إيران ستكون الاختبار الحقيقي للعلاقات الإسرائيلية – الأمريكية
ويتذكر المفاوض دينيس روس “كان لديه القدرة على أن يكون صريحًا للغاية مع بيبي” في إشارة إلى نتنياهو، مضيفًا أن نائب رئيس الولايات المتحدة آنذاك بايدن كان يُدعى غالبًا لتهدئة الأمور، وقال بايدن ساخرًا في عام 2014: “بيبي، أنا لا أتفق مع أي شيء تقوله ولكني أحبك”.
وتم اختبار دعم أمريكا القوي تاريخيًّا من الحزبين لإسرائيل خلال عهد أوباما، في حين كانت علاقة نتنياهو مع الإدارة الديمقراطية الأخيرة منقسمة – ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابًا شديد اللهجة أمام الكونغرس ضد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 – وكان يتمتع أيضًا بعلاقة قوية مع دونالد ترامب الذي حقق مكاسب ضخمة لليمين الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي يستعد فيه بايدن لتولي القيادة، يقول الخبراء إن لا شيء سيجهد علاقة الرئيس المنتخب مع نتنياهو التي استمرت 38 عامًا أكثر من خطته لإعادة الدخول في الصفقة الإيرانية التي تخلى عنها ترامب قبل عامين.
وفي هذا السياق، يقول مفاوض الشرق الأوسط السابق آرون ديفيد ميللر: “بينما يستطلع بايدن الشرق الأوسط، فإن التوترات مع إيران بشأن القضية النووية هي القضية الوحيدة التي تهدد الاستقرار حقًّا ويمكن أن تؤدي إلى الحرب”.
وقال روس إن إعادة الدخول في الاتفاق النووي الإيراني من شأنه أن “يضر” بالزعيم الإسرائيلي سياسيًّا، مشيرًا إلى أن النهج البطيء والمتسلسل بعناية قد يساعد في تخفيف التوتر.
وقد يسعى بايدن إلى تهدئة العلاقات من خلال عدم الضغط بشدة على منطقة الخلاف الثانية بين البلدين (القضية الفلسطينية).
ويقول ميلر: “أعتقد أن بايدن يدرك ذلك، إذا كان بإمكانه اختيار قضية واحدة فقط للضغط على الإسرائيليين، فإنه بالتأكيد سيختار إيران بدلًا من القضية الفلسطينية”.
وحققت إدارة ترامب انتصارات واضحة لنتنياهو في فلسطين، وعكس ترامب ذلك على مدى أعوام عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، وقدم خطة سلام كان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها في صالح إسرائيل.
وقبل انتخابات العام الماضي في إسرائيل، اعترف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها الأخيرة لاحقًا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وأشارت إدارة بايدن المقبلة إلى أنها لن تسعى إلى نقل السفارة الأمريكية من القدس أو الضغط من أجل حل الدولتين في السنوات الأربع المقبلة، بحجة أن الظروف ليست ناضجة لتحقيق هكذا اختراق، كما رحب بايدن باتفاقات السلام الموقعة بين اسرائيل والدول العربية، والتي توسط فيها ترامب.
ويقول منسق شؤون الشرق الأوسط خلال فترة أوباما روبرت مالي: “بالنسبة لنتنياهو، خروج ترامب من البيت الأبيض يعني نهاية حقبة”، واصفًا السنوات الأربع الماضية بأنها فترة “تأييد أعمى” للإسرائيليين.
لقد سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بالفعل إلى طمأنة الإسرائيليين بشأن الإدارة الديمقراطية القادمة، مجادلًا هذا الأسبوع بأنه قضى ما يقرب من أربعة عقود في استثمار “جهود متواصلة” عبر الطيف السياسي الأمريكي، وتحديد “علاقاته الحميمة” مع بايدن.
وقال مالي إن البيت الأبيض الديمقراطي يمكن أن يساعد نتنياهو على إبقاء بعض “ناخبيه اليمينيين في مأزق” من خلال القول إنه لا يريد المخاطرة برد فعل سلبي من الولايات المتحدة.
ويعتقد ميللر، أن نتنياهو سوف يزعج بايدن، لكن الرئيس الأمريكي القادم – الذي وصف نفسه سابقًا بأنه صهيوني يحب إسرائيل – يمكنه أن يخطط طريقًا لإدارة التوترات.
ويقول الوزير الفلسطيني السابق ومفاوض السلام غسان الخطيب، إن القيادة الفلسطينية شعرت بالارتياح بعد فوز بايدن في الانتخابات، لكنهم لا يتوقعون المعجزات.
ولكن الخبراء يقولون إن بايدن لن يدعو علنًا إلى تجميد المستوطنات كما فعل أوباما في بداية رئاسته، سيكون من الحكمة أن يتجنب نتنياهو إثارة الجدل أيضًا مع بايدن.
وقالت الخبيرة الإسرائيلية في مؤسسة راند شيرا إيفرون، إن إسرائيل أهملت حتى الديمقراطيين الرئيسيين في السنوات التي تلت عهد أوباما”، وأضافت “وهذا سيجعل من الصعب الحصول على حلفاء في الكونغرس”.
(م ش)