تونس تتهم الموساد الإسرائيلي باغتيال صانع الطائرات "بدون طيار "
فيما اتهم صحفي، ‘الموساد’ الإسرائيلي بالمسؤولية عن العملية.
وقال مساعد الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بصفاقس مراد التركي إنه ‘وفقًا للمعطيات الأولية تم إيقاف 4 أشخاص الجمعة، على ذمة الأبحاث في قضية اغتيال الزواري، كما جرى حجز مسدسين اثنين وجهازي كاتم صوت، إضافة إلى 4 سيارات’.
وأضاف التركي أنه ‘تم الكشف عن ارتباط أطراف أخرى بينها أشخاص يتواجدون حاليًا خارج أرض الوطن حسب الأبحاث الأولية’، دون ذكر أسمائهم.
وأوضح أن ‘القضية مبدئياً؛ قضية حق عام، ولا يمكن اتهام أية جهة قبل استكمال الأبحاث وإذا ثبت أن العمل إرهابي فستقع إحالة الأمر للعدالة’.
ووفق معطيات من مصادر وصفها بالموثوقة (لم يسمها)، قال الإعلامي التونسي برهان بسيس إن ‘العملية يقف وراءها جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي رصده واغتاله أمام منزله في صفاقس’.
وأشار بسيس إلى أن الزواري ‘خرج من تونس عام 1991، واستقر لمدة قصيرة في ليبيا، ثم توجه إلى السودان فسوريا’.
وتابع: ‘في سوريا ربط علاقات متطورة مع حركة حماس، وكان مقرباً منها، ليتعاون مع جناحها العسكري (كتائب عز الدين القسام) الذي استفاد من مهاراته العلمية ونبوغه’. وهو ما لم تعقب عليه الحركة حتى الساعة 14.30تغ.
وبحسب بسيس، ‘عمل الرجل منذ مدة على مشروع تطوير الطائرات دون طيار وتصنيعها’.
من جهته، قال بلقاسم المكي كاتب عام جمعية ‘نادي الطيران المدني بالجنوب’ التي كان يرأسها محمد الزواري (مستقلة)، إنه كان يعد رسالة دكتوراه بمدرسة المهندسين بصفاقس، حول غواصة تعمل بالتحكم عن بعد.
وأضاف المكي أنه ‘منذ الثورة (2011) لم يذهب إلى سوريا وهو متزوج من سورية’.
في سياق متصل، قال رضوان الزواري، شقيق محمد، في حديث مقتضب أن أخيه ‘لم يتلق أية تهديدات سابقاً’.
من جانبه، ندد المكتب التنفيذي لحركة النهضة في بيان له اليوم، بـ’شدة’ بعملية الاغتيال هذه، والتي اعتبرها ‘تهدّد أمن التونسيين واستقرار البلاد’.
كما دعا المصالح الأمنية للكشف عن ملابسات العملية، والجناة، والجهة التي تقف وراءهم.
وكانت وسائل الإعلام التونسية ضجت بخبر الزواري في ولاية صفاقس، قبل أن يعلن المدير العام للأمن الوطني بعد ساعات من الجريمة استقالته ويثير العديد من نقاط الاستفهام.
واستنادا إلى ما نشره الإعلام المحلي، فإن الزواري (49عامًا) هو أيضا رئيس جمعية الطيران في الجنوب، التي كانت تدرب الشباب التونسي على تصنيع طائرات من دون طيار.
وقد تعرض إلى عملية اغتيال بـ6 طلقات نارية مباشرة في جمجمته أثناء جلوسه في سيارته، يوم الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول، أمام منزله في منطقة العين بولاية صفاقس جنوب تونس.
وتمكنت الوحدات الأمنية التونسية من اعتقال شخصين يشتبه في صلتهما بقتل المهندس والمخترع والأستاذ الجامعي، فيما تم العثور على السيارتين والمسدسين اللذين تم استخدامهما في جريمة القتل.
والزواري هو طيار سابق في الخطوط الجوية التونسية، كان مقيما في سوريا، وعاش في منزل والده برفقة زوجته السورية، بعد أن عاد إلى تونس بعد الثورة في 2011.
وبعد ساعات من جريمة الاغتيال، أعلن المدير العام للأمن الوطني التونسي، عبد الرحمن بلحاج علي، استقالته من منصبه، دون ذكر الأسباب، لكن مصادر سياسية تونسية لم تستبعد أن تكون الاستقالة جاءت على خلفية الجريمة، التي قد تكشف لها أبعاد أخرى في الفترة المقبلة.
وبحسب بيان مقتضب لوزارة الداخلية التونسية فإن: ‘عبد الرحمن بلحاج علي، المدير العام للأمن الوطني قدم استقالته لأسباب شخصية’.
وكان المدير العام للأمن الوطني صرح لـ ‘الإخبارية’ التونسية مساء الخميس أنه قدم استقالته ولم تتم إقالته، في إشارة إلى أنها جاءت احتجاجا على قضية ما. وذكر الموقع أن الاستقالة جاءت عقب اجتماع عاصف جمع وزير الداخلية الهادي مجدوب بمدير عام الأمن الوطني عبد الرحمن بلحاج علي.