريخ مشترك أما الصحفي المصري خالد محمود، فقال -في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس- “يتعين على الحكومة المصرية أن تشرح للرأي العام المصري والسوداني حقيقة ما يجرى بالنسبة للإخوة السودانيين اللاجئين في مصر هربا من الحرب الدموية في السودان إذا كان التقرير يتضمن أكاذيب، فيجب تفنيدها والرد عليها في أسرع وقت ممكن”، واختتم تدوينته قائلا إن “أزمة السودان أمر مقلق ومؤسف ويؤثر على أمننا القومي”.
في المقابل، علق بعض السودانيين على ترحيل اللاجئين ووصفوه بالظالم، خاصة أنهم يأخذون المساعدات من المنظمات الدولية، ويشاركون في تحريك عجلة الاقتصاد في مصر.
ووجه سودانيون رسالة إلى من وصفوهم بالإخوة في مصر، فقال أحدهم عبر منصة اللاجئين السودانيين في مصر، “إلى إخواننا وأخواتنا المصريين، كلها فتره وتمر وتعدي، نحن في كرب عظيم، ربنا ما يكتبه على أحد؛ خسرنا بيوتنا وراحتنا وتشردنا”.
ويكمل السوداني رسالته بالقول “أصبح الجار غريبا، والقريب بعيدا، وأصبح يطلق علينا لاجئون، أنتم جيراننا ضايقناكم في معيشتكم، لكن هانت وكل واحد فينا حيمشي في حال سبيله، لو ربنا كتب لنا عمرا، وتبقى الذكرى الطيبة”، واختتم تدوينته بالقول “لكم العتبى حتى ترضوا وحقكم علينا”.
وفي وقت سابق، قالت مفوضية اللاجئين للجزيرة نت إن عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى المفوضية في مصر يمثل 57% من العدد الإجمالي للاجئين من جميع الجنسيات، بما في ذلك من كانوا في مصر قبل اندلاع الاقتتال في السودان.