أخبار

أكياس الرحمة فى فرنسا….. وعذاب الدخان فى مصر…!!

فى مصر هواة وفى فرنسا محترفون…. هذه هى النتيجة التى سنتوصل اليها معاً بعد قراءة هذا المقال ….اما الحكاية فتبدأ من القاهرة التى عانت سنوات طويلة من “رزالة ” السحابة السوداء الموسمية المصاحبة لموسم حصاد الارز حيث رأى هواة البيئة فى مصر ان سبب ظهور هذه السحابة هو ذلك السلوك الذى اعتاده الفلاح المصرى منذ ماقبل عصر الاسرات الفرعونية قبل اكثر من سبعة الاف عام عندما اكتشف هذا الفلاح فجأة علاقة النار بقش الارز فمجرد ان ينتهى الفلاح من الحصاد ويفصل الارز عمن سواه يجد الفلاح المسكين على ارضه الزراعية جبالاً وتلالاً من القش التى تشغل مساحات كبيرة من حقوله وغيطانه.

ومن الطبيعى ان يفكر هذا الفلاح فى حل يتخلص به من هذه المشكلة فحاول ان يستفيد من القش بالبيع فلم يجد له مشترى ثم عرضه على حيواناته ودوابه لتأكله فعافته وانصرفت…اما صديق الفلاح ابو قردان فهو لا يلتقط من الحقل سوى الديدان وليس من طبيعته ولاعادته ولاتسمح له شهيته اكل القش كذلك كل الطيور الاخرى بل وديدان الحقول وكل الكائنات وبالتالى اصبح من حق الفلاح ان يتخلص من القش بالحرق ….الاف من السنين تمر والفلاح المصرى يحرق القمح فيتبدد دخاناً فى الهواء ولايبقى له أى أثر…ورغم ان مساحات زراعات الارز ظلت على ماهى عليه ان لم تكن قد تقلصت الا ان سحابة حرق الارز تضاعفت حتى لفت القاهرة بسوادها.

هكذا قال هواة البيئة وهم يفسرون السبب امام النقد اللاذع لمخاطر هذه السحابة السوداء على صحة المواطنين…وهنا ظهر من يستثمر هذه الظاهرة فى التألق الاعلامى : فوزارة البيئة بادرت بتوقيع العقوبة على الفلاحين الذين يحرقون قش الارز… فصرخ الفلاحون من مخاطر تغطية اكوام القش لاراضيهم المصدر الوحيد لرزقهم…هنا برقت فى ذهن البعض افكار للخروج من هذا المأزق يرضى الدولة والفلاح منها البحث عن وسيلة لتدوير القش لتحويله الى ما يمكن الاستفادة منه كتحويله الى اعلاف للحيوانات والطيور أوان يتم تصنعه ورقاً … ولكن سرعان ماتختفى هذه الافكار لتعود للطرح مع كل موسم حصاد جديد والقش على حاله ..الى ان غطت نيران ثورات الربيع العربى على سحابة القاهرة السوداء فسكتت شهرزاد عن الكلام المباح …!!

اما فى فرنسا وهى من بين اكبر منتجى الحبوب فى اوروبا خاصة الذرة فلم نسمع عن سحابة سوداء ولا ربيع اوروبى يغطى عليها …لان الدولة الفرنسية لايوجد فيها هواة بيئة بل علماء محترفون عكفوا على دراسة اكياس البلاستيك التى يستخدمها الانسان فى كل دول العالم المصنعة من المشتقات البترولية الضارة بالصحة والبيئة الطبيعية والتى لايمكن التخلص منها سوى بالتحلل الذى تستغرق فترته مايزيد عن مائة عام.

هنا وتحديداً فى باريس عاصمة النور خرج الينا العلماء فى اليوم الاول من شهر مارس 2014 يزفون للفرنسيين وأبناء جلدتهم الاوروبيين والعالم اجمع بشرى التخلص للأبد من الاكياس البلاستيك البترولية ببديل نباتى هو نشا الذرة…نعم نشا الذرة هى احدث الخامات الاولية لصناعة اكياس البلاستيك النباتى بعد ان نجح خبراء وعلماء فرنسا فى تجاربهم ا لتى بدأت عام 2002 بتصنيع عشرة الاف طن نشا تحولت اللى اكياس صديقة للبيئة ونتيجة لهذا النجاح والاختبارات التى اجريت وصلت كمية الانتاج عام 2012 الى 80 الف طن… من مزايا هذه الاكياس الجديدة انها نظيفىه وصحية وأمنة وسريعة التحلل فى البيئة الطبيعية … والطريف ان الحيوانات وبعض الكائنات أكلة الحبوب تقبل عليها كغذاء آمن … اما الان فالعلماء الفرنسيون مشغولون بالتجهيز لاطلاق ثورة صناعية كبرى جديدة فى العالم ترتبط بنشا الحبوب الذى يمكن انتاجه بوفرة فى دول الاتحاد الاوروبى مما سيؤدى الى نقلة صناعية واقتصادية عالمية ضخمة…

هكذا فكر علماء فرنسا ليحصد المجتمع الاوروبى كله نتاجا حقيقياً لفكر تنموى ينفع الناس … ولازلنا ننتظر فى مصر عالم حقيقى يزيح عن مشهد سحابة قش الارز هواة الاعلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: