أخبارمقالات وآراء

المصريون في الخارج قوة وطنية تستحق التمثيل السياسي الكامل في البرلمان ومجالس الدولة

كتب عبدالله معروف

المصريون في الخارج ليسوا مجرد مغتربين، بل هم امتداد حي لأرض الوطن وسفراؤه الفاعلون في العالم، يرفعون اسم مصر عاليًا في كل المجالات العلمية والطبية والاقتصادية والثقافية والفنية. ومع ذلك، يظل تمثيلهم السياسي داخل الدولة محدودًا ولا يعكس حجم خبراتهم ومساهماتهم، وهو ما يستدعي إعادة النظر بشكل عاجل لضمان مشاركة جميع الطاقات الوطنية في صنع القرار.

في اجتماع بارز عبر برنامج “زوم”، جمع عدد كبير من قيادات المصريين في الخارج لمناقشة أهم القضايا التي تخصهم، أدار اللقاء الأستاذ يسري الكاشف، رئيس الاتحاد العام للمصريين في هولندا والحاصل على وسام ملكي هولندي بدرجة فارس تقديرًا لجهوده التطوعية في خدمة الجالية المصرية والعربية والهولندية. وقد رحب الكاشف بالحضور ووجّه تحيته لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن المصريين في الخارج قوة ضاربة ومؤثرة، ويجب تمثيلهم بشكل عادل وفعال في البرلمان ومجلس الشيوخ ومجلس النواب.

حضر الاجتماع عدد من الشخصيات البارزة، وعلى رأسهم الدكتور عصام عبد الصمد، أستاذ التخدير والرعاية المركزة، الذي كان له دور رائد في تأسيس الاتحاد العام للمصريين في أوروبا والدفاع عن حق المصريين مزدوجي الجنسية في المشاركة السياسية داخل مصر. لقد رفع قضيته إلى مجلس الدولة ودافع عنها شخصيًا، ليتم منح المصريين الحق في المشاركة السياسية، مؤكدًا أن روح العمل الجماعي والقدرة على الاتحاد هي جوهر النجاح.

لقد أظهر الحاضرون في هذا الاجتماع نموذجًا حيًا للالتزام الوطني. فهم يمثلون جميعًا قوة مصرية حقيقية، تجمع بين الولاء للوطن والقدرة على تقديم خبراتهم المتنوعة في خدمة الدولة، سواء في الداخل أو الخارج. وقد شددوا على أن الشخص الذي سيمثل المصريين في الخارج يجب أن يكون مستقلًا ماليًا، ذا مؤهلات علمية وخبرة عملية، قادرًا على التواصل مع الإعلام والمجتمع الدولي، وربط الجالية المصرية بالمجتمع الداخلي وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي.

أكد المشاركون أن المصريين في الخارج يمثلون قوة لا تقل عن السفراء، فهم يعرفون المجتمعات التي يعيشون فيها عن قرب، ويمتلكون خبرة مزدوجة بين مصر والدول الأجنبية، ما يجعلهم قادرين على تقديم سياسات وخطط استراتيجية تخدم الوطن. كما أنهم لا يقدمون فقط العمالة، بل يقدمون خبراء وأطباء وعلماء ومستشارين وفنانين ورجال أعمال، ومن الضروري أن تستثمر الدولة هذه الطاقات لخدمة الوطن اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا.

إن تمكين المصريين في الخارج من التمثيل السياسي الكامل ليس مجرد حق طبيعي، بل ضرورة وطنية لضمان مشاركة جميع الطاقات المؤهلة في بناء المستقبل وتعزيز موقع مصر عالميًا، وتحقيق العدالة الوطنية في التمثيل. إن حضور هذا الاجتماع ومناقشاتهم الجادة يمثلون نموذج الالتزام الوطني والعمل الجماعي الذي يجب أن يُترجم إلى واقع سياسي ملموس، يمنح المصريين في الخارج المكانة التي يستحقونها ويتيح لهم خدمة وطنهم بكفاءة وتأثير حقيقي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى