أخبار

حمزة يونس.. من بطل إسرائيل في الملاكمة إلى فدائي يقاوم احتلالها!

“أتذكر أنني كنت أمتاز عن إخوتي وأبناء عمومتي بالميل إلى الهدوء والنفور من العنف، ورغم ذلك، كان جدي مصطفى يلقبني بأبي ضرغام، ويسميني البطل”.

(حمزة إبراهيم يونس، في سيرته الذاتية “الهروب من سجن الرملة”) عندما بدأت العصابات الصهيونية المسلحة شن غاراتها الإجرامية على القرى الفلسطينية، أثناء نكبة 1948، التي لم يكن أحد يعلم أنها ستصبح نكبة 1948، كان حمزة في السادسة من عمره. قبلها كانت الحياة كأي حياة؛ بيت هادئ وسط المزرعة، تظلل ساحته أشجار التين واللوز والمشمش والجوز، وعلى بُعد أمتار قليلة، البركة التي كوّنتها المسقاة القريبة، التي تعلم فيها حمزة السباحة كسائر أطفال قريته في مرحلة الزغب الأول

قبل اليوم الحزين الذي أتى فيه الدور على قريته “عارة”، كان حمزة يسمع عن الصهاينة وغاراتهم على القرى المجاورة، وكان أهل “عارة” يهبون لنجدتها والتصدي لهجمات العصابات، ثم يعودون للقرية ويقصون على أهلها ما رأوه، ومن حكاياتهم، تخيل حمزة الصهاينة في صورة كائنات مجهولة مخيفة بأنياب ومخالب، أشبه بالجن والغيلان.

مَن غيرهم كان ليهاجم قرى مسالمة ترعى وتزرع ويسبح أطفالها في البركة تحت ظلال أشجار التين والمشمش؟

طفولة “الكيبوتس”

انتهى كل شيء سريعا، في أيام مضت كالسنوات على حمزة وعائلته وقريته، وقبل أن يصل إلى عامه السابع، كان الجميع في فلسطين المحتلة قد أدرك أن ما كان يجري في قُراهم قد جرى في باقي القرى، وأن هجمات الغيلان طالت الكل، وأنها أصبحت، رسميا، نكبة 1948.

“تصرفات هؤلاء الغرباء تخالف كل ما تعلمته، هم إذن من نوع غريب يختلف عن الناس، وإن كانوا مثلهم شكلا؟ ليسوا من الجن ولكن ليسوا من الإنس أيضا! هم، على الأقل، ليسوا كأبناء قريتنا”.

في هذه الأجواء، عاش حمزة طفلا من عرب 1948؛ العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد النكبة ورفضوا المغادرة، وأبقى عليهم الاحتلال للتدليل على تسامحه واستيعابه للآخر، وحملوا جوازات إسرائيلية، ولكنهم عُوملوا كمواطنين من الدرجة الثانية في أفضل التقديرات.

عاش حمزة تحت حكم العصابات الصهيونية الذين أصبحوا لاحقا ضباطا في جيش الاحتلال وقيادته العسكرية، وعندما كان بن غوريون يعلن عن قيام دولة إسرائيل، كان في الوقت ذاته يتخذ قرارا ضمنيا بأن يقضي حمزة الصغير طفولته في العمل لدى من اغتصبوا أرض أسرته في المستوطنات القريبة، يقطف الثمار ويجمع الخضار. مواطن، ولكن ليس كأي مواطن.

كانت تلك بداية احتكاك حمزة بأبناء الصهاينة في المستوطنات، ولأنهم بدوا كأي أطفال، قادته غريزته وفطرته الهادئة المسالمة إلى اتخاذ بعضهم أصدقاء، ولكن لأنهم لم يكونوا كأي أطفال، فلم تتمكن الصداقة الطفولية البريئة من شفاء النزعة العنصرية التي زرعتها فيهم الصهيونية تجاه العرب من أمثال حمزة.

رغم ذلك، تمكن حمزة من التكيف مع تلك العلاقات المسمومة، لا لسبب إلا كون هؤلاء الأطفال أفضل من “المخابيل” الذين يعيثون فسادا في الشوارع كل يوم، وما إن يختلفوا مع عربي حتى يصرخوا قائلين: “عربي! عربي!”، فيما أصبح لاحقا نداء رسميا للصهاينة المجاورين، ليتجمّعوا حوله ويوسعونه ركلا وضربا، وكان يكفيهم أن تسيل دماؤه على ملابسهم لكي تدينه الشرطة، لأنه “لوث” ثياب الصهيوني بدمائه العربية.

لماذا يُدان العربي لأنه “لوث” ثياب الصهيوني بدمه أثناء اعتداء الأخير؟ لأنه “غويم”. هذه هي اللفظة العبرية التي يستخدمها الصهاينة لوصف العرب.. لا.. لحظة.. “غويم” هو كل مَن هو غير صهيوني، حتى لو كان أميركيا أبيضَ يشجع “اليانكيز” ويأكل البرغر ويكره المهاجرين واسمه “ديفيد”. ما دام لا يعتنق الصهيونية عقيدة، فهو “غويم”.

في بث حي له على “يوتيوب”، سكوت ريتر، الضابط الأميركي السابق في “المارينز”، ومفتش الأسلحة السابق لدى الأمم المتحدة، الذي تدرب وخاض العمليات والمعارك رفقة جيش الاحتلال الصهيوني، وتحول في السنوات الأخيرة إلى انتقاد إسرائيل، أكد أن تلك اللفظة عادت للانتشار بقوة في السنوات الأخيرة، تحت سيطرة حكومة نتنياهو، بل وسادت عقب عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهي تعني ببساطة: “الأغيار”، أي العِرق الأقل، الأدنى، الأحقر.

في الواقع، أحد المستشارين والضباط السابقين في جيش الاحتلال، “يائير انسباخر”، نشر منذ أيام تغريدة طويلة على حسابه الشخصي على “إكس” (تويتر سابقا) بدأها بتوجيه كلامه إلى “الأغيار” حول العالم، داعيا إياهم للوقوف مع “أبناء الرب” في معركتهم المقدسة، أو الاستعداد لـ”الجحيم”.

إنهم يكرهون العرب، ويطلقون على كلابهم أسماء عربية! وهؤلاء الذين يقال لهم حرس الحدود يقتلون لمجرد الرغبة في القتل ودون تمييز بين صغير وكبير! فمن أية طينة هم؟ ومن أية غابة جاءوا؟”.

هذا الواقع الشيطاني فرض على حمزة، الذي صار مراهقا الآن، أن يتعلم ما يدافع به عن نفسه، بعد أن انهارت كل آماله في عقد الصداقات مع أطفال “الكيبوتس”، الذين سيكبرون قريبا، ليتحولوا إلى نسخة من “هؤلاء المخابيل” الذين سيُدينونه لدى الشرطة لو أسالت لكماتهم وركلاتهم دماءه على ثيابهم.

دم! دم!

وقع اختيار حمزة على الرياضة التي ستُمكِّنه من رد اللكمات بمثلها، وعموما، في تلك الفترة، كانت بطولات الملاكم الفلسطيني الأردني أديب الدسوقي قد ذاع صيتها في الأرض المحتلة وما حولها، وكان الكثير من الشباب العرب متأثرين بانتصاراته على البريطانيين في الحلبة قبل النكبة.

دعنا نخبرك بأمر مهم هنا. صدِّق أو لا تُصدِّق؛ الأساطير القديمة التي سمعتها عن جبن الصهاينة، ورعبهم المتجذر من المواجهة والقتال، حقيقية تماما على الأرجح. والدليل ما حكاه الرجل ذاته، سكوت ريتر، ح عندما علم أن الجنود الإسرائيليين، على عكس كل الجنود النظاميين في العالم، لا يتدربون على القتال بالحربة (Bayonet)، أو ما يسميه العرب “سونكي”، وهو النصل المدبب في مقدمة البندقية، الذي يُستخدم في المعارك الفردية (Close Combat)، لأنهم ببساطة لا يحتملون فكرة “الخصم المكافئ”؛ الاضطرار للقتال بالحربة يعني بالتبعية أن الخصم يمتلك حربة بدوره، وبالتالي هناك -مفاجأة صادمة- احتمالية للموت، والصهيوني لا يحبذ هذه الاحتمالية، بأكثر التعبيرات تهذيبا.

“ها هي سياراتهم تأتي بالجثث المجهولة، ويؤمر أهالي قريتنا بدفنها بسرعة في مقبرة القرية، بعد إغلاق مداخلها وحظر دخولها على أهالي الجوار. كانوا يجردون القتلى من أي شيء يدل على أسمائهم أو أشخاصهم”.

في الواقع، بُنيت عقيدة جيش الاحتلال كاملة على تجنب هذا الموقف بكل الطرق، بل وتجنب المواجهة ابتداء، لذا تُهندَس العمليات العسكرية لكي تتحول إلى ما يشبه ألعاب الفيديو على حد تعبير ريتر، وتُختزل الحرب في الضغط على بضعة أزرار من حصن تحت الأرض أو كابينة طائرة، ومشاهدة الأهداف تنفجر على شاشة، ولذا يُمعنون في القصف الجوي قبيل أي عملية برية، ولو امتلكت المقاومة الأسلحة المضادة للطائرات، لامتنعوا عن القصف غالبا، ولاكتفوا بالحرب التلفزيونية.

لذا أيضا يسهل عليك أن تفهم لماذا أصبح حمزة بطل الدولة الإسرائيلية للناشئين في 1962، وبعد عام واحد فقط من التدريب المتواصل، ولِمَ لَم يحتج إلا إلى سنة أخرى لكي يصبح بطل إسرائيل الرسمي في ملاكمة وزن خفيف الوسط (63.5 كغم) في 1963.

حمزة لم يستغرق سوى عامين فقط لأن المعادلة في العالم الواقعي كانت بسيطة؛ حمزة يمتلك حربتين في ذراعيه، وهناك خصم واحد فقط بدلا من عشرات، ولا يوجد في لوائح الملاكمة ما يقضي بانتصارك لو سال دمه على ثيابك. في الواقع، لا شيء يفضح ذلك “الجبن الصهيوني” المتأصل مثل رياضة كالملاكمة، لأن العوار في منطقهم هو عوار تأسيسي، لا تستقيم معه الملاكمة، ولا حتى كرة القدم؛ تخيل أن تلعب المباريات بشرط ألا يسجل لاعبو الخصم في مرماك، أو أن يلعبوا حفاة، أو بلا حارس مرمى.

ربما هذا هو ما يفسر الفشل الرياضي الإسرائيلي عبر 75 عاما هي عمر احتلالهم؛ أن الرياضة، بطبيعتها، تقوم على -مفاجأة صادمة أخرى- التكافؤ القانوني واللوائحي، والإسرائيليون اعتادوا على تدليل القواعد لهم بدرجة تضمن الفوز طوال الوقت ودون جهد يُذكر. هذه ثقافة لا تنتج فريق كرة قدم جيدا، بل لا تنتج فريقا من الأساس، وبالقطع لا تنتج ملاكمين جيدين.

رغم كل ذلك، لم ييأس الصهاينة. لعل هذا هو الأمر الوحيد الذي يدعو للإعجاب في مشروعهم للسيطرة على العالم؛ أنهم لا ييأسون، ما داموا لم يدخلوا في مواجهة متكافئة طبعا.

لدفوك أت هشخوريم!

بعد سنوات من اضطهاد حمزة والتعتيم الإعلامي على إنجازاته بصفته “بطلا قوميا إسرائيليا”، سنوات لم يكن له فيها عزاء سوى تعاطف مدربه اليهودي الروماني، “يعقوب فوفتش” الذي يكره التعصب والتفرقة العنصرية، أتتهم فكرة عبقرية لمنعه من السفر مع المنتخب إلى اليونان، وهذه الفكرة كان اسمها “نسيم أشرف”.

“نسيم” كان ملاكما من يهود المغرب احترف الملاكمة في فرنسا، ويلعب في وزن أعلى من وزن حمزة، وكانت الخطة تقضي بوضعه في مواجهة حمزة أثناء التصفيات لكي يقصيه من رحلة اليونان، لأنه كما يقول المثل الإسرائيلي الشهير: “إن لم تستطع إدانة الملاكم بـ”تلويث” ملابسك فلتضعه في مواجهة غير عادلة مع ملاكم أضخم وأثقل سبق له إدانة حماس في برنامج بيرس مورغان”.

أعضاء التحكيم كانوا يضايقونني كثيرا، لكن ما كان يضايقني أكثر هو أن الجمهور الذي يحضر مبارياتي لم يكن يكتفي بجولة اللعب، ولا بالفوز، بل كان يصيح أثناء الجولات: “دم! دم!”.. أي يريدون أن تسيل الدماء!”.

دارت المعركة -إن جاز اعتبارها كذلك- وانتهت سريعا بالثلاثي ملقى على الأرض، وركب حمزة الدراجة خلف ابن عمه وانطلقا هاربين، ولكنه خشي أن يكون أحد الصهاينة قد أُصيب بإصابة خطيرة بعد أن لكمه في صدغه.

في اليوم التالي، تحققت مخاوف حمزة عندما تلا “مكرم” عليه عناوين الصحف: “مجهولان يعتديان على عامل محطة وقود يدعى فكتور، حاول مساعدة سيدة كانت تقف في المحطة، وقد نُقل إلى المستشفى حيث اتضح إصابته بارتجاج في المخ”.

حينها، في صباح التاسع والعشرين من مارس/آذار عام 1964، قرر حمزة و”مكرم” الهرب إلى “عسقلان”، ومنها إلى غزة، لتنتهي حياتهما القديمة رسميا، ويبدآن رحلة جديدة مغايرة تماما.

“صادفنا نقطة لقوات الطوارئ الدولية، سألنا أحد أفرادها عمن نكون، فزعمنا أننا من غزة، وبعد أن تجاوزنا النقطة رحنا نغني في فرح: إنت عمري اللي ابتدا بنورك صباحه!”.

غزة، الواقعة تحت سيطرة السلطة المصرية آنذاك، لم تكن رحيمة بحمزة و”مكرم”؛ قابلهم ضباط المخابرات المصرية بفتور، ولم يتفهموا أسباب هربهم، وطلبوا منهم العودة دون حتى أن يرشدوهم لطريق آمنة، وأدى هذا للقبض عليهم، ووُضعوا في سجن “عسقلان” في الأول من أبريل/نيسان.

بعد توجيه قائمة طويلة من الاتهامات لحمزة و”مكرم”، لا تختلف كثيرا عن اتهامات “تلويث” ثياب الصهاينة بالدماء، وليس من ضمنها الاعتداء على عامل المحطة الذي لا يعلم أحد مصيره حتى اليوم بالمناسبة، قرر حمزة أنه لن يوكل محاميا للترافع عنه، بل وسيمنع أهله من زيارته في السجن حتى.

لماذا؟ لأنه كان قد قرر الهرب بالفعل.

سأكون غدا

تمكَّن حمزة و”مكرم” من الهرب بعد خطة معقدة تحتاج إلى عدة تقارير لشرحها، ليس فقط لأنها نجحت، وليس فقط لأنها تغلبت على 152 شرطيا رافقتهم كلاب الأثر، وليس فقط لأنها أسفرت عن جلسة في الكنيست لمناقشة السياسات الأمنية للسجون، تبعها طرد مدير سجن “عسقلان” ونائبه وأربعة من الحراس، ولكن أيضا لأنها تكررت بصورتين مختلفتين في سجن “الرملة”، ثم في مستشفى “البيطار”، ليصبح حمزة إبراهيم يونس، في السنوات العشر التالية، أكثر من أفلت من قبضة الاحتلال في تاريخه لحينها.

” alt=”” aria-hidden=”true” />

في هذه السنوات العشر، اتجه حمزة للعمل الثوري مع المقاومة في غزة، وأصبح مقاتلا شرسا صعب المراس، أوكلت له المهام الصعبة والعمليات المستحيلة، لأنه أدرك أخيرا أن “مسالمة العدو، والنفور من العنف، والرغبة في التعايش، هي مبادئ لا تصح إلا مشتركة، تتحول عمليا إلى انتحار عندما يلتزم بها طرف واحد فقط من المعادلة”.

“أمسكت يد مكرم وأقسمت أنني سأكون غدا إما في غزة وإما في المستشفى وإما في العالم الآخر”.

فجأة، تحول الفتى الذي رغب في تعلم الملاكمة للدفاع عن نفسه ضد مزاج الصهاينة العنصري إلى قائد ميداني يقوده غضب الندم، وعنفوان الملاكم، والتوق للحرية، واحتقار المسكنات وأنصاف الحلول.

إبان هزيمة 1967، رفض حمزة إخلاء موقعه في غزة بناء على توصيات المخابرات المصرية، وظل يقاتل حتى نفدت ذخيرته وأُصيب في ساقه، ليُفاجَأ الصهاينة عند القبض عليه بأنه الرجل الذي ظلوا يبحثون عنه لسنوات بعد هربه من سجن “عسقلان”.

بعد أيام قليلة في المستشفى هرب حمزة مجددا عائدا لقريته “عارة” ليلقي السلام الأخير على البيت والأشجار والبركة، ومنها انطلق إلى الضفة فعمّان فبيروت، وانخرط في المقاومة المسلحة مع حركة فتح، وتحديدا قوات العاصفة التي وصل بها إلى رتبة عميد.

المفارقة الكبرى وقعت في 1971، عندما قبض عليه جنود الاحتلال للمرة الأخيرة، بعد اكتشاف خليته من الضفادع البشرية، وحينها أدركوا وأدرك أن حياته السابقة في كنف الاحتلال لم تكن إلا رحلة إعداد طويلة لرسالته الحقيقية في الحياة؛ الغيلان التي اجتاحت قريته، وقوانين الاحتلال المضحكة، وحربتاه القويتان، وإنسانية “فوفتش”، واحترام “نسيم”، ومهاراته في السباحة التي اكتسبها من بركة الطفولة، تحت ظلال أشجار التين واللوز والمشمش والجوز.

حتى مسالمته ونفوره من العنف في طفولته، كانا ما أكسبه هذا اليقين المطلق في فعل المقاومة المسلحة بعد هربه من السجون واحدا تلو الآخر، وإيمانه بحتمية القتال حتى آخر أنفاسه.

حمزة كان مواطنا عربيا فلسطينيا “إسرائيليا” تحت سلطة الاحتلال كما تتمناه سلطة الاحتلال؛ تعايش وسالم وعمل بجِد وتفوق في كل مجال اقتحمه، ولم يلقَ إلا كل عنصرية واضطهاد وتمييز كاد يودي بحياته في السجون، وما كان يهرب منه في طفولته ومراهقته لحق به في كهولته، بعد رحلة طويلة من النضال.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى