أخبار

وفاة شاعر العامية المصري أحمد فؤاد نجم عن عمر 84 عاماً‎

أعلن صباح اليوم عن وفاة الشاعر المصري احمد فؤاد نجم وقد تم تشييع جنازته من مسجد الحسين بالقاهرة بعد صلاة الظهر حسب وصيته ونقل بعدها الى مدافن الغفير بالدراسة .
وسيتم تلقي العزاء في وفاة احمد فؤاد نجم يوم الثلاثاء 3 ديمسبر 2013 بمسجد بلال بن رباح بالمقطم بعد صلاة العشاء .

رحل الفاجومي احمد فؤاد نجم عن عمر يناهز 84 عاماً وهو يعد من ابرز شعراء العامية في مصر منذ السبعينات من القرن الماضي بكلماته البسيطة والعميقة في الوقت ذاته والتي ركز فيها على الغلابة ، وشارك في ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو .
قبل وفاة احمد فؤاد نجم قال في اخر لقاء سجله قال فيه : انه ( رغم الخبط اللي اخده المصريين على دماغهم ها يرجع الشعب المصري تاني زي الطاووس بجمال ريشه و حلاوته ) ، ووصف الشعب المصري في اخر لقاء له بالمبدع .

كانت اغاني الشيخ امام التي كتبها الشاعر احمد فؤاد نجم حاضرة دائما الثورات الاخيرة التي عاشتها مصر و الدول العربية وعلى رأسها : مصر يا اما يا بهية ، يا مصر قومي وشدي الحيل و شيد قصورك .
ونعى سميح شقير احمد فؤاد نجم وقال بعد وفاته :

وداعاً أخي وصديقي ورفيقي في رحلة هجاء الواقع ورفضه بحثاً عن واقع اكثر عدالة وإنسانية
وداعاً .. احمد فؤاد نجم .. وقد كنت شوكة في حلوق المستبدين .. صديقاً للفقراء .. جاعلاً من أكواخ مصر قامة في الروح تضاهي الإهرامات
، بشعرك العاري من المداورة والزيف أزحت الستار عن الم الناس وأحلام البسطاء ساخراً من السجون والسجان عميقاً كالنيل كنت .. وشامخاً كالمسلة ، وكنت صديقي الذي يشعرني بأن القاهرة بيتي وبان الشام تسكن في احداق القاهرة ، فوداعاً يا صديق العمر ولو الى حين .

قال احمد فؤاد نجم انه يتمنى ان يعيش حتى يرى اهداف الثورة تتحقق ومصر افضل حالا لكنه توفى قبل ان يرى ذلك .

«الفاجومي» تزوج العديد من المرات، أولاها من فاطمة منصور التي أنجب منها عفاف، وأشهرها زواجه من المطربة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم التي أنجب منها «نوارة الانتصار»، الصحافية والناشطة السياسية الشهيرة نوارة نجم، وممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو. وكان زواجه الأخير من السيدة أميمة عبد الوهاب التي أنجب منها زينب، ولديه 3 أحفاد من ابنته من زواجه الأول عفاف، هم: مصطفى، صفاء وأمنية.
وبدأ نجم كتابة الشعر في الخمسينيات وعرف في مصر في الستينيات بقصائده السياسية النقدية المرتكزة على حس اجتماعي عميق تجاه الحرية والعدالة الاجتماعية، ما أدى إلى اعتقاله أكثر من مرة في فترة حكم الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.
وكما تنقل بين الأماكن، تنوعت به الأعمال التي كان أغلبها يدوياً، وخلال عمله بوظيفة حكومية في أربعينيات القرن الماضي دخل السجن للمرة الأولى، التي كانت لسبب جنائي، حيث حكم عليه بثلاث سنوات لتزوير في قسائم شراء.
وفي السنة الأخيرة له في السجن، اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة، عن أشعار له أصدرها بديوانه الأول من شعر العامية المصرية «صور من الحياة والسجن»، وخرج الشاعر اليساري من محبسه ذا شهرة وديوان مطبوع.
بعد خروجه من السجن، أصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وعاش فترة من أخصب أيام حياته، إثر تعرفه الى الموسيقي الكفيف الشيخ إمام عيسى، حيث كونا معاً ثنائياً صار رمزاً مرادفاً للثورة في معظم أنحاء الوطن العربي، خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
تعرض الثنائي إمام ونجم للسجن مرات عديدة خلال حكم الرئيسين الأسبقين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، على خلفية أغانيهما المنتقدة للسلطة، وبالمقابل انتشرت تلك الأغنيات خلال تلك الفترة كالنار في الهشيم، ورددها طلاب الجامعة في تظاهراتهم والمثقفون في جلساتهم، وطارت إلى أنحاء الوطن العربي في حفلات للثنائي بعدة أقطار عربية.
كانت قصائد نجم أكثر انتقاداً للسادات تحديداً، وتقاطرت بغزارة في تلك الفترة منتقدة الانفتاح الاقتصادي والاتجاه الرأسمالي اليميني الذي انحرفت إليه مصر بعد اشتراكية «عبد الناصر».
يذكر أن انتقادات نجم للسلطة في عهدي حسني مبارك ومحمد مرسي، استمرت من دون أن يتعرض للسجن في أي من العهدين، كما كانت آخر تصريحاته السياسية تدعو الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع وقائد الجيش، إلى عدم الترشح للرئاسة، وتهاجم جماعة الإخوان المسلمين، وتبشر بـ«ثورة ثالثة» في مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى