ريم الشاذلي
الصداقة ليست أن أتحدث معك وتسمعنى، الصداقة هى أن تنقذنى من حزنى وأخطائى. الصداقة فى معناها البسيط هى أن تكون بجانبى فى كل الأوقات. وكما قال «ديل كارنيجى»: الصداقة الحقيقية كالخطوط المتوازية.. لا تلتقى أبدًا إلا عندما تطفو المصالح على السطح.. عندها تفقد توازيها وتتقاطع.
وكانت شعوب العالم العربى تتميز بقوة علاقة الصداقة. فهى علاقة مقدسة منذ قديم الزمان ربما تكون العلاقة الأقوى على مر الزمن. فالعلاقات العاطفية ربما تنتهى لأسباب كثيرة، أما الصداقة الحقيقية فهى لا تنتهى أبدًا حتى وإن اختلفنا فى الآراء والمعتقدات، تظل الصداقة مستمرة لأنها علاقة مبنية على الحب والثقة والاحترام المتبادل والتقدير والدعم الدائم، وكما جاءت فى الحكم المصرية القديمة «الصداقة الحقيقيّة كالعلاقة بين العين واليد، إذا تألمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد».
الصداقة الحقيقيّة لا تغيب مثلما تغيب الشّمس، الصّداقة الحقيقيّة لا تذوب مثلما يذوب الثّلج، الصّداقة الحقيقيّة لا تموت إلا إذا مات الحب. هناك من يكون حضوره فى حياتك علامة فارقة، وهناك من يكون علامة فارغة، فانتقِ الصديق الحقيقى، واحذر من الصداقة المزيّفة.
وإذا كان المفهوم الحقيقى للصداقة فى طريقه للانقراض حاليًا لأسباب كثيرة تضرب عالمنا العربى الآن مثل الرأسمالية المتوحشة، وتدخل السياسة بشكل كامل فى حياة البشر، واختلاف الآراء الذى أصبح يؤثر على الصداقة بشكل أساسى، فكثير من العلاقات القوية أصبحت تنتهى لمجرد الاختلاف فى الآراء أو وجهات النظر. فأنا ما زلت متأكدة أن الصداقة الحقيقية يمكنها التغلب على كل هذه، الصداقة الحقيقية لا تتأثر بأى أزمات حتى الموت نفسه لا يمكن أن ينهى الصداقة الحقيقية.
الصداقة درجات ومراتب، وأقواها هى التى نستطيع الحفاظ عليها رغم مهازل العالم الذى نعيش فيه حاليًا.
زر الذهاب إلى الأعلى