ثقافة وفنون

نصير شمة: أنا ضد الأحزاب الدينية.. وأرفض إقصاء الإخوان من الحياة العامة

قال عازف العود نصير شمة إن ما شهدته مصر من أحداث عنف لا تمت بصلة للواقع الثقافي والحضاري الذي يقف عليه شعب مصر.

وأضاف شمة، في مقابلة مع “أصوات مصرية” أمس “أننا لا نريد الحرب والمجابهة”، مؤكدا أن لكل شخص في الحياة مساره وعلى الجميع أن يحترموا مسارات الأخرين دون إقصاء أو تمرير لسياسات مرفوضة للغالبية العظمى من الشعب.

ونصير شمة عازف عود عراقي حاز سنة تخرجه على جائزة أفضل لحن للأغنية العاطفية بالعراق، وقدم حفله الأول في ملتقى الموسيقى العربية الأول في فرنسا مع نخبة من كبار فنانين العراق، وهو مغرم منذ بداياته بالصوفية حيث تعمق في قراءة الطرق الصوفية العشر وسيرة الصوفيين الكبار مثل ابن عربي وابن الفارض والسهروردي ورابعة العدوية.

وأوضح شمة أنه اختار قصر المانسترلي بالمنيل لإقامة حفلته الرمضانية نظرا لما شهدته من أحداث عنف بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه، قائلا “نحن لدينا ثقافة ونقدم فن يحمل جماليات وفكرا وروحا وسلوكا لا يتنافى مع أي قيم أخرى في الحياة ويؤسس لأفضلية في الحياة ولطريقة مناسبة للعيش”.

وكان 12 قتلوا في أحداث اشتباكات يوم 7 من الشهر الجاري بين أنصار ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وأهالي المنيل أثناء محاولة مؤيدي مرسي الوصول لميدان التحرير مروراً بالمنيل.

وأعرب شمة عن سعادته بجمهور حفله الأخير الذي أقيم أمس بقصر المانسترلي، قائلا “سعيد أن في ظل هذه الظروف هذا الجمهور يحضر الحفل حتى يمنحنا القوة في المواصلة ونحن نعطيه المتعة الفنية والسمعية”.

وقصر المانسترلي قصر أثري مقام على مساحة 1000 متر بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة، وهو ما تبقي من مجموعة بنائية قام بإنشائها حسن فؤاد المانسترلي باشا في عام 1851 وتحول في عام 1951 إلى أثر وحاليا تقام فيه الحفلات الثقافية والغنائية.

وأكد شمة على دور الفن في مقاومة الأفكار المتشددة، موضحا أن الحشد من الجمهور يثبت أن هذا البلد يضم كل الأفكار ولا يقف على فئة واحدة، مضيفا “لا يمكن لفئة أن تلغي الحياة وتعطلها في أي مكان في مصر”.

ورأى شمه أن الفن تضرر في العام الأخير بشكل كبير وبدا ذلك واضحا خلال تولي علاء عبد العزيز وزير الثقافة السابق الوزارة، مشيرا إلى تحول الأمور للأسوأ وتردي وضع الثقافة والفنون في مصر، وقال إن هذه الفترة الدماء انسحبت من شرايين مصر وفجأة بدت وكأنها هرمت.

وأشاد شمه بتحركات الشعب المصري، مؤكدا أنه “سرعان ما أخذ المبادرة وقرر أن مصر لا يمكن أن تعيش في هذه الأجواء وأنها للجميع”.

ويرفض شمة فكرة الأحزاب الدينية لأي ديانة، مؤكدا أن هذا الوطن يسع الجميع ساحة لكل هذه الأفكار والديانات، موضحا أنه أيضا ضد إقصاء أي فصيل، قائلا ” أنا مع أن يكون للإخوان حياتهم وطقوسهم وعاداتهم كما يريدون دون أن يمسوا الأخرين ويفرضوا عليهم شروطهم”.

وأضاف “التيارات الدينية اختارت أن تكرس حياته كلها للعبادة وهذا شىء يكرموا عليه وليبقوا في أماكن العبادة دون السعي لإلغاء الأخر وتوجيهه حسب رغباتهم”.

ويرى شمة أن كل إنسان لديه فكره الخاص ومن حقه أن يعبر عنه بطريقته، وأدان المزايدة في الدين والوطنية، قائلا: الكل يشتركون في حب هذا الوطن وبنائه وإسلامنا لن يزيد أو ينتقص منه بوجود أحزاب دينية.

وأسس شمة بيت العود العربي في مصر عام 1999 ويقيم في القاهرة منذ ذاك الحين حتى الآن، ونظم ورأس ملتقى مصر الأول للعود بدار الأوبرا المصرية عام 2010.

وقال شمه اعتادت تقديم سبع حفلات وعروض مختلفة في رمضان في مصر على خلال 15 عام، مضيفا “هذا العام قدمت حفلة واحدة نظرا للظروف العامة وحزنا على أي دماء تسيل على أرض مصر وتونس وسوريا وفي أرجاء الوطن العربي”.

ومن أهم ماقدم نصير شمة في مصر لأكثر من 8 سنوات في رمضان “ليلة العشق الإلهي” الذي شارك فيها أصوات من المغرب وتونس ومصر وسوريا ولبنان وليبيا ومن كل الدول العربية.

وأوضح شمة أنه قدم أهم قدمت ألحانه مع نصوص لأهم الشعراء الصوفية في تاريخ الإسلام في حفلات رمضان، مؤكدا أنها كانت تجارب مهمة قدمت كم كبير من الأصوات الجديدة والمعروفة.

وأشار عازف العود العراقي إلى الأصوات المساهمة في ليالي العشق الإلهي من بينها أسماء المنور، مجد القاسم، وخالد سليم، ومي فاروق، وريهام عبد الحكيم، وفؤاد زبادي، ومحمد الجبالي وغيرهم.
أمنية طلال.. أصوات مصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: