إيطاليا وإسبانيا تنشران سفنًا لمساعدة “أسطول الصمود” بعد تعرضه لهجوم

أعلنت إيطاليا وإسبانيا إرسال سفن لمساعدة “أسطول الصمود العالمي” الذي استُهدف بطائرات مُسيّرة أثناء محاولته إيصال مساعدات إلى غزة، حيث زعم ناشطون أن إسرائيل تقف وراء هذه الهجمات.
وأبلغت “اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة”، المُنظمة لـ”أسطول الصمود”، في وقت مُبكر من صباح الأربعاء تحليق 15 مسيرة فوق القوارب التي تحمل على متنها ناشطين من دول عديدة. إلى جانب تعرضها إلى إطلاق قنابل “دخانية وصوتية”، والتشويش على الاتصالات، حسب بيان لها. وطلبت اللجنة مرافقة بحرية من الدول التي لها رعايا على متن الأسطول، قائلة: “في ضوء الدورة الثمانين الجارية للجمعية العامة للأمم المتحدة، ندعو جميع الدول الأعضاء إلى وضع الهجمات على الأسطول على جدول أعمال الجمعية واعتماد قرار يعالج هذه الانتهاكات الجسيمة”. وتابعت: “يجب وقف الإبادة والتجويع، يجب أن يسمو القانون والإنسانية”.
وسبق أن اعترضت إسرائيل قوارب ناشطي “أسطول الصمود” في البحر، وهي مبادرة عالمية تريد إيصال المساعدات إلى غزة.
وتواصلت CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق.
وأدان وزير الدفاع الإيطالي، غيدو كروزيتو، مهاجمة الأسطول، وقال إنه سيرسل فرقاطة تابعة للبحرية الإيطالية لمساعدة القوارب المُتجهة إلى قطاع غزة.
في وقت نقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، عن كروسيتو قوله إنه “من غير الممكن تحميل إسرائيل مسؤولية الهجوم، على الأقل في الوقت الراهن”.
وأضاف كروزيتو: “فيما يتعلق بالهجوم الذي تعرضت له قبل ساعات قوارب أسطول الصمود، والذي كان على متنه مواطنون إيطاليون، بواسطة طائرات مسيرة من قبل جناة مجهولين حتى الآن، لا يسعنا إلا أن نعرب عن أشد الإدانة”.
وأكد وزير الدفاع الإيطالي أنه “في ظل الديمقراطية، يجب حماية المظاهرات وأشكال الاحتجاج عندما تتم وفقًا لمعايير القانون الدولي ودون اللجوء إلى العنف”.
وتابع: “أذنتُ بالتدخل الفوري للفرقاطة متعددة الأغراض “فاسان” التابعة للبحرية، والتي كانت تبحر شمال جزيرة كريت في إطار عملية “البحر الآمن”، لتقديم المساعدة للمواطنين الإيطاليين الموجودين على متن الأسطول”.
وأشار كروزيتو إلى أن “الفرقاطة مُتجهة بالفعل إلى المنطقة للقيام بعمليات إنقاذ محتملة”، لافتًا أنه “تم إبلاغ الملحق العسكري الإسرائيلي في إيطاليا، وسفيرنا وملحقنا العسكري في تل أبيب، ووحدة الأزمات بوزارة الخارجية الإيطالية”.
وبعد ساعات، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، عن “إدانتها التامة” لهجوم الطائرة المسيرة مساء الثلاثاء، مضيفة أن إيطاليا “تُجري تحقيقها الخاص لتحديد المسؤول”.
كما نصحت ميلوني المشاركين في الأسطول بعدم المخاطرة بسلامتهم دون داعٍ بمواصلة المهمة، وقالت: “كل هذا غير مبرر وخطير وغير مسؤول. لا داعي للمخاطرة بسلامة المرء ودخول منطقة حرب لإيصال المساعدات إلى غزة، وهو ما كان بإمكان الحكومة الإيطالية إيصاله”.
وحثتهم بدلاً من ذلك على قبول اقتراح من روما بنقل المساعدات إلى البطريركية اللاتينية بالقدس في قبرص، والتي ستتولى بعد ذلك مسؤولية التسليم.
ويقول مسؤولون إيطاليون إن السفن المتجهة إلى غزة تحمل مواطنين إيطاليين، إلى جانب برلمانيين. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيطالية: “لضمان سلامتهم، أبلغت وزارة الخارجية السلطات الإسرائيلية بالفعل بأن أي عملية تُوكل إلى القوات المسلحة الإسرائيلية يجب أن تتم وفقًا للقانون الدولي ومبدأ الحذر المطلق”.
وقال متحدث باسم مكتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني لشبكة CNN: “يعمل الوزير على التوسط مع الحكومة الإسرائيلية للسماح بدخول الإمدادات الإنسانية التي نقلتها الأسطول إلى غزة”.
وأضاف: “الوزير على اتصال بالحكومة الإسرائيلية، وقد حدد آلية وساطة موثوقة”. وأضاف المكتب أن الحكومة الإيطالية تدرس جميع الخيارات لتجنب أي أعمال هجومية أخرى ضد سفن الأسطول.
ومن جانبه، صرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأن بلاده سترسل أيضًا سفينة يوم الخميس لمساعدة الأسطول “في حال مواجهة أي صعوبات” ولإجراء عمليات إنقاذ محتملة.
وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية مساء الأربعاء أن الأسطول لن يُسمح له بالوصول إلى غزة، ولكن بإمكانه تفريغ المساعدات “في أي ميناء في دولة مجاورة خارج إسرائيل، ومن ثم نقلها بسلام إلى غزة”.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السويدية أنها تتابع التطورات عن كثب، مضيفةً أن حوالي 15 مواطنًا سويديًا كانوا على متن السفن.