مقالات وآراء
كلينتون مجرمة حرب واعتذارها عن تأييدها الحرب في العراق غير مقبول
تبدأ هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية السابقة حملتها للفوز في انتخابات الرئاسة باصدار مذكراتها التي تتناول فترة توليها عضوية مجلس الشيوخ الامريكي وكوزيرة للخارجية في ادارة الرئيس باراك اوباما حتى استقالتها.
هناك الكثير من النقاط المهمة الواردة في هذه المذكرات، وتتعلق بمنطقة الشرق الاوسط والحروب الدائرة فيها:
*النقطة الاولى تتمثل في اعتذارها عن موافقتها على خوض بلادها الحرب في العراق واحتلالها عام 2003 عندما كانت عضوة في مجلس الشيوخ.
*النقطة الثانية: كشفها عن اختلافها في الرأي مع الرئيس اوباما حول مسألة تسليح المعارضة السورية بأسلحة متطورة، حيث اكدت انها كانت مع التسليح ولكنها احترمت قرار اوباما الذي اختلف معها حول هذه المسألة لاعتبارات امنية.
ولا نعرف ما اذا كانت السيدة كلينتون ستقدم هذا الاعتذار لو جاءت نتائج الغزو الامريكي للعراق وفق ما خططت له ادارة الرئيس بوش، وبمعنى آخر لو ان هذا الغزو لم يواجه مقاومة شرسة من الشعب العراقي ادت الى مقتل خمسة آلاف جندي امريكي واصابة ثلاثين الفا آخرين، وتكبيد دافع الضرائب الامريكي خسائر بأكثر من ثلاثة الى خمسة تريليونات دولار؟
من المؤكد ان السيدة كلينتون ما كانت ستعتذر وتقول انها اخطأت في موقفها مثلما اعترفت في كتابها، بل لتباهت بهذا الموقف في حملتها الانتخابية المقبلة، واعتبرته ورقة رابحة لكسب الاصوات الى صالحها تعزيزا لحظوظها في الفوز.
ولن نستغرب تقديم السيدة كلينتون اعتذارا آخر، ولكن للرئيس اوباما في المستقبل تعترف فيه بأن موقفه في عدم توريط بلاده في مستنقع الازمة السورية الدموي وتجنب كل الضغوط للتدخل عسكريا فيه، على غرار ما فعل سلفه الرئيس جورج بوش الابن، كان موقفا حكيما، لان مثل هذا التدخل لو تم سيؤدي الى نتائج عكسية تماما، مثلما حدث في ليبيا على سبيل المثال لا الحصر.
المقاومة العربية والاسلامية المسلحة هي التي اجبرت القوات الامريكية من الهروب مهزومة من العراق، وقريبا جدا في افغانستان، وهي القوات الاكثر تسليحا وتدريبا، وتملك احدث الاسلحة “النوعية” من صواريخ وطائرات ودبابات، فالادارة اقوى من كل هذه الاسلحة، وهي الضمانة الرئيسية للانتصار طال الصراع او قصر.
اعتذار السيدة كلينتون هذا، وبعد خراب العراق، واستشهاد اكثر من مليون من خيرة ابنائه، وتدمير جيشه وبناه التحتية، وممارسة ابشع انواع التعذيب في سجن ابو غريب، لا يجب ان يحظى بالقبول منا كعرب وكمسلمين، لان كل من ايد خوض هذه الحرب، او شارك فيها هو مجرم حرب يجب ان يحاكم بهذه التهمة، ويلقي الجزاء الذي يستحق.
السيدة كلينتون مجرمة حرب ليس فقط لانها ايدت الحرب بناء على اكاذيب في العراق وانما ايضا لانها ايدت الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة عام 2008 وقبلها على جنوب لبنان عام 2006، ووقفت في خندق العدوان الاسرائيلي ضد الامة العربية طوال فترة توليها لوزارة الخارجية الامريكية.
التوبة من قبل مجرمي الحرب واعتذارهم عن جرائمهم هو تاكيد على صحة واخلاقية مواقف كل من عارض حروبهم هذه، ووقف في الخندق الآخر ضد القوات الغازية المحتلة لارضنا العربية والاسلامية.