قصة حذاء الأسد والرقاب الحاكمة في قطر
عندما نريد الحديث عن حمد امير قطر ,لا بد من استعادة القليل من الدراسات التي أجريت على شخصه و على بعض العقد و بعض الطموحات .طبعاً يشار إلى أن كل ما سننشر الآن مثبت وليس هنالك من أي افترائات أو تغيير في وجه الحقيقة.من الطموحات و التحولات التي قيل أن قطر وصلت لها كان :” طموحات قطر الحربية، لا تتوقف بل ستطال المغرب أيضاً حمد الصغير يفكر بغزو الساحل، ولكن عليه أن ينتبه هذه الصحراء تشكل خطراًكبير هل سيطيح الأمير بملك السعودية قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في الحرب على ليبيا عسكرياً ومالياً ضالعة في الهجمة العالمية الشرسة التي تتعرض لها سورية حمد الصغير بات من عشاق الموسيقى الكلاسيكية حمد الصغير يشارك في عمليات الاغتيال والانقلابات والتآمر على أشقائه العرب قطر تعمل لحماية المناخ، كما كان دراكولا بنكاً للدم”
من طفولته و عقده و اعماله نعرف:” مع طموحات حمد الصغير، آل ثاني. في طفولته كان حمد الصغير يعاني من مرض رهاب
الكبت، وعندما نما وشب ساعدته عقدة أوديب على الإطاحة بوالده، والجلوس
مكانه على العرش
لوكان موليير حياً، ويعيش بيننا في عالمنا هذا، لكان أعاد النظر في رواية
«احتيالات سكابين» ومنحها عنواناً جديداً يتناسب مع المشهد الدولي الراهن
تجربته الأولى تلك حولته إلى خفاش حقيقي لم يتساهل أبداً مع ضحاياه، وقدم كل إمارته لرعاته الجدد الذين وعدوه بالعجائب في الخليج. وبعد أن أبرم اتفاقية الدفاع مع حماته وأسياده الجدد، أصبح حارساً لأكبر مستودع أسلحة فيالعالم خارج الأراضي الأمريكية، ففي فرنسا، ساهم قدوم ساركوزي إلى سدة الحكم عام 2007، في فتح كافة أبواب الاستثمارات أمامه، انقض على عالم الرياضة واشترى فرصة استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم (2022) على أراضي إمارته، ليس هذا فحسب، بل اقتحم قبل ذلك عالم الميديا والصحافة، ودنس الساحة الإعلامية مع إطلاق قناته التلفزيونية «الجزيرة» للبروباغندا، لتكون أداة للتحريض وفبركة الأخبار وتزييف الحقائق، وها هو «الخنزير الصغير» يتحول إلى «تمساح خطير» ذي أنياب فتاكة ليس بفضل قوته لا سمح الله، بل بفضل البترودولار، حمد الصغير الذي اعتاد على جر ذيله منخفضاً وسط الصحارى، وجد نفسه فجأة منفوخاً ويستقبل بالترحيب في كل مكان، وبعد أن تشفى من شراهته التي بقيت مكبوتة لزمن طويل، ها هو «ينضج» في غزواته وحروبه.
حمد الصغير بات من عشاق الموسيقى الكلاسيكية، هذا ما دفعه لدعوة فرقة موسيقية إسرائيلية لتقدم حفلاً موسيقياً في الدوحة باسم «العولمة».
حمد الصغير بات يشارك في عمليات الاغتيال ، وفي الانقلابات، وفي التآمر على أشقائه العرب الآخرين، لم يتوقف عند هذا الحد، بل بدأ يظهر نفسه بصورة المدافع عن البيئة والمناخ، ونظم مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ بعد فشل مؤتمر الدوحة في كانون الأول 2011، ذلك أن تنظيف «زريبته» الصغيرة ليس مهمة سهلة، خاصة إذا ما علمنا أن قطر هي الدولة التي ترسل أعلى نسبة من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، 53.4 طناً سنوياً هو أكبر رقم تسجله الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة، لذلك ليس مستغرباً أن يشكل مضيف قمة المناخ (2012) جزءاً من مجموعة البترودولار والمونارشيات التي أفشلت بروتوكول “كيوتو”، بهدف عدم التخلي عن صناعة غازات الهيدروكربور.
صحيفة الغارديان شرحت على لسان الصحفي البريطاني والخبير البيئي جور مونديو،
أن الغرب لن يؤيد أو يدعم أية حركة ديمقراطية في ممالك الخليج، لأنها أفضل أزلامه وخدامه، وأفضل من يحرس مصالحه ويؤمن النفط له على المدى البعيد، إضافة إلى أنها أفضل الزبائن لتصريف وتسويق صناعة الأسلحة، وأضافت باستغراب: «قطر تعمل لحماية المناخ، كما كان دراكولا بنكاً للدم».
المزيد على ذلك أظهر حمد الصغيرديناميكية لا نظير لها على الساحة الدولية، وكانت قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في الحرب على ليبيا عسكرياً ومالياً،وهي حالياً ضالعة في الهجمة العالمية الشرسة التي تتعرض لها سورية منذ عام ونصف تقريباً، وذلك بالسلاح والمال والإعلام.
في مقال نشر في شباط الماضي
بعنوان: «هل سيطيح الأمير بملك السعودية؟!»،
أشار الصحفي والكاتب الفرنسي
(جيل مونييه) إلى أنه ليس لرغبات أمير قطر حدود أخرى سوى تلك التي يحددها
له الناتو: بعد ليبيا وسورية، سوف يهاجم موريتانيا، وينتظر الوقت المناسب
كي ينقض على السعودية، ويرى الكاتب أن الاضطرابات الخطيرة التي تهز
السعودية منذ تسعة أشهر، يبدو أنها تؤكد توقعات وزير خارجيته ورئيس وزرائه
حمد الثاني، عندما لمح بأن الملك عبد اللّه بات عاجزاً عن إدارة البلاد،
ويتابع مونييه القول:
«حسب علي الأحمد، مدير معهد شؤون الخليج،
فإن الحمدين يغازلان أعضاء العائلة الحاكمة في السعودية، بغية
تكرار السيناريو الليبي فيها، واحتلال الأراضي التي أجبروا على التنازل
عنها لصالح آل سعود، ولا مانع من السيطرة على حقول النفط فيها إذا أمكن
الأمر، وسوف يستغلان حركة الاحتجاجات في مناطق متعددة لتسديد ضربتهما،
والقيام بانقلاب على غرار ذلك الذي نفذه حمد الصغيرللإطاحة بوالده في عام
1995، ليس أمراً مستبعداً…».
طموحاته الحربية، لا تتوقف هنا، بل ستطال المغرب أيضاً،
هذه المعلومة قدمتها مؤخراً مجلة صحيفة لوكانارانشينية الفرنسية
التي أشارت إلى أن قطر ركزت عينها على ثروات الساحل الباطنية،
«ثمة مباحثات سرية تجري مع العملاق النفطي الفرنسي توتال
لاستثمار نفط منطقة أفريقيا مستقبلاً…»، حسبما أشارت المجلة،
وبمعنى آخر،حمد الصغير يفكر بغزو الساحل،
ولكن عليه أن ينتبه: هذه الصحراء تشكل خطراًكبيرا
وأخيرا ما كتبه الزميل سامي كليب عن الكتاب الفرنسي إما حمد إما الأسد الذي كشف:” خلاصة لافتة يصل إليها الكتاب الفرنسي الصادر حديثا بعنوان «قطر أسرار الخزينة» في باريس. تقول الخلاصة: «حمد ضد الأسد، أحدهما سيرحل». يكشف المؤلفان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو ما صار يتداول في كواليس الديبلوماسيات الغربية والعربية، ومفاده أن «أمير قطر بات مهووساً بسوريا، ويعتبر أن في الأمر معركة شخصية، فهو يعلم انه لو نجا الأسد فالشيخ حمد سيدفع الثمن، ولذلك يوظف كل طاقته بغية إسقاطه».
كلام المؤلفين منقول حرفياً عن أحد أبناء عمومة أمير قطر. وثمة كلام آخر مصدره هذه المرة ديبلوماسي أوروبي في الدوحة يقول: «إذا طال عمر الأزمة السورية، فقد يهتز التوازن الداخلي في الدوحة، ذلك أن ثمة صراعاً يدور بين رئيس وزراء (الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني) يهندس الاستراتيجية القطرية في سوريا، وولي للعهد (تميم) يعمل بطريقة مختلفة حول هذا الملف».
وهذا ديبلوماسي فرنسي آخر التقاه المؤلفان يؤكد أن «السلطة في قطر لا تخطط للمدى الطويل (في الأزمة السورية) وإنما تعمل للمدى القصير .. وهو ما يشكل نقطة ضعفها».
الكتاب الفرنسي الصادر عن دار ميشال لافون، يقدم شهادات ومعلومات كثيرة لمن يريد أن يفهم التركيبة الداخلية القطرية ولكن أيضا آلية الاستراتيجية القطرية ووسائلها وأهدافها حيال قضايا عربية ملتهبة، وخصوصا في ملفي ليبيا وسوريا.
سوريا: دعم المسلحين
من المعلومات حول سوريا مثلا يروي الكاتبان أنه منذ صيف عام 2012 قررت قطر تسليح المعارضة السورية على الأرض. وهكذا «فإن وحدات من القوات الخاصة القطرية انتشرت عند الحدود التركية والأردنية مع سوريا، لكن محاولاتها المتكررة سابقا للدخول إلى سوريا لم تنجح. تغير الوضع منذ أيلول الماضي. كشف مسؤولو الأمم المتحدة في سوريا أن قوات خاصة قطرية وصلت إلى الداخل، وهو ما أكده لنا أيضا عضو من العائلة القطرية الحاكمة».
واستنادا إلى معلومات ديبلوماسية فرنسية، فإن الكاتبين يؤكدان انه منذ صيف العام الماضي «دخل القطريون في غرفة الحرب التي أُنشئت في أضنة التركية وذلك بدعم سعودي، الأمر الذي سمح للأتراك بالإشراف على تدفق الأسلحة الخفيفة، وخصوصا الكلاشنيكوف وبعض القاذفات المضادة للدروع والدبابات، وراح المسلحون يشترون هذه الأسلحة من السوق السوداء بفضل أموال المبعوثين السعوديين واللبنانيين والقطريين».
خلاف قطري سعودي
اللافت هنا أن الصحافيين الفرنسيين المتخصصين بالقضايا العربية يقولان إنه منذ آب 2012 بدأ الخلاف يدب بين القطريين والسعوديين. الإخوان المسلمون المدعومون من قطر وتركيا أرادوا الإشراف على شبكات وصول السلاح إلى المتمردين بغية تعزيز سيطرتهم على الأرض. أغضب ذلك السعوديين، الأمر الذي فرّق بين المقاتلين على الأرض وراح كل طرف يقاتل بعيداً عن الآخر، الإخوان المدعومون من قطر في جهة، والسلفيون الذين تدعمهم السعودية في جهة ثانية.
يروي الكاتبان كيف أن القطريين مارسوا في سوريا ما خبروه في ليبيا، فلو «رفض أوامرهم قائد فصيل مسلح، فإن المبعوث القطري يفتح خطاً مع مساعد القائد ويدفع له مبلغاً هاماً من المال، وغالباً ما يقبل الرجل الثاني وينشقّ ويؤسس مجموعته، وهذا ما أدى إلى تفتت المتمردين».
يكشف الكتاب عن سعي قطر للحصول على السلاح من الشركاء الغربيين. يروي مثلا أنه في خريف العام الماضي، حين التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رئيس الوزراء القطري، أكد هولاند لضيفه الاستمرار بالعمليات السرية المشتركة التي تقوم بها القوات الفرنسية والقطرية لدعم المعارضة السورية.
خلاف الإبراهيمي مع قطر
تستحق الرواية التي ينقلها الكاتبان الفرنسيان عن د. قيس العزاوي سفير العراق في جامعة الدول العربية التأمل فيها لمعرفة كيف تُدار الجامعة اليوم من قبل قطر.
يقول العزاوي: «حين اتخذ القرار بتعليق عضوية سوريا في الجامعة، تحفظت 3 دول هي العراق والجزائر ولبنان. حاولت أنا أن أحرك دولا أخرى ضد القرار، واتصلت بسفراء اليمن ومصر والسودان وتونس، كلهم قالوا لي إنهم ضد إبعاد سوريا، ولكن أثناء التصويت فوجئت بأنهم جميعا دعموا القرار ضد دمشق».
يضيف العزاوي: «تعلمون أن القطريين يساعدون كثيرا تونس ومصر والسودان، ولعلنا نستطيع أن نتحدث عن نوع من الابتزاز القطري حيال هذه الدول للحصول على دعمها، ولكن بدأ التململ اليوم يزداد ضد قطر في صفوف الديبلوماسيين العرب في الجامعة ويوصف القطريون بالغرور».
يقول الكاتبان الفرنسيان، إن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي استنتج بنفسه ذلك في 13 أيلول 2012 حين مر في القاهرة في طريقه إلى دمشق للتفاوض مع الرئيس بشار الأسد. «فبعد وصوله إلى مصر، استدعاه رئيس الوزراء القطري إلى جناحه في فندق فورسيزنس، لكنه سارع إلى الإجابة بالقول إذا كان يريد لقائي فما عليه سوى المجيء إلى فندقي، وهذا ما حصل حيث ذهب الشيخ حمد والتقى الديبلوماسي الجزائري بحضور العربي».
وفي اللقاء رفض المبعوث الدولي مطالب رئيس الوزراء القطري الذي حدد له بضعة أسابيع لمهمته و«إلا فإن الدول الأوروبية ستقيم منطقة حظر جوي» أجابه الإبراهيمي «أنا لا أعمل بهذه الطريقة، وأنا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ولا أقبل بأن يحدد لي شخص مهمتي». ويكشف الكاتبان كيف أن ممثل الجزائر أهان في إحدى المرات نائب الأمين العام للجامعة العربية الديبلوماسي الجزائري احمد بن حلي واصفا إياه بـ«الجبان» بتهمة الخضوع للديبلوماسية القطرية.
في الكتاب معلومات مهمة أيضا حول مساهمة قطر في إسقاط العقيد معمر القذافي. كلام عن الأسلحة والتمويل والقوافل العسكرية التي كانت تمر بالسودان، وغضب فرنسي بعد اكتشاف أن جزءاً من هذه الأسلحة لم يكن يمر بالمجلس الانتقالي الليبي وإنما يذهب مباشرة إلى المتطرفين الإسلاميين. غضب دفع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى عدم دعوة أمير قطر لمرافقته ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى بنغازي للاحتفال بليبيا الجديدة.
يشرح الكاتبان وسائل السياسة القطرية من مال وإعلام ونفط وعلاقات ديبلوماسية وشراء نواد رياضية، ولكنهما مع ذلك يخففان كثيراً من سطوة المال القطري على فرنسا ويقولان مثلا إن كل الاستثمارات القطرية لم تصل بعد في فرنسا إلى مستوى استثمارات الإمارات.
تجدر الإشارة إلى أن جورج مالبرونو وكريستيان شينو عملا طويلا في الوطن العربي وخطفا في العراق. وإذا كان شينو يتقن العربية ويتفنن بالحديث بلهجة لبنانية محببة بفضل زوجته، فإن مالبرونو صار مصدراً مهماً للأخبار، خصوصاً بشأن سوريا، وزارها في خلال أزمتها منذ عامين أكثر من مرة وكان في طليعة من كشف عن المسلحين الأجانب والجهاديين والتدريب الغربي لمسلحي سوريا.
لا شك بأن الكتاب وثيقة مهمة لمعرفة التركيبة السياسية الداخلية في قطر وما جرى في خلال العامين الماضيين، حيث تحولت قطر من «دولة صديقة للجميع إلى دولة في حال الحرب» أو صارت «قزماً بشهية وحش»، لكننا كنا ننتظر من الزميلين الخبيرين في التحقيقات الصحافية واللذين نشرا كتباً عديدة حول الشرق الأوسط، أن يكشفا أسراراً أكثر … وفي جميع الأحوال فما قاما به ليس بالقليل. “الجريدة”