أخبارمنوعات

كيف باعت هولندا البرازيل للبرتغال مقابل 8 ملايين جيلدر؟

خلال رحلاته الأربع نحو القارة الأميركية ما بين عامي 1492 و1504، عاد البحار الإيطالي كريستوف كولومبوس نحو إسبانيا محملا بالعديد من السلع والذهب.
وبتلك الفترة، حاول كولومبوس الإبحار غربا بهدف إيجاد طريق جديد نحو بلاد الهند للتزود بالتوابل.
لكن بدلاً من ذلك، ساهمت رحلته في إضافة قارة جديدة لخريطة العالم القديم.
وبالقرون التالية، تسابقت العديد من القوى الأوروبية لضم أجزاء من هذه القارة لإمبراطورياتها عن طريق إنشاء مستعمرات بها.
وبالإضافة لكل من إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإنجلترا، تواجدت هولندا ضمن الدول التي سعت للتوسع بالقارة الأميركية حيث شيدت الأخيرة مراكز ومحطات تجارية بها قبل أن تتجه فيما بعد لإنشاء مستعمرات.
وسجّلت هولندا بداية ظهورها بالقارة الأميركية في حدود أواخر القرن السادس عشر حيث أنشأت الأخيرة أولى الحصون والمراكز التجارية عند ضفاف نهر إيسكيبو (Essequibo) بغويانا الحالية.
وحسب المؤرخين، سبق الوجود الهولندي بالقارة الأميركية بداية انتشار تجارتها بأقصى شرق آسيا بمناطق إندونيسيا الحالية.
من جهة ثانية، لم تتمكن هولندا من الاحتفاظ بمستعمراتها بالقارة الأميركية لعوامل عديدة تراوحت بين الحروب وسوء الدعم والتمويل وهجمات السكان الأصليين ضد المستعمرين الهولنديين.
وأمام هذا الوضع، لجأت هولندا بأكثر من مناسبة لمقايضة مستعمراتها بالقارة الأميركية مع قوى استعمارية أخرى إما مقابل المال أو مقابل مستعمرات أخرى وحقوق تجارية.
وما بين عامي 1630 و1654، بلغ الوجود الهولندي أراضي البرازيل الحالية.
فبتلك الفترة، أنشأت هولندا بالشمال الشرقي للبرازيل الحالية مستعمرة هولندا الجديدة التي اتخذت من منطقة موريتستاد (Mauritsstad)، ريسيف (Recife) حاليا، عاصمة لها.
وعلى الرغم من دعوة الحاكم الهولندي للمنطقة جون موريس ناسو (John Maurice of Nassau)، لتكثيف هجرة الفنانين والحرفيين لهولندا الجديدة، خسر الهولنديون هذه المستعمرة بسبب تضارب مصالحهم مع البرتغال التي تواجدت بالمنطقة بنفس الفترة.
ما بين عامي 1648 و1649، تعرضت هولندا الجديدة لهجمات شنها البرتغاليون.
ومع محاصرتها، فضلت هولندا الجديدة سنة 1654 الاستسلام للبرتغاليين.
إلى ذلك، خططت هولندا لاستعادة مستعمرتها بالقوة.
لكن بسبب الحرب الهولندية الإنكليزية، أجبرت هولندا على تأجيل خططها.
ومع نهاية الحرب ضد الإنكليز، عانت هولندا من خراب كبير بأسطولها البحري.
ولهذا السبب، عرض المسؤول الهولندي يوهان دي ويت (Johan de Witt) على البرتغال الاحتفاظ بهولندا الجديدة، الموجودة بالبرازيل الحالية، مقابل مبلغ 8 ملايين جيلدر (guilders)، في حين رفضت البرتغال الأمر ووصفته بالمطلب السخيف.
لكن طيلة السنوات الأولى التي تلت الحرب مع الإنكليز، اعتمدت هولندا على القراصنة لشن هجمات على السفن البرتغالية.
ومع تعافي أسطولها، باشرت هولندا بالإغارة على السواحل البرتغالية بداية من العام 1657، متسببةً بذلك في إرباك اقتصاد لشبونة الذي اعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية.
وبحلول يوم 6 آب/ أغسطس 1661، قبلت البرتغال بشروط الهولنديين ووقعت على اتفاقية لاهاي، التي بموجبها دفعت البرتغال مبلغ 8 ملايين جيلدر للهولنديين ووافقت على تسليمهم مستعمرات سيلون (Ceylon)، سريلانكا الحالية، وجزر مالوكو (Maluku)، التي تمثل جزءاً من إندونيسيا الحالية، مقابل تنازل هولندا عن كامل مستعمراتها وحقوقها بالبرازيل لصالح البرتغال!.. المصدر : وكالة اليوم العراقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى