
صدر قرار بطرد بجعة سوداء من مدينة ستراتفورد أبون آفون بإنجلترا، بعدما أصبحت عدوانية تجاه البجع الأبيض الشهير في المنطقة. وقد اكتسبت البجعة، التي أطلق عليها السكان اسم «السيد المُدمّر»، «شهرة بالمدينة فاقت شهرة ويليام شكسبير»، قبل أن تتَّخذ الأمور منعطفاً «مظلماً».
وبالفعل، قبض عليها مُشرف البجع المحلّي سيريل بينيس، وهي الآن محتجزة في حديقة محلّية، تمهيداً لنقلها إلى مركز «داوليش للطيور المائية» في مقاطعة ديفون.
في هذا السياق، نقلت «الإندبندنت» عن بينيس، الذي تطوَّع للعمل حارساً للبجع في ستراتفورد أبون آفون منذ 45 عاماً، قوله إنّ البجعة السوداء ظهرت للمرة الأولى في المدينة قبل 9 أشهر، وقد أثارت حماسة السكان الذين وجدوا في ظهورها «أمراً مثيراً جداً». وأضاف أنّ هذه البجعة، التي لا تنتمي في الأصل إلى الأنهر البريطانية، بدت «مهيبة بكلّ المقاييس». وتابع: «وإنما لسبب ما، قرَّر هذا الزائر، الذي أطلقتُ عليه اسم (السيد المُدمّر)، أنّ المكان مناسب له. وخلال أشهر الشتاء، كان من الرائع رؤيته».
ومع انتشار خبر وجود البجعة السوداء، «وقع الجميع في غرامها»، وفق بينيس الذي أكد: «لا شكّ في أنها أصبحت أكثر شهرة من ويليام شكسبير نفسه». وأوضح: «كان الجميع يأتون إلى ستراتفورد لرؤية البجعة السوداء. بدا الأمر رائعاً، وإنما من ناحية أخرى، أثار بعض القلق، لأننا لم نكن نرغب في أن تستقرّ البجعة هنا أو أن تندمج بشكل مفرط مع بجعاتنا الصامتة».
يُذكر أنّ ستراتفورد أبون آفون تحتضن نحو 60 بجعة صامتة، تُعرف بأعناقها التي تتخذ شكل حرف «S» ومناقيرها البرتقالية ذات القاعدة السوداء والنتوء الأسود.
وأضاف بينيس: «لم نكن نرغب في أي اختلاط أو تزاوج بينها وبين بجعاتنا الصامتة»، لكن بعد أشهر، أظهر «السيد المُدمّر» جانباً آخر.
وأوضح: «أشد جوانبه ظلاماً ظهر حين بدأ يقتحم منطقة زوج من بجعاتنا مع فرخ صغير، عندها أصبح الأمر سيئاً… فقد طرد الذكر والفرخ، وحاول فرض سيطرته على المنطقة برفقة الأنثى الأخرى».
وبعد ذلك، شرع «السيد المُدمّر» في محاولة إغراق البجع الصامت، وأظهر سلوكاً عدوانياً. واعترف الحارس بأنه كان متردّداً تجاه طرد البجعة السوداء: «كنتُ أشعر أنني سأُلام سواء أبقيته أو طردته… لكن كان يتعيَّن عليه الرحيل».
ووصف بينيس عملية الإمساك بالبجعة بأنها «لم تكن سهلة»، مؤكداً أنه ما زال يتعافى من ألم في صدره، لكنه تمكن في النهاية من تهدئة روع الطائر ووضعه في حقيبة للنقل.
وأضاف أنّ الأمور الآن باتت «على ما يرام»، وأنّ «السيد المُدمّر» في طريقه إلى ديفون. وقال: «اليوم النهر هادئ، والبجع الصامت يسترخي. الأمر أشبه بمسرحية لشكسبير؛ كلّ شيء هادئ ومستقر».
وختم: «أنا متأكد أن جلالة الملك سيكون سعيداً الآن، لأننا أبعدنا بجعة سوداء مارقة عن بجعاتنا الصامتة».
يُذكر أنّ البجع الأسود يُعدّ من الطيور المائية الكبيرة، وموطنه الأصلي أستراليا.