أخبارمقالات وآراء

الإخوان وحماس: استثمار الدم الفلسطيني لأجنداتهم الخاصة وخيانة الواقع

قلم عبد الله معروف
منذ نشأتها في مصر تحت الانتداب البريطاني، أظهرت جماعة الإخوان المسلمين قدرة على الحركة والتنظيم واستثمار الأزمات لتعزيز نفوذها، وها هي اليوم تستثمر مأساة غزة لأهداف سياسية وتنظيمية، مع تقديم فائدة استراتيجية لإسرائيل دون أي تنسيق مباشر.

الإخوان نظموا احتجاجات واعتصامات أمام السفارات المصرية في أوروبا وعدة عواصم، مطالبين بفتح معبر رفح، بينما تُترك السفارات الإسرائيلية مفتوحة دون أي ضغط شعبي. تركيز الغضب على مصر بدل إسرائيل يوضح الهدف الحقيقي: تشويه الدولة المصرية وإحراجها دوليًا، واستثمار دماء الفلسطينيين كورقة ضغط، بينما الطرف المسبب للحصار والدمار هو إسرائيل.

أما حماس، فهي امتداد طبيعي لهذا النهج، لكنها تدير غزة بأسلوب دموي وفوضوي. هجومها على المستوطنات في أكتوبر 2023، رغم ضعف الإمكانات، أعطى إسرائيل الذريعة لشن حرب شاملة، فيما كانت قياداتها خارج القطاع، بينما المدنيون دفعوا الثمن. اختيار يحيى السنوار لإدارة المكتب السياسي بعد سنوات في السجن يوضح أن القيادة الحقيقية بعيدة عن المخاطر، والشعب الفلسطيني يتحمل النتائج.

على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، كشف حكم حماس فسادًا واسعًا واستغلالًا مباشرًا للسلطة، من ارتفاع الأسعار والضرائب، إلى استغلال بعض الجمعيات لمساعدات الأرامل والنساء، ما أدى إلى استنزاف فئات محدودة من المجتمع الفلسطيني، بينما بقي الغالبية العظمى يحافظون على قيمهم وأخلاقياتهم، والقادة يعيشون بعيدًا عن المخاطر.

وقد أشار الأستاذ يسري الكاشف، رئيس الاتحاد العام للمصريين في هولندا، إلى التضامن الكبير للمصريين داخل مصر وخارجها لحماية المنشآت الحكومية من اعتداءات بعض المجموعات المتطرفة التابعة للإخوان، مؤكدًا أن شاحنات المساعدات تنتظر الدخول إلى غزة، والإغلاق كان من الجانب الإسرائيلي وليس المصري. وأضاف أن أعمال هذه الجماعات تهدف إلى تشويه صورة مصر أمام المجتمع الدولي، الذي يجهل طبيعة الحدود بين مصر وفلسطين.

النتيجة واضحة: كل شعارات الإخوان وحماس باسم فلسطين تُستغل لتشتيت الغضب عن إسرائيل ومنحها ميزة سياسية، في حين يستغلون مأساة المدنيين لتحقيق مصالح تنظيمية وسياسية. الاعتصامات والهجمات الميدانية والفساد الداخلي يزيدون معاناة الشعب الفلسطيني، بينما الإخوان وحماس يثبتون أن مصالحهم التنظيمية أهم من دماء الأبرياء.

في النهاية، كل ما يحدث في غزة من دمار وتجويع وتهجير، وكل ما يحدث من احتجاجات الإخوان أمام السفارات المصرية، هو دليل على أن هؤلاء الجماعات لم ولن يكونوا حماة للفلسطينيين، بل أدوات استغلالية تزرع الفوضى، وتترك العدو الحقيقي بعيدًا عن الضغط الشعبي، بينما يدفع الشعب الفلسطيني الثمن الأكبر: الحصار، التهجير، القتل، والتدمير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى