طبول الحرب تدق والجيش الليبي يتحدث عن “معركة كبرى”
مصر تراقب والإمارات تطلق تحذيراً عاجلاً والجيش الليبي مستعد
استنفار عسكري بمحيط مدينة سرت الليبية، وذلك بعد ورود معلومات تفيد بأن المليشيات الموالية لتركيا وحكومة الوفاق تستعد للتقدم نحوها، والتي تؤكد التصريحات الصادرة من تركيا حول ضرورة تنفيذ عملية عسكرية لتسليم مدينتيّ سرت والجفرة لحكومة طرابلس التي يرأسها فايز السراج.
أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، أن تركيا قامت بحشد حوالي 10 آلاف مقاتل من المرتزقة في محيط سرت، وأن تركيا قد تغامر في الهجوم على سرت والجفرة.
وقال المحجوب، في تصريحات لشبكة “سكاي نيوز عربية”، إن الجيش الوطني الليبي يرصد كل تحركات الميليشيات، مشيرا إلى أن تركيا أرسلت عدة طائرات مسيرة لضرب خط إمداد مياه بعيدة عن سرت.
كما ذكرت قناة “العربية” الإخبارية أن هناك معلومات تفيد بأن مهندسين عسكريين أتراكاً موجودين حالياً بالقرب من سرت، وأن طائرات مسيرة تركية رصدها الجيش الوطني الليبي، قامت بتصوير عدد من الأماكن القريبة من المدينة.
ونقلت القناة عن مصادر لها قولها إن مصر فتحت خط اتصال مباشراً مع الجيش الوطني الليبي والبرلمان الليبي لمتابعة كافة تطورات الأحداث في إطار الحفاظ على أمنها القومي.
الإمارات تحذر
حذّر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، من التبعات الخطيرة التي ستنجم عن طبول الحرب التي تقرع حول سرت في ليبيا.
وقال قرقاش، في تغريدة عبر الحساب الرسمي على “تويتر”: “طبول الحرب التي تقرع حول سرت في ليبيا الشقيقة تهدد بتطور جسيم وتبعات إنسانية وسياسية خطيرة”.
وأضاف قرقاش: “ندعو من الإمارات إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب الحكمة، والدخول في حوار بين الأطراف الليبية وضمن مرجعيات دولية واضحة، وتجاهل التحريض الإقليمي وغاياته”.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أعلن أن عملية عسكرية سوف يتم تنفيذها في حال عدم انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر من مدينة سرت الساحلية.
وقال أوغلو، في تصريحات لقناة “تي آر تي” التركية، إنه “يجب تسليم سرت والجفرة لحكومة الوفاق الليبية وقد يتم تنفيذ عملية عسكرية حال عدم الانسحاب من سرت”، موضحًا أنه تم تقديم اقتراحات “حكومة الوفاق حول أزمة ليبيا لموسكو وقد نعقد اجتماعا على مستوى الخبراء وآخر على مستوى الوزراء”.
أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة.
وأفادت قناة “العربية” الإخبارية”، في نبأ عاجل لها منذ قليل، بأن المسماري أعلن أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة.
وأضاف المسماري أن هناك تحركات كبيرة لميليشيات حكومة الوفاق وتركيا في محيط سرت والجفرة.
في الوقت ذاته، أكدت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الليبي، أنه “لا حوار قبل إنهاء غزو تركيا لليبيا”، بحسب ما نشرته قناة “العربية” في نبأ عاجل لها ايضاً منذ قليل.
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إنه لا أحد يرغب في تكرار السيناريو السوري في ليبيا.
وأضاف أبوالغيط، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الجامعة العربية لا يمكن أن تقبل بأن يمثل الوضع في ليبيا تهديداً لأمن واستقرار دول الجوار العربية المباشرة مصر والجزائر وتونس.
وأكد أن الجامعة لن تقبل أن تكون ليبيا مسرحاً للتدخلات العسكرية الأجنبية أو منفذاً لتحقيق أجندات خارجية أو أطماع إقليمية في إحدى دولها الأعضاء.
وشدد أبوالغيط على أن هناك التزاماً عربياً مطلقاً بالحفاظ على سيادة واستقلال الدولة الليبية وسلامة أراضيها ووحدتها.
وأشار إلى أن “إعلان القاهرة” مبادرة مهمة ويضع خارطة طريق متكاملة لتسوية الأزمة الليبية، لافتاً إلى أن هذه المبادرة المصرية رسم خطوات وآليات تنفيذية للتعامل مع الوضع الليبي بكافة جوانبه العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية.
وأكد أبوالغيط أن تصرفات تركيا تمس وتستهدف الأمن القومي العربي ككل ولا يمكن للجامعة أن تقبل به مثلما ترفض أي تدخل إقليمي يهدد أمن وسلامة واستقرار الدول العربية.
تتمتع مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب في ليبيا، وتقع على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.
وفي يناير من العام الجاري، نجح الجيش الليبي في السيطرة عليها وتحريرها من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، حيث تمكن من دخولها من دون معركة تقريباً.
أما الجفرة، فتعتبر نقطة استراتيجية مهمة، وهي من أكبر القواعد الجوية الليبية، وتتميز ببنيتها التحتية القوية التي تم تحديثها، لكي تستوعب أحدث الأسلحة، كما تشكّل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الليبي.
كما تعتبر الجفرة منطقة هامة لأنها تقع وسط البلاد، وتبعد بنحو 650 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس، وهي محور ربط بين الشرق والغرب والجنوب.