من الأمثال العامية المعروفة ” السلف تلف والرد خسارة “
![](https://i0.wp.com/dalili.nl/wp-content/uploads/2022/06/download.jpg?resize=264%2C191&ssl=1)
في الأمثال العامية يقولون”السلف تلف والرد خسارة”ومن يبحر في خضم بحور الأمثال التي توارثتها الاجيال يجد أن معظمها قيل عن تجربة او خلاصة خبرة سنين او جادت به قريحة حكيم شعبي من الذين طحنت عظامهم قسوة الايام وداست على اجسادهم عجلات التجارب وثقلت الايام حنكتهم فتنفسوا في عبارات اما حكم او أمثال… أما المثل او الحكمة التي روادت تفكيري منذ أيام هي تلك التي اسلفت ذكرها ..والحقيقة انك تجد من يريد أن يستدين منك او يتوسم فيك الطيبة والسماحة فيحاول أن يستدر عطفك او يستميت في عرض ظروفه الصعبة وانه سوف يكون جاهزا لرد ما أخذ خلال أيام او شهور او هكذا …وما أن ينال ما أراد…ربما لايرد عليك السلام واذا كان يتصل بك مرة في الشهر …ربما لايتصل الا كل ثلاثة شهور ليقدم اعتذارا ثم بعد ستة شهور ثم يتوقف عن الاعتذار اصلا…ومن يريد أن يشركك معه في تجارة او اي عمل يريد أن يوسع به معاملاته أيضا..كثيرا ما يتوقف عن الرد عليك اذا حان السداد وربما لايرد على رسائلك برغم انه استفاد وزاد مكسبه وراجت تجارته وتيسرت اعماله… ولا اعرف لماذا يتصرف هؤلاء البشر بهذه الطريقة؟…فمنهم من هو محترف اقتراض وهذا نوع من البشر موجود وربنا يكفيك شره لأنه لن يسدد ماعليه ابدا….ونوع اخر يقطع اتصالاته ولايأتي الا بالحاح شديد وكانك تستجدي منه ما اعطيته له ليقضي حاجته…ويحضرني هنا احد الأشخاص الذي طلب منه احد معارفه مبلغ فوافق بعد إلحاح على أن يبوس المقترض يده فسأله لماذا؟فرد عليه لأنني قد اضطر أن ابوس قدميك لاسترد ما اعطيته لك..والاشد غرابة أنك لو طالبته بحقك قد تصبح من اعدائه وأنك ظالم جاحد لاتقدر ظروف البشر …وفي كثير من التجارب تنتهي العلاقة مابين الاصدقاء بكثير من الجفاء سواء أثناء السداد او بعده وربما تنقطع علاقتهم…ومن الأقوال الدارجة…أذا كنت تريد الاحتفاظ بصديق لاتسلفه ولاتناسبه اي”تصاهره” فواقع الأمر أن كلاهما يؤديان إلى مسار غير ااامن..فمن عجائب الزمن أن يكون وقوفك إلى جانب صديق او رفيق او زميل…هي بداية افتراق.. واذا الاحباب كل في طريق…وساعتها يهون الود..ولايرى منك إلا كل نقيصة ..وينسى ويتناسى كل معروف…والفيلسوف الذي صاغ المثل كان حريصا على اكتمال المعنى بأن “الرد خسارة” وفسر انت كيفما تشاء فإذا تم رد المال فيكون أما بخسارة ة جزء منه او خسارة معرفة او صداقة صاحب المال لصاحبه..او اعتبار المقترض أن مايدفعه واقع عليه بخسارة بلغة اولاد البلد وكأنه اعتبر أن ما أخذه حق أصيل له بمنتهى الفجاجة…عزيزي القارئ هل قابلتك هذه النماذج في حياتك او سمعت او قرأت عنها…اكيد لدى كل منا حكاية…أسوأ مافيها أن يتحول الصديق إلى لا صديق…وهذا أضعف الايمان