فى إيران القرود تركب الصواريخ …. وفى باريس تقيم القطط فى فندق

العالم الان منشغل بمفصل الإنتقال من عام يمضى واخر آت … وكأن الدنيا ستختلف فور مغيب عام 2013 واشراقة عام 2014 …. ويتبارى المحللون والمحررون فى سرد التوقعات القادمة على ارصفة إعلام الفضائيات والإذاعات والصحف والصفحات الالكترونية …. أما أشهى المعروضات فى هذا السوق الموسمى فهى تنبؤات العرافين ذكوراً وإناثاً كل بوسيلته او حيلته التى يجيدها : إما بفرد كروت التاروت (الكوتشينة ) أو قراءة خطوط البن المترسب على جدران الفنجان … أو بوشوشة “الدكر ” …. أو االإدعاء بالشفافية والقدرة على الاستشعار عن بعد بحاسة سادسة لانراها عن : احداث تجرى …. وشخصيات تحلق فى سماء الشهرة واخرى تقع فى الوحل ….واوطان تسعد واخرى تشقى …. ففى سوق التنبؤ الموسمى كل مالذ وطاب سماعه وتداوله .
دعونا نترك مملكة الانسان بما فيها ولها وعليها فى نهاية عام يحتقب احداثه للرحيل ….ولنتحدث عن منطقة وسطى تلتقى فيها مملكة الانسان بمملكة الحيوان بما فى هذا اللقاء من طرافة ومغزى : فلقد اختارت ايران القرود لتنفيذ يرامجها الفضائية وكان أول قرد أرسلته للفضاء فى شهر يناير عام 2013 واسمته الرائد ( بيشجام باللغة الفارسية ) سافر القرد وعاد سالمآ للأرض …حازت القرود على ثقة الايرانيين الذين اختاروا لرحلة نهاية العام فى ديسمبر 2013 قرداً آخر أسموه الميمون (فاراجان) وهو اسم دارج الاستخدام فى عالم القرداتى المصرى الذى علم القرد الرقص ونوم العازب بدلاً من السفر للفضاء … و عموماً لربما كان تسفير القرود للفضاء ليس مطلباً فى حد ذاته للايرانيين الذين أرادوا إرسال رسالة للعالم بأنهم تطوروا فى مجال القدرة الصاروخية فلديهم صواريخ مداها يصل الى نحو 2000كم تغطى اوربا والشرق الاوسط وقادرة على حمل قرود الان ورؤوس نووية وكيماوية فى المستقبل…. اما الرسالة الاخرى فهى ان ايران التى تستعد لاطلاق اول انسان رائد فضاء هى دولة تستحق التطور العلمى الذى وصلت اليه فى مجال الذرة .
أما الفرنسيون أكثر الأوربيين إنزعاجاً من المنشآت النووية الايرانيه فلقد إنشغلوا عن القرد اإايرانى بالقطط المنزلية حيث تستعد العاصمة الفرنسية باريس لحفل افتتاح اول فندق من نوعه فى العالم مخصص لإقامة القطط فقط وذلك فى نهاية شهر فبراير عام 2014 … وهذا الفندق نتاج عمل نخبة من المهندسين والاطباء البيطريين ومصممى الالعاب ومتخصصى الاغذية ويضم 20 غرفة مساحة كل منها 4 امتار مربعة مزودة بكافة المرافق والخدمات التى يحتاجها القط او القطة النزيلة : فالغرف مضيئة ومريحة فى اليقظة والنوم ومزودة بمنصات ومدارج للتسلق والقفز والعاب للتسلية مع توفير طعام صحى مغذى خاص فى توقيتات محددة يعوض السعرات الحرارية التى يفقدها القط فى ” النطنطة “…مع عناية طبية متميزة على مدار ال 24 ساعة يقدمها خبراء تغذية الكلاب والاطباء البيطريين ….وخوفاً على القطط من معاناة وحشة الانفراد وألم البعد عن الاحباب والاصدقاء فلقد روعى عند اقامة الفندق انشاء قاعة متسعة على مساحة 20 متراً ستخصص كمكان مناسب ولائق للقاء جميع القطط نزلاء الفندق ليقضوا معاً عدة ساعات يوميا من اللعب والشقاوة … اما صاحب الفندق فهو يؤكد على إحترم المعايير والشروط الفندقية الخاصة بالصحة والنظافة، والحرص على أن تكون الأسعار في متناول جميع أصحاب القطط بواقع 25 يورو فقط فى اليوم اى نحو 340 دولاراً يومياً للقط الواحد فى مملكة الحيوان مقابل 2 دولار فقط يومياً هى حد الفقر للفرد الواحد فى مملكة الانسان اى ان تكلفة إقامة قط واحد فى الفندق تنقذ نحو 170 انسان من النزول اسفل خط الفقر .
عاد القرد الفضائى الايرانى الى الارض سليماً معافى بعد ان أدى الرسالة الايرانية للعدو والصديق بامتلاك القوة التكنولوجية وبالتالى الورقة السياسية التى ستجعل من ايران القوة الضاربة فى الشرق الاوسط بدءاً من مايو 2013 بتمام نجاح صفقة الاتفاق مع المجموعة 5+1 …. وستعيش قطط الاثرياء كأصحابها تلهو وتلعب ولاتقيم للدولار ( الذى تنفقه دون مبالاة ) وزناً مقابل اقامتها فى الفنادق الراقية فى الوقت الذى يتضور فيه نحو 842 مليون انسان فى العالم من الجوع المزمن طبقاً للبيانات التى اعلنتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ( الفاو ) فى اكتوبر عام 2013 ….طوبى لفقراء البشر فى زمن فندق القطط ….!