ما لم ينشره الاعلام: تفاصيل الانقلاب العسكري الفاشل في السعودية
سواء كان الامر مخطط اميركي فكر به شيطان ذكي من شياطين السياسة الاميركية، او ان الادارة الاميركية تعلمت من التجربة الفاشلة للإخوان فاستفادت منها ورمت عصافير عدة بحجر واحد، فإن ما حصل على اثر “الثورات العربية” جعل من أعداء الاميركيين في اسفل السافلين شعبيا (الاسلاميون)، وجعل من التيار القومي تيارا هزيلا لم يقو على المواجهة الا بالتعاون مع المتأمركين (مصر مثالا) وبدعم العسكر الذي يمثل في بعض بلاد “الربيع العربي” المزعوم مواقع نفوذ امريكي لا جدال فيه (مصر وتونس مثالا حيث نجحت الثورات في ازاحة الرئيس ولم يتزحزح نظامه).
الاميركي ربح في مصر وسيربح في تونس، ورط الاخوان المسلمين والسلفيين في تحالف علني معه وأشركهم في صناعة الامن الاسرائيلي، اي انه عمليا أنهى ورقة واحدة من أهم أوراق القوة التي في يدهم شعبيا، وجعلهم أمثولة لمن يعتبر من حيث تحولهم الى متغولين يبحثون عن دولة حزبية يمثل الفارق فيها بين فئتين واحدة تحكم وثانية مستعبدة “كارنيه حزب الاخوان او لحية التيارات السلفية”.
إنتهت التجربة الاخوانية الى الفشل الذريع، وخرج تنظيمهم مكللا بالعار، عار التعامل المباشر مع المصالح الاسرائيلية وعار الفشل في تقديم نموذج حقيقي عن حكم عادل يقوم على احترام الانسان، كإنسان لا البحث عن مصالح الحزب الضيقة لتحقيقها.
انظلاقا من واقعة تبديل الخطط الاميركية في مصر وتونس وسورية واليمن (لغير مصلحة دولة خلافة الاخوان المسلمين انطلاقا من بلدان الربيع العربي) سقط حمد بن خليفة وكف الاميركي يد الاتراك، واصبحوا تابعا لا صانعاً للسياسات الاقليمية في الصراع على سوريا.
بروز الدور السعودي ليس صدفة تاريخية ولا هو قرار محلي أخذه ملك ينام أربعا ليصحو اربعا، فمملكة هزيلة لا يطمئنها سوى البوط العسكري الاميركي لا تملك أدوارا بذاتها الا بما يمنحها اياه السيد الاميركي، لكن هزالة الوهابية الحاكمة لم تمنع الاميركيين من الاستفادة من حساسية حزبية يرى فيها السعوديون والاماراتيون كما الكويتيون والاردنيون “بُعبعا” سيأكلهم (الاخوان)، فحل الدور السعودي محل الدور الاخواني، علما ان السعوديين يلعبون دورهم رسميا في هذه المرحلة بصفتهم المتبنيين لليبرالية الاميركية المتصهينة، او المتساهلة وقل المفرطة بالحقوق العربية في مواجهة المشروع الصهيوني، لا بصفتهم دولة الوهابية الرجعية المتخلفة رسميا .
وفقا لما سبق، قرأ تيار منافس لدائرة نفوذ ابناء الملك عبد الله – محمد بن نايف في العائلة المالكة في نجد ما اعتبروه ضوءا اخضرا اميركيا لتنفيذ انقلاب قالت المعلومات ان اثني عشر اميركا شاركوا في السعي لتحقيقه بقيادة خالد بن سلطان ويليه في سلسلة القيادة المفترضة للأنقلاب ” محمد بن فهد ” .
فشل الانقلاب لان الامراء المذكورين افترضوا ان ابناء الملك ضعاف، و افترضوا ان انقلاب قبائل يتألف منها الحرس الوطني، سيحسم الوضع لحسابهم الخاص في مواجهة رجل العائلة القوي محمد بن نايف الحامي الفعلي لعرش عبد الله ولنفوذ ابنائه (يقول مراقبون ان محمد اقرب الى العرش من كل عمومته بسبب حاجة امراء ال سعود الى شخصية مماثلة تعطيهم صورة عن رجل الدولة القوي القادر على حماية مستقبل حكمهم ).
كشف رجال الحرس الوطني الامر ولجأوا الى ابناء عبد المحسن التويجري وهم مستشاروا الملك عبد الله وسيف ابنائه لضرب اعدائهم، فكشف هؤلاء لمحمد بن نايف مخطط خالد بن سلطان وصحبه، فسقط الانقلاب قبل ان ينطلق.
المعلومات تؤكد بأن قرار الملك بتعيين احد ابناء التويجري في منصب نائب لوزير الحرس الوطني يمثل مكافأة للاخير على موقفه من الانقلابيين.
وتضيف المعلومات: قام محمد بن نايف بتطويق الرياض وحرك بالتعاون مع متعب بن عبد الله قوات شبه عسكرية لمحاصرة قصور الانقلابيين الذين احتموا ببندر بن سلطان الأخ خالد غير الشقيق فأخرجهم الاخير من البلاد ومنع اعتقالهم.
هل كان بندر متورط مع الانقلابيين؟
المعلومات التي خرجت من مملكة الظلام والعتمة الفكرية تشدد على ان الريبة هي سمة العلاقة بين بندر وبين ابناء عبد الله ومحمد بن نايف، وقد جرى تطويق العشرات من قصور ومكاتب شخصيات محسوبة على بندر في الرياض وجدة ومكة والمدينة والطائف، ومن بين من حوصرت بيوتهم سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق، فهو محسوب على بندر وعلى أبناء فهد بن عبد العزيز، وما قيل في الصحافة اللبنانية عن تشديد الحراسة على منزل سعد الحريري لم يكن فعلا خشية عليه بل خشية من قيامه بلعب دور المسهل لتواصل الانقلابيين مع امراء معادين وقادة عسكريين موالين للابناء فهد ولابناء سلطان