لعنة القدس : قذيفة السماء التى اصابت شارون وجعلت مخه فى حجم البرتقالة
معظمنا يعرف ولو القليل عن لعنة الفراعنة التى اصابت من حاول الاقتراب من حرمة موتاهم اما بعاهات مستديمة او الموت فى ظروف غامضة…يبدو ان مثل هذه اللعنة ستكون ايضاً فلسطينية بإسم “لعنة القدس ” التى اصابت ارائيل شارون الذى ولد عام 1928 في قرية كفار مالال بفلسطين تحت الإنتداب البريطاني لوالدين من اليهود الأشكناز الذين هاجروا من شرقي أوروبا فوالده بولندى وأمه روسية …وعاش شارون عقودآ طويلة متنقلا ما بين العمل العسكري والسياسي، الذي جعله واحدا من أبرز الزعماء الإسرائيليين وأكثرهم إثارة للجدل ….
ففى المجال العسكرى بدأ حياته مبكراً وهو لم يتجاوز عشرين عاماً عضواً بعصابة الهاجاناه ثم قائداً للمشاه بها … ثم مشاركاً بعد ذلك في كل الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد الدول العربية من نشأة الدولة العبرية 1948 حتى حرب لبنان عام 1982 وقاد كتيبة اقتحام قناة السويس عام 1973 فيما عرف بثغرة الدفرسوار …. ويذهب البعض إلى وصفه بمجرم حرب بالنظر إلى دوره العسكري في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982 التى كان من ابرز ماوقع فيها مذبحتى حى صابرا اللبنانى الفقير ومخيم وشاتيلا الفلسطينى جنوب بيروت ( يومى 16 و19 سبتمبر 1982 ) بدعم وتغطية من الجيش الاسرائيلى بقيادته لترتكب أبشع المجازر في تاريخ البشرية تركت جثثًا مذبوحة بلا رؤس، ورؤسًا بلا أعين، وأخرى محطمة وبطون حوامل مبقورة والآف الجثث التى تم تمزيقها والتمثيل بها والتى قدرت مابين 3500 – 5000 جثة ما بين طفل وشاب ورجل وشيخ وامرأة من أبناء الشعبين الفلسطيني واللبنانى … وامام ضغط الرأى العام العالمى تم ارغام شارون عام 1983 إلى الاستقالة من منصب وزير الدفاع بعد أن قررت اللجنة الإسرائيلية القضائية الخاصة بالتحقيق في المذبحة : ” بأنه لم يفعل ما يكفي للحيلولة دون وقوعها ” .
وفى المجال السياسى تولى شارون زعامة حزب الليكود عام 2000 ثم تولى رئاسة الحكومة ليصبح بذلك الرئيس الحادي عشر للحكومة الإسرائيلية إلى ان قام فى يوم 28 سبتمبر عام 2000 بزيارة لباحة المسجد الاقصى فى القدس باستخفاف وتحدى واضح لمشاعر مسلمى الارض مما كان كفيلاً بإشعال نيران الانتفاضة الفلسطينية الثانية التى استمرت حتى توقيع اتفاقية اوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 … هذه الإنتفاضة التى اسفرت عن استشهاد 4412 فلسطينى وجرح 48322 آخر وخسرت فيها اسرائيل 1069 قتيل و4500 جريح بخلا ف تدمير واعطاب 50 دبابة ميركافاه وعدد من المدرعات والعربات والآليات الاسرائيلية ودخلت اسرائيل فى عهده الى حالة من الارتباك فرغم انه كان فى فترة طويلة من حياته بمثابة بطل الإستيطان اليهودي في الأراضي المحتلة، ألا أنه قرر بصورة مفاجئة الانسحاب من قطاع غزة وأربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية مما أحدث صدمة لمؤيديه الذين ثاروا غضباً ضده وتعرض لموجة انتقادات سياسية وشعبية حادة وعندما اقترح بناء الجدار العازل في الضفة الغربية أثار جدلا هائلا مما دفعه لتخليه عن زعامته لليكود وتأسيسه لحزب جديد باسم “كاديما” في نوفمبر عام 2005 واستطاع شارون قيادة كاديما فحقق فوزاً فى الانتخابات العامة وأصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى.
وفى عام 2006 اصيب شارون بأزمة قلبية حادة أدت الى جلطة دماغية اسفرت عن حدوث تلف حاد فى الدماغ تسببت فى سكتة دماغية فدخل فى غيبوبة تامة لا نجاة منها ولا شفاء … وفى مثل هذه الحالة كان لابد من اتخاذ قرار هل يتم تركه ليموت ام الابقاء عليه جسداً ممدداً دون أدنى أمل بشفائه …!؟…. هنا كان القرار لإبنيه (جلعاد وعمرى ) الذين قررا ان يبقى والديهما ولوجسداً…. وكما تقول صحيفة الديلى تيليجراف البريطانية بأنه لم تكن هناك أية فرصة أمام شارون للنجاة…. فدماغه تحلل واصبح سائلاً ولم يتبق منه الا حجم البرتقالة التى بالكاد تحافظ على الحد الادنى للوظائف الحيوية لأعضاء الجسم التى تم التعامل معها بتوصيل أنابيب تنفس برئتيه وأنابيب للتغذية بمعدته…. وهكذا لباقى الاعضاء …. لكن بدأت فى الآونة الاخيرة عملية إنهيار لهذه الوظائف الحيوية وفى مقدمتها القصور الحاد فى وظائف الكلى مماينبىء بقرب وفاته حيث وصفت المستشفى (فى مؤتمر صحفى ) هذه الحالة بأنها حالة حرجة للغاية قد تفضى للموت مماجعل الاسرائيليين يعدون العدة لوفاته والاحتفاء بدفنه بمستوى لايقل عن مراسم الاحتفاء بدفن الزعيم الافريقى نلسن مانديلا….ففى حياته كما فى موته سيثير شارون مشاعر متناقضة : فهو فى اسرائيل بطل قومى ….وفى العالم الاسلامى هو فرعون العصر الحديث فما أن يذكر اسم شارون حتى يردد المسلمون هذه الآية:
بسم الله الرجمن الرحيم : فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لغَافِلُونَ…صدق الله العظيم
