اكتشاف اكلة عربية في كهف عمرها 32 ألف سنة
وقام العلماء في جامعة فلورنسا بفحص الحبوب المكونة له، وكانت المفاجأة أنهم وجدوا الكثير من الحبوب المطحونة التي معظمها كان من الشوفان الأكثر شيوعا.
وتبين أن هذه الحبوب كانت تُطحن وتحول إلى عصيدة. والمثير في الأمر أن النظام الغذائي من العصر الحجري غالبا ما يكون خال من الكربوهيدرات، أو على الأقل منخفض الكربوهيدرات المكررة.
والأمر المثير الآخر هو أن هذه الحبوب ظهر أن عمرها يعود إلى 37 ألف عام، بينما الثابت حتى الآن أن الزراعة اكتشفت قبل عشرة آلاف عام فقط.
وأشار الباحثون إلى أن سكان الكهوف كانوا أمهر مما كنا نعتقد، ويبدو أنهم كانوا يزرعون ويعدون طعامهم من ‘وصفات’ أقدم بكثير مما كان يعتقد.
وكان الاعتقاد السائد أنهم يأكلون الفاكهة من الأشجار والخضروات الجذرية من الأرض فقط. لكن العلماء وجدوا أيضا أنهم كانوا يطحنون الشوفان ويحولوه ليس فقط إلى عصيدة، ولكن إلى دقيق أيضا.
وقال كبير الباحثين إن الدقيق ربما كان يستخدم من قبل شعب عرف باسم ‘الثقافة الغرافيتية’ في وجبات مغذية شبيهة بالعصيدة، كما كان لديهم القدرة على تحميصه إلى نوع من الخبز المسطح.
العصيدة من الأكلات والحلويات الشعبية المشهورة ولها مكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية. وتعد إحدى الوجبات الرئيسة في السودان واليمن وشرق وجنوب السعودية (ومنها يشتق نوع آخر يعرف بالمطيط أو الزوم)، وتختلف أنواع العصيدة في السودان من منطقة إلي أخرى وذلك باختلاف مكوناتها ففي بعض المناطق تصنع من دقيق الذرة وفي مناطق أخرى من دقيق الدخن. اما في ليبيا وتونس فتقدم في أسبوع المولود الجديد، أو احتفالا بالمولد النبويوهي عبارة عن دقيق قمح مطبوخ بالماء. يقدم على شكل نصف كرة وتؤكل باليد. وقد يضاف إليها العسل، أو السمن أو رُب التمر أو رُب الخروب أو اللبن. وتختلف العصيدة عن العصيدة في بلاد المغرب العربي فهي ليست سائلة بل كتلة متماسكة مما يجعلها وجبة حقيقية. أما في اليمن يضاف إليها المرق، الحقين.
المصدر : ديلي تلغراف