المخدرات على رأس صادرات تنظيم داعش إلى أوروبا
كدت تقارير أمنية صادرة عن دائرة المراقبة ومكافحة المافيا بمحافظة بيروجيا (وسط إيطاليا) أن الأجهزة الأمنية قد تحسست منذ فترة “علاقة خفية بين متطرفين إسلاميين وتجارة المخدرات”، تابعت على إثرها الأجهزة الاستخبارية خيوط الارتباط لتتوصل أخيرا إلى أن “إسلاميين متطرفين من القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية” هم المسؤولون عن بيع الكوكايين القادم من سوريا والعراق لمروجين داخل إيطاليا”.
وتمكنت قوات مكافحة الإرهاب الإيطالية في الأيام الأخيرة من اعتقال شاب تونسي يبلغ من العمر 27 عاما له سوابق في تجارة المخدرات بتهمة محاولة الالتحاق بتنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف في سوريا، بحسب ما أفاد مصدر أمني من الشرطة الفدرالية في محافظة فينيتو شمال إيطاليا.
وقال المصدر إن نصير لواتي وهو تونسي يقيم في رافينا (شمال شرق ايطاليا) “ذو سوابق جنائية متصلة بالاتجار بالمخدرات كان تحت المراقبة منذ بعض الوقت، وأن شرطة مكافحة الإرهاب (ديغوس) اعتقلته قبل أن يغادر إلى اسطنبول عن طريق ألمانيا بهدف الذهاب إلى سوريا”.
وأضاف المصدر الأمني أن الشاب التونسي الموقوف سبق له وأن حاول السفر إلى سوريا في آذار/مارس مشيرا إلى انه “كان على اتصال من خلال صفحته على موقع فيسبوك بمقاتلين جهاديين بينهم خصوصا فلسطيني يقاتل حاليا في مخيم اليرموك قرب دمشق”.
يذكر أن تنظيم القاعدة في أفغانستان يعد من أوائل التنظيمات الدينية المتطرفة التي تتاجر في مادة الكوكايين والأفيون كمصدر للتمويل السهل والسريع لعملياتها الإرهابية، حيث بلغت نسبة الإنتاج سنة 2014 أكثر من 7000 طن من الأفيون مدخلة أرباح تتجاوز أربعة مليون دولار تعود كلها إلى التنظيم الإرهابي.
وكشفت تقارير إعلامية أن تجارة المخدرات (وفي مقدمتها الكوكايين) تعد رافدا جديدا من روافد تمويل تنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ ورد تحقيق في صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن “تلك التجارة الرائجة في أوروبا تُسهم في تمويل أنشطة تنظيم “الدولة الإسلامية” والجماعات الإرهابية، فقد بسطت جماعات موالية لتنظيم الدولة الإسلامية سيطرتها على مساحات شاسعة في مالي وسوريا والعراق في العام 2013 والتي تعتبر أهم طرق تهريب وتجارة المخدرات والكوكايين إلى ساحل الشمال الإفريقي ومنه إلى أوروبا”.
ويؤكد خبراء أمنيون أن الأموال التي يحصل عليها مسلحو القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية” من تجارة الكوكايين المحرمة ساعدت الجماعة على شراء الأسلحة، والتي مكنتها بالطبع من إحكام قبضتها على مساحات كبيرة من الأراضي التي تنشط فيها تلك الجماعات المتطرفة.
ومما يدل على تعاطي مقاتلي داعش المخدرات أثناء القتال، عثور مقاتلين أكراد على كمية من الكوكايين في منزل أحد قياديي التنظيم في حي بوتان بمدينة عين العرب “كوباني”. حيث أظهرت الصور التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” وجود هذه المادة البيضاء المخدرة في منزل القيادي الداعشي أمير أبوزهرة، والذي لقي حتفه في عملية عسكرية على الحدود السورية التركية، حيث المعارك العنيفة بين تنظيم داعش والقوات الكردية.
وأعلن وزير الداخلية الإيطالي ألفانو في كانون الثاني/يناير أن هناك حوالي مئة شخص في إيطاليا موضوعين تحت مراقبة مشددة بسبب قربهم من التيارات الجهادية، “وقد تم التأكد من سوابق هؤلاء لنجد أنهم من مروجي المخدرات بمختلف أنواعها في أوروبا”.
وأكدت دراسات ميدانية صادرة عن منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” قد سيطرة على نسبة 10% من الأراضي الفلاحية التي تركها اللاجؤون ورائهم، كما احترف مقاتلو التنظيم الخطف وطلب الفدية كأسلوب لكسب المال، كما تغلف جرائم السرقة والسطو باسم “الإتاوات” والجزية في الأماكن التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”.