أخبارمقالات وآراء

بصراحة وبكل صراحة

بصراحة دة مش مقال محمد حسنين هيكل الذي كناننتظره في اهرام الجمعة أو نسمعه بعد النشرة الرئيسية في البرنامح العام التاسعة الا ربع مساء الجمعة….بصراحة وبكل صراحة ملقيتش في حبك راحة ..دي كلمات مأمون الشناوي التي غنتها كروان الشرق فايزة احمد من لحن محمد عبد الوهاب…وانا جاز لي أن أتحدث مع شخص اقول له هذه العبارة فهي مهنتي “مهنة الطب”فهي مهنة الشقاء والحب ..فعندما تجذبني السياسة وتشدني إليها بقوة احن إليها وأعود صاغرا..ولا وانت بعيد باتطمن ولى وانا وياك مرتاحة.. وهكذا نحن…فقد تأتي السيدة الي نظرا لتأخر الإنجاب مثلا ولكن بعد أن مرت على كل أنواع الوصفات البلدية وجربت طب العطارين وجربت علاج أخذته جارتها وحملت او صديقتها في العمل.. وذهبت إلى شيوخ علاج المس والحسد وفك الأعمال وجلب الحبيب وربما تكون زارت بحر العريش وغطست تحت سبع موجات في أربعاء ايوب الذي يسبق شم النسيم او زارت اديرة سانت كاترين ودير المحرق واضرحة الشيوخ…ثم انتهى بها المطاف بعد أن فقدت تحويشة العمر وباعت شبكتهاواستلفت وعملت جمعيات تحتاج إلى سنوات لتسديدها وجاءت تطلب النجدةبجيوب خاوية لتتحدث عن الانسانية!!!!!…أما ماكان يستفزني وبقوة هو استخدام اسم الرسول صلى الله عليه وسلم بادعاء انها كانت تتبع الطب النبوي مع الشيخ الدكتور فلان…والحقيقة انه لايوجد في علوم الطب مايسمى بالطب النبوي…إنما هي مجموعة من النصائح المنقولة عنه وهي تتعلق بأمور طبية جمعها ابن القيم الجوزية في كتاب اسماه الطب النبوي… والرسول نفسه عليه افضل الصلاة وأتم التسليم أوصى بالاستعانة بالاطباء”من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن “رواه ابودادود والنسائي… واوصى بالاستعانة بالحارث ابن كلدة الذي كان يعرف بطبيب العرب…ورفض ابن خلدون فكرة الهية الطب النبوي واعتبرها موروثات جبلية وكذلك لسان الدين الخطيب حيث قال ان الشريعة لاتتعرض لمسائل الطب…وقد امر الرسول سعد ابن ابي وقاص بالاستعانة بطبيب..وقد انتقد علماء الازهر استخدام هذا المصطلح للتربح والشهرة والتدليس…من كتر عذابي في حبك وشقاية وسهدي ليالي …خليتني اخاف وانا جنبك يرجع تاني اللي جرالي…ياتكون على طول ويايا ياتشوف لعذابي نهاية…هكذا نشقى بمانحب فعندما أذهب إلى خانة الأدباء وحانة الثقافة يشدني الحنين إلى الحبيب الأول فلا بأس أن يسألك هذا او هذه عن استشارة او رأي طبي فاعود ادراجي إلى مقعدي لارتدي البالطو الابيض مجددا..والحقيقة انني كما قالت الست فايزة..دبت محبة واخلاص وخلاص مش قادرة خلاص.. فالطب هو العلم المبني على ادلة وماعدا ذلك فهو سراب بقيعة يحسبه الظمأن ماء او كغثاء السيل…نعم نعرف في باديتنا الطب البدوي القائم على الوصفات البلدية التي قد تصيب وقد تخيب وقد تضر احيانا كما في قنديل ام هاشم ليحى حقى وكيف كانوا يتداوون بزيت القنديل لعلاج الرمد فينتهي الأمر إلى فقد البصر …وعلى مدار السنين كتب علينا القدر أن نرى عجب العجاب حتى من بعض المتعلمين او قل انصاف المتعلمين وهم أشد خطرا ممن لم ينالوا حظا من التعليم فهم يمتلكون ناصية الجدل المغلف بالجهل مع رزاز من التعليم الذي مروا بجواره… وبرغم شدة المعاناة التي تواجهنا في ممارسة هذه المهنة اقول دة فقط مجرد فضفضة..وان كنت ساعات بشكيلك اهو بس كلام من غلبي…والطب برئ من الجهل والتجهيل ومن الغلو والاستغلال فالمريض ليس فقط يستحق العطف فاحيانا يحتاج التعاطف…واخيرا اقول له..ابدا مش قصدي اعاتبك وبحب قساوة قلبك …ولكن عزيزي القارئ لمن ستقول بصراحة بكل صراحة ملقيتشي في حبك راحة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى