تأديب الآلاف من طلاب التمريض في بريطانيا بسبب غشّهم في الامتحانات
ذكرت مجلة “ذي تايمز” البريطانية، أنه تم تأديب الآلاف من طلاب التمريض في بريطانيا، بسبب غشهم في الامتحانات وسط مخاوف من انتشار السرقة الأدبية على الإنترنت، التي تعرض حياة المرضى للخطر.
وقامت الجامعات بمعاقبة ما لا يقل عن 1706 من طلاب التمريض في السنوات الدراسية الثلاث الماضية، عن تهم مختلفة، بما في ذلك السرقة الأدبية والتواطؤ وانتحال شخصيات طلاب آخرين.
ويخشى الخبراء، أن الرقم قد يكون دليلاً على شيء أكبر وأكثر تعقيدًا، بسبب الخوف من أن يستخدم المزيد من الآلاف من الطلاب مواقع بيع المقالات المعدة خصيصًا على الإنترنت، والتي تعد أصعب بكثير بالنسبة لبرامج الكشف عن السرقة الأدبية.
وصرح الدكتور توماس لانكستر، وهو خبير في السرقة الأدبية، بأن “هناك المئات، بل والآلاف من مقالات التمريض يتم شراؤها كل عام في المملكة المتحدة”.
وحذر من أن الغش في دورات التمريض يمكن أن يكون له “عواقب خطرة ومميتة”، إذا لم تفهم الممرضات كيفية تدوين الملاحظات بشكل صحيح أو قراءة ملاحظات الأطباء.
وقد كشفت مجلة “ذي تايمز”، النقاب عن شركة في باكستان تدعى “نيكسوس”، والتي تدير سلسلة من المواقع الإلكترونية تستهدف طلاب التمريض والعملاء المحتملين.
وتباهى ممثل مبيعات الشركة، التي تبيع مقالات معيارية “من الدرجة الأولى” بـ195 جنيهًا إسترلينيًا، أمام مراسل متنكر في زي عميل محتمل، حول أن الشركة لديها 100 كاتب بما في ذلك “أساتذة متقاعدون من الكليات في المملكة المتحدة”.
في الواقع، تعتمد نيكسوس على أكثر من 40 شابًا وشابة من “الكتاب الأكاديميين”، الذين يعملون على مدار الساعة في كراتشي لإنتاج العمل.
كما أن دورات التمريض متاحة بأقل سعر عند 99 جنيهًا استرلينيًا، على مواقع مثل موقع إيي باي وغامتري.
وتشير البيانات، التي تم الحصول عليها من 61 جامعة بريطانية خاضعة لقانون حرية المعلومات، إلى أن الممرضات أكثر غشًا من الطلاب الآخرين.
وكان ما يقرب من نصف كل الطلاب المحالين للتأديب في جامعة دوندي بسبب الغش بين عامي 2010 و 2013 من الممرضات، كما تم الكشف عن أن نحو 155 طالب تمريض مقارنة بـ 17 طالب طب وسبعة طلاب محاماة، كانوا من بين الطلاب المحالين للتأديب.
وتصر بروفيسور مارغريت سميث، عميدة كلية علوم التمريض والصحة في جامعة دوندي، على أن إجراءات مكافحة السرقة الأدبية كانت من بين الأكثر قوة من أي جامعة في المملكة المتحدة.
وأوضحت الصحيفة، أنه تم إمساك ما يقرب من 300 طالب من طلاب التمريض، يغشون في جامعة إدينبيرغ نابير، وهو أعلى رقم في أي جامعة شملها الاستطلاع.
وأحيل أقل من خمسة طلاب للتحقيق من قبل مجلس الصحة والممارسة.
وأضاف متحدث باسم جامعة إدنبيرغ نابيير، إن عدد طلاب التمريض بالجامعة يفوق أي جامعة أخرى في بريطانيا.
وتابع: “في كثير من الأحيان تشير السرقة الأدبية أكثر بكثير إلى السذاجة من خيانة الأمانة، ولذا، فإننا نركز على تعليم الطلاب الممارسة الجيدة في أعمالهم المكتوبة”.
وأكدت المجلة، أن هناك ثمانية وعشرين جامعة تقدم مؤهلات التمريض، لم تستجب لطلبات حرية المعلومات.
ويظل طلاب التمريض في مأمن من التحقيق من قبل مجلس التمريض، حتى يتم تأهيلهم، ويعتمد جهاز التنظيم على الجامعات لفرض السلوكيات الجيدة، إلا أنه يتم طرد عدد قليل جدًا من الطلاب بسبب الغش.
وقد أحيل ما لا يقل عن خمسة ممرّضين مسجّلين يدرسون للحصول على المؤهلات المهنية، إلى المجلس من قبل الجامعات.
وقال متحدث باسم المجلس: “لا يوجد مكان للغش في التمريض أو القبالة، وتقع المسؤولية على عاتق المؤسسات الأكاديمية لضمان اجتياز الأفراد جميع أجزاء دوراتهم بطريقة شرعية قبل أن يتم منحهم المؤهل وتمكينهم من التقدم للتسجيل”.