كأس العالم 2026: في المغرب رغم تهديدات ترامب وإنحياز الفيفا

وتأتي تهديدات ترامب للدول الداعمة للملف المغربي، في الوقت الذي تحدثت فيه العديد من التقارير الإعلامية، عن أن المغرب يواجه مؤامرة من الفيفا، خاصة بعد إلزامه بشروط وصفها البعض بـ”التعجيزية”، حتى يتسنى إبعاده من المرحلة الأولى دون خوض التصويت.
وفي تصريح لغريندل رينهارد عضو مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي يرأس الاتحاد الألماني لكرة القدم، خص به وكالة أسوشيتد برس، قال إنه يجب أن يجتاز الملف المغربي مع الملف الثلاثي المكون من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إلى مرحلة التصويت لاختيار البلد المستضيف لنهائيات كأس العالم 2026، “حتى لا تواجه الفيفا نظرية المؤامرة”.
ودعا غريندل رينهارد، إلى ضرورة السماح للملف المغربي لبلوغ مرحلة التصويت، مضيفا “هذا الأمر سيجنب الفيفا اتهامات المؤامرة”.
وتابع “إنه يجب على كافة الملفين أن يبلغا مرحلة التصويت لحسم النتيجة، دون أن نضع الاتحاد الدولي في متاهات الشائعات والتحامل على بلد دون آخر”.
“امبراطورية التسلط وعقلية الكاوبوي”
“الرئيس الأمريكي يتعامل بمنطق امبراطورية التسلط، رأينا ذلك في كل المبادرات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه دول الجنوب”، هكذا قالت السياسية المغربية نبيلة منيب رئيسة الحزب الاشتراكي الموحد في تصريح لـDW عربية تعليقا على تغريدة ترامب. وأضافت السياسية المغربية التي تعد من أبرز وجوه المعارضة في المغرب:”من حق كل الدول أن تقدم ترشيحها لتنظيم كأس العالم، أما ترامب فليس غريبا عليه إتقان لغة التهديد والوعيد، لكن لا ينبغي لنا كمغاربة أن يخيفنا منطق الغاب هذا، إنما ينبغي أن نتوجه لكل الضمائرالحية في العالم، لبناء منظومة عالمية أساسها الإنسانية والأخوة والعدل.”
من جهتها عبرت الممثلة المغربية لطيفة أحرار عن عدم تفاجئها من تصريحات ترامب وقالت في تصريح لـDW عربية: “إنها تغريدة تدخل في إطار الحرب النفسية وتذكرنا بعقلية الكاوبوي”، لكنها في نفس الوقت قالت إن على المغاربة أن لا يكونوا عاطفيين وإنما ينبغي أن يعملوا جيدا على ملف الترشيح للمونديال. وقالت الممثلة المغربية التي سبق وأن تعرضت لهجوم من تيارات محافظة ضد عملها المسرحي وطريقة لباسها: “إن الرد يكمن في ملف ترشيح جيد وكذا في العمل على تغيير العقليات لتقبل ضيوف المونديال وثقافة الآخر ونقل قيم التسامح”.
“إرهاب فكري واستعلاء”
ولم يختلف رأي المثقفين عن باقي الآراء، إذ قال مراد القادري رئيس بيت الشعر في المغرب لـDW عربية: “هذه التغريدة فيها الكثير من الإرهاب الفكري والاستعلاء على الشعوب”. كما عبر الشاعر عن عدم تفاجئه من تصريح مماثل قائلا: “منذ أن جاء ترامب للسلطة وهو يعادي حقوق الشعوب الأخرى”.
وفي اتصال لـDW عربية بالبطل الأولمبي هشام الكروج الذي هو في نفس الوقت سفير المغرب في إطار الترويج للملف المغربي لاحتضان كأس العالم 2026 رفض البطل العالمي التعليق على تغريدة ترامب دون إبداء أسباب.
كما توالت ردود فعل العديد من المغاربة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اختار الكثير منهم الرد على تغريدة ترامب باللغة الإنجليزية على موقع تويتر، وأجمعت تلك الردود على أن تغريدة الرئيس الأمريكي هي “دليل على قوة الملف المغربي وقدرته على التنافس”. فيما عبر البعض الآخر بسخرية على تغريدة الرئيس الأمريكي، واصفين إياه “بالخائف من المغرب”.
“رب ضارة نافعة”
وفي نفس السياق عبر الكثيرون عن سعادتهم بتغريدة ترامب معتبرين أنها على عكس ما يرجوه الرئيس الأمريكي ستساهم في دعم الملف المغربي، وخاصة من طرف الدول الإفريقية ودول الشرق الأوسط، إذ سبق للرئيس ترامب أن وصف بعض الدول التي ينحدر منها العديد من المهاجرين خاصة من إفريقيا وهايتي بـ”الحثالة” ما أثار موجة من الغضب.
علاوة على ذلك، فإن الرئيس الأمريكي حظر سفر مواطني ست دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إذ من المتوقع أن تُصوت العديد من الدول الإسلامية والآسيوية لصالح المغرب