د. صلاح سلام لنجيب ساويرس .. عفوا سيادة الملياردير
مع عظيم تقديري لما تقدمونه من خلال المؤسسة الاجتماعية كمنح لبعض مؤسسات المجتمع المدني والمساهمة في تفعيل الدور الاجتماعي لرأس المال وهذا دأب كل رجال الأعمال المخلصين سواء في مصر أو خارج مصر فليس ما يقوم به بيل جيتس على سبيل المثال بخافي على احد.
وصاية على الذوق العام وتحدي القانون
ولكن هذا ليس مبررا أبدًا لفرض وصايتكم على الذوق العام وتحدي القانون، فإذا كان الفن هو احد أدوات القوة الناعمة والتي امتلكتها مصر بل وتربعت عليها حينا من الدهر بفنونها وادأبها وكتابها وعلمائها، فإن الحفاظ على هذه المكانة يستوجب فرز الغث من السمين وتطبيق القانون بكل صرامة.
فكما أن جوزيف صامويل ناي حدد عناصر القوة الناعمة ولخصها بكل ما تملك الدول من تراث حضاري وعلوم إنسانية في مواجهة القوة الصلبة وهي أدوات الحروب، فإن السويدي جوار ميرال الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد ١٩٧٤ قد تحدث عن مقومات الدولة الرخوة وأهم ما يجعلها كذلك هو الفساد وهذه الكلمة لا تعني فقط الفساد الإداري ولكن الأهم هو التقصير في تنفيذ القانون والتمايز في التطبيق.
الكلمة نور وبعض الكلمات قبور
فلم ترتقي الدول التي كانت نهبا للفوضى والفساد وإهدار القانون وتطبيقه انتقائيا فإذا استعملت نقابة المهن الموسيقية حقها في تنفيذ القانون فعلينا أن نعينها على ذلك وهي تدافع عن شرف الكلمة والكلمة نور وبعض الكلمات قبور والكلمة فرقان بين بغي ونبي وشرف الرجل هو الكلمة… الخ “كما جاء على لسان سيدنا الحسين في رده على الوليد الذي جاء يطلب بيعته إلى يزيد ابن معاوية “
فالذوق العام مسؤوليتها مع الرقابة على المصنفات الفنية وحماية الأجيال من الابتذال هي مسئولية الجميع وهو ما نئن منه أناء الليل وأطراف النهار والنقابات ليست جمعيات خيرية، نعم هي مسئولة عن أعضائها اجتماعيا وصحيا ولكن هي من تصرح لهم بمزاولة المهنة سواء في الطب أو الهندسة أو الصيدلة وهكذا.
فكيف تعطي تصريحا لطبيب دون أن يكون اجتاز الامتحان والامتياز ” التدريب ” من الطبيعي أن يكون الرد انه سوف يكون مسئولا عن حياة إنسان ولا شك أن الموسيقى والفن والشعر سواء النظامي أو العامي الذي يصل إلى مسامعنا هو مسئول عن تشكيل وجدان الشعوب فهكذا عشنا وترعرعنا على كلمات صلاح جاهين والأبنودي ومأمون وكامل الشناوي ومرسي جميل عزيز وكم الهبوا حماسنا فطرنا نرفرف نرفع رايات الوطنية ومع حليم وفريد وثومة ومعهم بليغ حمدي وعبد الوهاب والموجي وكمال الطويل عشنا عقود من الألحان التي شكلت الوجدان وهذبت النفوس وشنفت الآذان.
مدينة زويل بين حمو بيكا وحسن شاكوش
عزيزي الملياردير المحترم كنت أود أن تستضيف في قريتكم الجميلة مجموعة من شباب المبتكرين وتتبنى اختراعاتهم وتدخلها حيز التصنيع وتكون باكورة منتج جديد يحتفي به العالم وترتفع ونرتفع معك إلى آفاق الدول الصناعية فشباب مدينة زويل وغيرهم ينتظرون من يتبنى مشروعاتهم التي يختطفها القريب والغريب ويعطيها براءة الاختراع ويسوقها لصالحه فإن اختراع واحد فريد ومتفرد يكفي ان ينقل بلدنا إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى.
وهنا تكون الفائدة للجميع دولة وشباب عبقري ولرأس المال النصيب الأكبر وسنكون في منتهى السعادة بهذا الإنجاز الضخم لان استضافة من يفسدون الذوق العام لن تضيف إلى تاريخكم شيئا وأرجو إلا يتمسح احد في مسألة اكل العيش لأنهم يستبيحون الفضاء الإلكتروني كله بقنواته وأدواته وأرباحه أيضا ومن يريد فليضغط على مفتاح الكي بورد ويسمع كيفما يشاء فليس هناك حجر على احد لا أن يغني ولا أن يسمع.
فرق كبير بين حرية الإبداع وحرية الإسفاف
أما لي ذراع الحقائق والقول بأن هذا منع من حرية الإبداع والتعبير فهذا ضرب من الهزل فالفرق كبير وواضح وضوح الشمس بين حرية الإبداع وحرية الإسفاف أما التصريحات الأخرى عن الاقتصاد وخلافه فاتركه للمتخصصين وان كنت أعلم كباقي الشعب أن شركتكم الموقرة تضاهي المقاولون العرب وتقتسم معها المشروعات الكبرى.
وأخيرا لكم تحياتي واحترامي وإيماني العميق أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.