"ميني جيب".. محظورٌ في هولندا!
مع ارتفاع درجة الحرارة, يُسارع الهولنديون الى ارتداء ما خفَّ من الملابس, علَّقت صحفية هولندية على هذا السلوك قائلة: “إنَّ السؤال الذي يُحير دوما: لماذا مع أول شعاع للشمس الدافئة يتعرَّى الجميع هنا, برغم أنَّنا لا نلاحظ هذا التصرف في البلدان الحارة, فضلاً أنَّ هذا التعري لا يساعد على تبريد الجسم إذا كان هذا هو المرجو”.
وفي هذا الصدد, قامت بعض مدارس هولندا, في الآونة الأخيرة, بحظر ارتداء التنورات القصيرة (الميني جيب)، على اعتبار أنها ملابس غير لائقة للعملية التعليمية، بعد فترة انزعاج وحيرة شعرت بها المدارس الثانوية حول التصرُّف المناسب الذي لا يتعارض مع الحرية الفردية ويحافظ على حد أدنى من الحشمة داخل المدرسة.
من جانبها, قالت صحيفة “دي فولكسكرانت” الهولندية”: إن مدرستين أعادتا فتيات لارتدائهن سترات وتنورات قصيرة للغاية” مضيفة “أنَّ هذه التنورات القصيرة لا تتماشى مطلقًا مع أزياء المدارس أكثر من تماشيها مع خطوات الأزياء, وأنَّ بعض المعلمين يضطرون للتدخل عندما ترتدي البنات ما يرونه “ملابس غير لائقة”.
في ذات السياق, قامت مدرسة “بيرلاجي ليسيوم” في العاصمة امستردام بإعادة فتاة إلى بيتها لأنَّ ملابسها اعتبرت غير لائقة، بينما أصدرت مدرسة “جروني هارت رينووده” أمرًا لبعض التلميذات بالعودة إلى منازلهن، بعدما أبلغن بأنَّ زيهن مخالف, حيث قال مدير المدرسة للصحيفة “نتحدث للتلاميذ عن سلوكهم، والملابس جزء من ذلك، إنَّها ليست حمام سباحة، بعض السراويل قصيرة للغاية ولا تناسب المدرسة”.
غدت موضة “التنورات القصيرة” صداعًا في رأس المدارس الثانوية الهولندية, وصارت منزعجة من مجيء الفتيات الى المدرسة بمثل هذه الملابس، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد, وأن المدارس الهولندية لا تعتمد زيًا مدرسيًا لطلابها وتمنح الحرية في اختيار الملابس التي تناسبهم.
يبدو أنَّ حظر هذه الملابس في المدارس الثانوية, برغم عدم صدور قرار بعد، أثار جدلاً موسعًا في هولندا وفتح باب النقاش حول إمكانية فرض مثل هذا الحظر الذي يتناقض مع الحرية الفردية, حيث سخر البعض منها معتبرًا المجيء إلى المدرسة وكأنه ذهاب إلى الشاطئ, مشددين على ضرورة قيام المدرسة بفرض ضوابط على التلامذة وسلوكهم.
خلال نقاش دار على شبكات التواصل الاجتماعي حول الأمر, اعترض بعضهم على الحظر, حيث قال أحدهم: “أنا ضد الحظر, لكن الانضباط ضروري داخل المدارس الثانوية، من لا يريد الالتزام بذلك فليمكث في بيته, إنَّ دور المدرسة أن تضع ضوابط على سلوك الطلاب, مما يساعد في تهذيب شخصيتهم للمستقبل”.
من جانب آخر, رأى البعض أنَّ الطريقة المثلى لمنع حصول مثل هذه المخالفات هي بتوحيد لبس التلميذات وفرض الزي المدرسي كما يحصل معظم دول الاتحاد الأوروبي, يقول أحدهم “هناك حدود حتى للحرية وعلى الطالبات أن يدركن ذلك، والتشبث بالحرية الفردية لا يعني “أنني إذا رغبت أن أذهب عارية إلى العمل أستطيع ولا يحق لأحد أن يمنعني”, لذلك فإن الزي المدرسي فكرة جيدة كما في أوروبا, وهكذا نرتاح من الموضة وجنونها”.
يبدو أن فكرة الزي المدرسي الموحد حازت على قبول أشد المعارضين لحظر “التنورات القصيرة”, حيث قال أحدهم: “ما هذا الهراء؟ يجب أن يُدرك الجميع أنه لا يهم ما تلبسه الفتاة وعليكم إبقاء أيديكم بعيدًا عنها, ولكني أتفق مع فكرة أن يكون هناك ملابس مناسبة للمدرسة أو زي موحد”.
والمضحك المبكي أنَّ في الوقت ذاته ما زالت بعض المدارس الثانوية في أوروبا تقوم بفرض الحظر على ارتداء الحجاب, فأذاقهم الله شر “الميني جيب” والتنورات القصيرة الذي لا يستطيعون السيطرة عليه, بينما يرى البعض أنه ينبغي عدم استغلال الشعارات الرنانة كالحرية الفردية؛ حيث إنَّ دور المدرسة توجيهي وما ترتديه الفتيات هو تقليد أعمى لما تروجه وسائل الإعلام”.
من الحماقة حقًا الاعتقاد بأن كل شيء مسموح به, وينبغي إدراك أن كل شيء له حدود تتوافق مع ما يسمى بالحرية المسئولة التي لا تتجاوز على الحريات والخصوصيات لكنها كذلك لابد أن تتحلى بالالتزام والمسؤولية.