أخبارتحقيقات وتقارير

ألمانيا تدين العملية الإسرائيلية البرية في مدينة غزة

أدان وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة بالقوات البرية في مدينة غزة. وقال فاديفول اليوم الثلاثاء (16 سبتمبر/ أيلول 2025) بعد لقاء مع نظيرته السويدية ماريا مالمير ستينيرغارد في برلين: “إن الهجوم الجديد باتجاه مدينة غزة هو (…) التوجه الخاطئ تماماً”. وأضاف بالقول: “نحن نرفض ذلك، وقد أوضحنا موقفنا هذا أيضاً للحكومة الإسرائيلية بشكل جلي”.

ووجّهت الحكومة الألمانية “نداء عاجلا” إلى الحكومة الإسرائيلية وإلى جميع من لهم اتصال بحركة حماس، من أجل “البحث عن طريق لمفاوضات وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن الآن”، بحسب ما قاله السياسي المنتمي إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وأضاف: “هذا هو الطريق الصحيح الآن، وليس الاستمرار العسكري في المواجهة”. ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أعلن في أغسطس/ آب أنه “حتى إشعار آخر لن تتم الموافقة على أي صادرات من المعدات العسكرية إلى إسرائيل يمكن أن تُستخدم في قطاع غزة”. وقد جاء رد ميرتس هذا على خطط إسرائيل لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة والسيطرة على مدينة غزة. إعادة تقييم الوضع

وقال فاديفول يوم الثلاثاء إن الحكومة الألمانية ستعيد تقييم الوضع “دائماً في ضوء التطورات اللاحقة في قطاع غزة وأيضاً فيما يتعلق بالمساعي المحتملة للضم” التي قد تقوم بها إسرائيل في الضفة الغربية.

وأكد كبير الدبلوماسية الألمانية أن موقف ألمانيا في كلا الحالتين “واضح للغاية: الضم مخالف للقانون الدولي، وسيستدعي منا أيضاً رداً سياسياً”. من جهته اعتبر الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أن توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة سيسبب “مزيدا من الدمار والموت والنزوح”، على ما افاد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل. وقال المتحدث أنور العوني أمام الصحافيين إن التكتل الاوروبي “لم يكف عن حضّ إسرائيل على عدم تكثيف عمليتها في مدينة غزة (…) وأشرنا بشكل واضح إلى أن هذا من شأنه أن يفاقم الوضع الإنساني الكارثي ويعرض حياة الرهائن للخطر”.

وكانت إسرائيل قد أعلنت اليوم الثلاثاء عن إطلاق عمليتها البرية التي تتوعد منذ فترة طويلة بشنها في مدينة غزة، وعلقت بأن “غزة تحترق”.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن قوات الجيش بدأت المرحلة الرئيسية من عمليتها البرية في مدينة غزة، المركز الحضري الرئيسي بقطاع غزة، بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر لمئات الآلاف من المقيمين بالإخلاء.

ولم يفصح الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل أولية تُذكر، لكنه قال إن قواته بدأت “في تفكيك البنية التحتية الإرهابية لحماس في مدينة غزة”. غزة تحترق”

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة إكس في وقت مبكر اليوم الثلاثاء “غزة تحترق. جيش الدفاع الإسرائيلي يضرب البنية التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي بشجاعة لتهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس”.

وذكر سكان أن القصف تصاعد على المدينة بشكل كبير خلال اليومين الماضيين، وسط انفجارات أعنف دمرت عشرات المنازل، إلى جانب انضمام زوارق حربية إلى الدبابات والطائرات في قصف المناطق الساحلية مقتل 24 شخصا

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل الإدلاء بشهادته أمام محكمة في محاكمة فساد “لقد أطلقنا عملية عسكرية كبيرة في غزة”. وأفاد مسؤولو الصحة في غزة بمقتل 24 شخصا على الأقل، معظمهم في مدينة غزة، في الساعات الأولى من الهجوم.

وأصدر نتنياهو الشهر الماضي أوامر للجيش بالسيطرة على مدينة غزة التي يصفها بأنها آخر معقل للحركة المسلحة التي شنت هجوم أكتوبر/ تشرين الأول 2023 المباغت على إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب الجارية.

وجرى تدمير مناطق شاسعة من مدينة غزة بشكل كامل في الأسابيع الأولى من الحرب، لكن حوالي مليون فلسطيني عادوا إليها ويعيشون بطريقة أو بأخرى فيها. ويعني إجبارهم على النزوح أن جميع سكان القطاع تقريبا سيُحاصرون الآن في مخيمات على طول الساحل جنوبا فيما تسميه إسرائيل منطقة إنسانية.

وتنفذ القوات الإسرائيلية عمليات على مشارف مدينة غزة منذ أسابيع، بما يمهد للاقتراب من مركز المدينة. وقال مسؤول أمني إسرائيلي في إحاطة صحفية أمس الاثنين إن التقديرات تشير إلى أن حوالي 320 ألف شخص غادروا مدينة غزة حتى الآن، بينما يُعتقد أن حوالي 650 ألفا لا يزالون بها. ولا يتسنى التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.

ويقول سياسيون إسرائيليون إن الهجوم جزء من خطة لتفكيك حماس كمنظمة سياسية ومسلحة. ويصر نتنياهو على أنه لن تكون هناك نهاية للحرب قبل أن تلقي الحركة سلاحها، ويشدد على ضرورة ألا يكون لها دور مستقبلي في غزة. وهدم الجيش الإسرائيلي مباني في ضواحي مدينة غزة خلال الأسابيع الماضية، بما في ذلك أبراج شاهقة.

وتقول الأمم المتحدة والدول التي ترفض ما تقوم به إسرائيل إن أفعالها يمكن أن توصف بأنها تهجير قسري جماعي، وإن الأوضاع في المناطق الجنوبية المكتظة التي يتم توجيه السكان للانتقال لها مزرية، إلى جانب شح المواد الغذائية.

وعبر بعض القادة العسكريين الإسرائيليين أيضا عن قلقهم إزاء العملية، وحذروا من أنها قد تعرض للخطر الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كما أنها قد تكون “مصائد موت” للجنود. حوادث “مقلقة للغاية”

وفيما يتعلق بتقييم لجنة تابعة للأمم المتحدة التي خلصت إلى أن إسرائيل ترتكب في قطاع غزة جريمة إبادة جماعية، أشار فاديفول إلى اختصاص المحاكم الدولية. وقال: “الأمر متروك للمحكمة لتقرر بشأن هذه الاتهامات. وهذا ما يشير إليه التقرير صراحة”.

وأضاف أن الحوادث الموصوفة في التقرير “مقلقة للغاية”. وتابع: “في النزاعات المسلحة، جميع الأطراف ملزمة بالقانون الدولي الإنساني”. ولإنهاء المعاناة في قطاع غزة، من الضروري أن “يتم التوصل أخيراً إلى وقف إطلاق النار، وأن يحصل السكان على إمدادات إنسانية كافية، وأن يتم الإفراج عن الرهائن”.

وكانت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة قد توصلت في تقريرها حول الوضع في قطاع غزة إلى نتيجة مفادها أن هناك إبادة جماعية تُرتكب هناك. وقالت رئيسة اللجنة، نافي بيلاي، في جنيف إن المسؤولية تقع “على عاتق دولة إسرائيل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى