شؤون هولندية

الامير يوهان فريزو..بعيدا عن مدافن العائلة الملكية

لن يستطيع الهولنديون مشاركة العائلة المالكة بوداع الامير يوهان فريزو (44 عاما) الذي توفي يوم الاثنين. فقد إختارت العائلة المالكة الهولندية ان تكون مراسيم الدفن يوم الجمعة في إطار حلقة ضيقة من الاهل والاصدقاء، وبعيدا عن انظار الصحافة والعالم.

إلا ان المفاجأة كانت بان المثوى الاخير لاخ الملك الهولندي ويلم الكسندر والابن الثاني للاميرة بياتريكس لن يكون في مدافن العائلة المالكة في كنيسة نيوكيرك في مدينة دلفت حيث يرقد والده وجده وجدته وافراد الاسرة المالكة. بل سيكون مثواه في مدافن ستولبكيرك القريبة من قصر دراكستين حيث ستسكن والدته الاميرة بياتريكس، وهو القصر الذي ترعرع فيه فريزو قبل ان تصبح والدته ملكة هولندا.

هذا القرار وقع كالصاعقة على بعض الهولنديين وخاصة محبي عائلة اورانج – ناسو الذين يشاطرون العائلة افراحها واتراحها. خاصة ان جنازة الامير فريزو ستكون كسرا للتقاليد القديمة المتبعة في عائلة اورانج ناسو، كما سيكون اول امير من عائلة اورانج ناسو يدفن في التراب منذ وقت طويل. حيث اعتادت الاسرة الملكية تحنيط موتاها (فيما يعرف بالبلسمة) ووضعهم في توابيت في القبو الملكي بالكنيسة.

تنازل عن حقه بالعرش

قرار العائلة هذا سببه أن الامير فريزو لا يحق له بدفن رسمي كبقية افراد العائلة المالكة، بعد ان تنازل عن حقه بالعرش في عام 2004 عندما اختار الزواج من مايبل فيسه سميت من دون موافقة مجلس النواب كما هي العادة المتبعة.
إذ بعد خطوبة دامت عاما اثيرت خلالها ضجة كبيرة حول ماضي خطيبة الامير، وخاصة ما اشيع حينها عن علاقة عاطفية جمعت بينها وبين كلاس بروينسما وهو واحد من اكبر تجار المخدرات في هولندا وقتل عام 1991.
مايبل قالت إن بروينسما كان احد معارفها ولم ترتبط باية علاقة عاطفية معه. لكنها فقدت مصداقيتها إثر شهادات عدد من الاشخاص وبعض الصور التي سربت الى الاعلام، لها مع بروينسما تظهر عكس ما قالته مايبل.
هذا الامر دفع برئيس الوزراء يان بيتر بلكننده الى اعتبار ان الامير وخطيبته قد اخفيا بعض المعلومات عنه، ورفض ان تتقدم حكومته بطلب الموافقة البرلمانية على هذا الزواج. وهكذا خسر الامير فريزو حقه بالعرش، وعاش في لندن وعمل في شركة متخصصة في مجال الطاقة المستدامة والاقتصادات الناشئة. رُزق مع زوجته مايبل فيسه سميت بابنتين، لوانا ولدت عام 2005 وزاريا ولدت عام 2006 .
في 17 فبراير من العام الماضي ادى انهيار ثلجي الى طمر الامير فريزو تحت الثلج في منتجع ليخ النمساوي، دخل إثره في غيبوبة وتوفي يوم الاثنين الماضي.

فريزو كما رآه الاعلام

اُطلق على الامير يوهان فريزو الذي تميز بذكاء حاد القاب عدة في هولندا ومنها “الامير اللامع” و”الامير العبقري”. كما عُرف برغبته الابتعاد عن الاضواء ولم يكن متحمسا كثيرا لدوره كأمير، خاصة انه كان له احقية في العرش بعد شقيقه الملك ويلم الكسندر (ولي العهد حينها). واشتهر بقوله للاصدقاء حين كان صغيرا “يمكنكم ضرب شقيقي اليكس (الكسندر) ولكن ليس لدرجة الموت، لانني سأكون عندها مضطرا ان اصبح ملكا”.
كان الامير فريزو يعشق حريته، درس هندسة الطيران والاقتصاد وإدارة الاعمال. رياضي من هواة قيادة السيارات ولعب الغولف. مارس منذ الطفولة هواية التزلج على سفوح ليخ في النمسا مع بقية افراد عائلته، وهو المكان الذي طمرته فيه الثلوج اثر إنهيار جليدي في 17 فبراير 2012 مما ادى الى توقف قلبه لمدة 50 دقيقة بسبب نقص الاوكسجين ودخل في غيبوبة لم يستيقظ منها.

حزن وتعاطف

 الحادث الذي تعرض له الامير فريزو اثار الكثير من التعاطف مع زوجته مايبل، وخاصة بعد الاعلان عن وفاته، حيث حملت معظم التعليقات الكثير من مشاعر الحزن والمواساة لها ولوالدته.
اعتبر العديد من المعلقين الهولنديين ان جنازة الامير المقتصرة على الاهل والاصدقاء تتناسب جدا مع طبعه وشخصيته.
إلا ان اختيار المكان كان مدار تساؤل وحيرة ففي وقت رأى البعض ان اختيار مدافن قريبة من سكن والدته يعكس عن رغبة الوالدة التي كانت متعلقة جدا بالامير فريزو الذي كان رجل الحلول المناسبة والعون لوالدته في الشدائد.
لكن هذا لم يمنع آخرين من التعبير عن استغرابهم لقرار دفن الامير فريزو بعيدا عن مدافن العائلة المالكة في دلفت. واعتبارهم انه حتى ولو خسر حقه بالعرش يبقى واحدا من افراد العائلة المالكة، وفي عروقه “دم ازرق”، وهو تعبير يستخدم في هولندا للدلالة على ان الشخص من عائلة ملكية.
جانيت نمور- هنا امستردام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى