القمة العربية : ركيزة لتعزيز التضامن والعمل المشترك

بقلم . عبدالحميد نقريش
تمثل القمة العربية حدثًا محوريًا في مسيرة العمل العربي المشترك، حيث يجتمع قادة الدول العربية لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، واتخاذ قرارات موحدة تعكس المصالح الجماعية للأمة العربية. تأتي هذه القمم في ظل تحديات عالمية وإقليمية متسارعة، تجعل من التضامن والتنسيق العربي ضرورة حتمية لتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة. أهمية القمة العربية في تعزيز التضامن العربي تعتبر القمة العربية فرصة ذهبية لتعزيز التضامن بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، حيث توفر منبرًا للحوار والتفاهم بين القادة، مما يسهم في تجاوز الخلافات وتعزيز الروابط بين الشعوب. كما تساعد على بلورة رؤى موحدة تجاه القضايا المصيرية، الأمر الذي يعزز من وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. بحث القضايا السياسية والأمنية يواجه العالم العربي تحديات سياسية وأمنية متزايدة، بدءًا من النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية، وصولًا إلى قضية فلسطين التي لا تزال تمثل جوهر الصراع في المنطقة. وتوفر القمة العربية فرصة لصياغة مواقف موحدة تجاه هذه القضايا، والسعي إلى إيجاد حلول سياسية للأزمات التي تعاني منها بعض الدول العربية. كما تُعد القمة منبرًا هامًا لتنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن القومي العربي. التنسيق الاقتصادي والتنموي لا يقتصر دور القمة العربية على القضايا السياسية فقط، بل تمتد أهميتها إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين الدول العربية. ومن خلال إطلاق مبادرات مشتركة في مجالات التجارة والاستثمار، وتفعيل اتفاقيات السوق العربية المشتركة، يمكن تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يسهم في تحسين الأوضاع المعيشية للشعوب العربية، وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة. مواجهة التحديات العالمية مع تصاعد التحديات العالمية مثل التغير المناخي، والأوبئة، والأزمات الاقتصادية، أصبح من الضروري أن توحد الدول العربية جهودها لمواجهة هذه القضايا بفاعلية. وتمثل القمة العربية فرصة للدول الأعضاء لتنسيق مواقفها على الساحة الدولية، وتعزيز حضورها في المحافل العالمية، مما يسهم في حماية المصالح العربية على المستوى الدولي. تبقى القمة العربية ركيزة أساسية لتعزيز التضامن العربي، والتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه المنطقة. ورغم التحديات التي تعترض طريق العمل العربي المشترك، فإن استمرار عقد هذه القمم وتفعيل قراراتها يمكن أن يسهم في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للدول والشعوب العربية. لتحقيق ذلك، يتعين على القادة العرب تجاوز الخلافات، والعمل على تنفيذ القرارات التي تصب في مصلحة الجميع، من أجل وحدة عربية أقوى ومستقبل أكثر إشراقًا.