بندر بن سلطان خسر عنب الشام وبلح اليمن معا
هرب الامير السعودي بندر بن سلطان، رئيس جهاز المخابرات السعودية من الميدان.. رحل ليس من عمان او الرياض فقط، بل من المشرق العربي كله الى حيث يقيم الآن تحت خيام السرية في دولة المغرب، وليس في الولايات المتحدة كما ذكرت وسائل الاعلام.
من كان يتصور قبل شهر او شهرين ان هذا البندر الاغبر الذي هدد بمنتهى الحماقة فلاديمير بوتين، وتعهد على الملأ باسقاط بشار الاسد، سوف يرفع سريعاً راية الاستسلام والانهزام، ويلوذ باقاصي المغرب العربي ليجتر الاحزان ويلعق الجراح ويتجرع علقم الخيبة والفشل ؟؟
هذا البندر الذي زعم قبل بضعة اشهر، انه سيأتي بما لم يستطعه الاوائل من آل ثاني وآل العياط وآل اردوغان، فر من الميدان باسرع من المتوقع، وتوارى عن الانظار والاخبار قبل صياح الديك، وفقد اسمه ووزنه وسلطته ومكانته، ليس على جبهة الحرب السورية فقط، بل في داخل عائلته الحاكمة، وبين اخوانه وابناء عمومته من امراء آل سعود، وتحديداً ابناء خادم الحرمين الذين كانوا اول المستفيدين من اندحاره.
ففي معلومات الشديدة الخصوصية، ان عدداً من الامراء السعوديين الشبان المتنافسين مع بندر على خلافة القيادة الشائخة والطاعنة في الهرم والخرف، قد عملوا بجد واجتهاد على افشاله، وتعاونوا لهذه الغاية مع جهات اقليمية ودولية وازنة ومؤثرة سياسياً وامنياً وعسكرياً، واسهموا بالفعل في سحب الملف السوري منه، تمهيداً لاخراجه من حلبة المنافسة على صدارة الحكم خلفاً للرعيل القيادي المتهالك والموشك على الغياب.
هذا البندر اثبت خلال بضعة الاشهر الماضية انه صاحب ذهنية بدائية وصحراوية متخلفة يمكن ان تجيد الانتقام ولكنها ابداً لا تجيد احراز الانتصار، ولا مكان لها بين عقول حيتان الامن والحرب والسياسة في العصر الحديث، فبالاضافة الى رسوبه السريع في امتحان الحرب السورية، فقد مٌني بانتكاسة مساعيه وعلاقاته السياسية العربية والدولية، سواء لدى روسيا او الولايات المتحدة او تركيا او قطر او حتى الاردن الذي اتخذه مقراً في بعض الاحيان، وشكل ‘ضيفاً ثقيلا’ لا تكاد المراجع والدوائر الاردنية العليا تطيق الجلوس والحديث اليه.
فشل الامير البندر في إدارة الملفات الموكلة اليه ساهم في التعجيل في إبعاده عن مهامه كرئيس للاستخبارات وكأمين عام لمجلس الامن الوطني الذي يرأسه الملك، كما ساهم أيضا في ابعاد نائبه واخيه الامير سلمان بن سلطان الذي يشغل منصب نائب وزير الدفاع عن المشاركة في إدارة الملفات الامنية، فيما يستعد الامير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي الحالي، الذي قام بزيارة مطولة لواشنطن، لخلافة هذا البندر التعيس.
وفي معلومات ‘المجد’ ان الامير محمد بن نايف قد تسلم بالفعل الملفات المتعلقة بالامن الخارجي للمملكة والتي كانت بالاساس من مسؤولية جهاز الاستخبارات غير التابع لوزارة الداخلية.. فالأوامر الملكية الاخيرة بالحكم بالسجن على كل سعودي يقاتل او ينضم الى أي جماعات متطرفة بالخارج تمت اناطتها بوزارة الداخلية، وكذلك قانون مكافحة الارهاب الذي ينص على ملاحقة أي معارض للحكم الملكي السعودي في الخارج او الداخل، عهد به ايضاً لوزارة الداخلية، وكل هذا يأتي في اطار تعزيز نفوذ الأمير محمد بن نايف في ادارة الشؤون الأمنية للسعودية الداخلية والخارجية.
خيبات بندر الثقيلة ورهاناته المهزومة لم تعد بالويل والثبور عليه وحده، بل على كامل فريقه المغامر والمتشدد في العائلة المالكة، وتحديداً على صهره الامير المرتجف سعود الفيصل الذي تفيد معلومات ‘المجد’ انه صائر الى الاحالة على التقاعد قريباً، على ان يخلفه في وزارة الخارجية نائبه الحالي عبد العزيز بن عبدالله (ابن الملك) الذي تربطه بوزارة الخارجية الامريكية والوزير جون كيري اوثق العلائق والتفاهمات.
سعود الفيصل الذي امتطى صهوة الدبلوماسية السعودية لاكثر من ثلث قرن، وتميز بالرصانة والاتزان والجملة الدبلوماسية اللبقة التي كثيراً ما نجحت في التغطية على فواجع السياسات السعودية وبلاويها، وقع خلال العامين الماضيين ضحية بندر الغشاش والمرض الرعاش، فتوهم انه عميد الثورات الجيفارية وليس سليل الهلوسات الوهابية الرجعية، ودخل في سلسلة معارك خاسرة، ليس مع سوريا وايران وروسيا والصين فقط، بل مع بعض اهل البيت الخليجي مثل قطر وسلطنة عمان وربما دولة الامارات ايضاً.
ففي معلومات ‘المجد’ ان هذا الامير الغاضب قد فرض القطيعة السياسية والمقاطعة الدبلوماسية مع حكام مسقط، عقاباً لهم – كما يظن – على وساطتهم التي تمت من خلف ظهر الرياض، بين ايران والولايات المتحدة قبل بضعة اشهر.
اما غضبة هذا السعود النمرود على مشيخة قطر، فلها اسباب اخرى تتعلق بمجريات الصراع بين الامراء السعوديين انفسهم.. ففي المعلومات الخاصة ‘بالمجد’ ان الامير سعود قد اتهم حكام قطر بالتدخل في صلب البيت السعودي الحاكم، وبتأجيج الخلافات بين امراء هذا البيت لغاية في نفس يعقوب القطري، كما هدد في لقاء جمعه مؤخراً مع الامير المتنحي الشيخ حمد آل ثاني، بناء على وساطة كويتية، هدد بالرد على التدخل والتآمر بالمثل، حيث يمكن للسعودية ان تعبث بالاوضاع الداخلية والعشائرية القطرية، ولها باع طويل في هذا المجال سوف تستخدمه بكل اصرار واقتدار اذا لم تكف قطر عن الاعيبها الصبيانية.. وفق قوله حرفياً.
الشيخ المتنحي حاول التذاكي وذر الرماد في العيون، حين قال للامير الغاضب والمرتجف، انه قد ابتعد عن مسؤولية الحكم، ولا علم له بما يفعله الامير تميم واركان حكمه، ولكنه سوف يستوضح جلية الامر وينصح نجله بتجنب مثل هذه المسالك ان كان ضالعاً فيها.. وهنا – هنا بالتحديد – انفجر الامير السعودي صارخاً : هل تحسبنا نأكل من هذا الكلام، وتنطلي علينا مسرحياتكم وتقاسمات الادوار فيما بينكم ؟؟ انت لا تزال المرجعية وصاحب الامر والنهي الحاسمين في كل القضايا القطرية، وليس الامير تميم اكثر من واجهة شابة تخفي حقدك القديم وتآمرك المستديم على المملكة.
اتسع الخرق على الراتق، واسقط في يد الكويت التي تلعب دور الوسيط والاطفائي لرأب الصدوع واخماد الحرائق، ليس بين قطر والسعودية فقط، بل بين معظم دول مجلس التعاون (اقرأ التآمر) الخليجي ايضاً !!