إخوان سوريا للمرشد المصري: طالق بالثلاثة والعدّة على إيران
كشفت مصادر خاصة لوكالة أنباء “آسيا” عن معلومات أكدها قبل يومين فاروق طيفور نائب المراقبين العام لتنظيم الإخوان المسلمين في سوريا.
وفي المعلومات أن خلافا شديدا استفحل مؤخرا بين “الفرع السوري” لتنظيم الإخوان، وما بين التنظيم “الأم” المسيّطر على حركة الإخوان المسلمين في مصر، وعلى القيادة الدولية المعروفة اختصارا باسم “التنظيم الدولي”.
وبلغت الخلافات بين الطرفين الى حد رفض قيادة “الفرع السوري” الإلتزام بالقرار الدولي الذي تشكل حركة الإخوان المسلمين في مصر عاموده الفقري، ويساهم المرشد العام لإخوان المسلمين في مصر في صياغة سياساته الكبرى.
وأما عن سبب الخلافات بين “الأصل” و “الفرع”، فإن المصادر المقرّبة من قيادة إخوان سوريا تقول “انعكس القلق الخليجي من صعود الإخوان توترا وحربا قاسية شنتها دول مثل السعودية والإمارات والكويت على حكم الإخوان في مصر وحتى قطر دخلت على خط تقزيم الإخوان المصريين لمصلحة التيار السلفي الصاعد بقوة والمنافس الجدي للحزب الحاكم في مصر، حزب العدالة والتنمية “الفرع السياسي لتنظيم الإخوان في مصر”.
هذا الخلاف الخليجي- المصري، تسبّب بتقارب وتوثيق العلاقة في ما بين إخوان مصر والحكومة الإيرانية والتي تجلت في تكثيف مسؤولي البلدين للزيارات السرية والعلنية، بينها فتح باب النقل المباشر بين مطارات البلدين منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وتكشف المصادر بأن القطريين والخليجيين خيّروا إخوان سوريا بين الإلتزام بقرارات المرشد العام للتنظيم محمد بديع وبين الإلتزام بموجبات التحالف مع الخليجيين، وكان ما يطرحه المصريون على إخوان سوريا هو حوار برعاية مصرية – إيرانية مع النظام السوري من دون شروط، إلا ان الخليجيين ردّوا على هذا الأمر بتصعيد تمويل السلفيين المتشددين في سوريا وخاصة جبهة النصّرة.
مصادر في إخوان مصر نفت نفيا قاطعا أن يكون التقارب مع طهران هو المشكلة.
وتضيف المصادر ان “إخوان سوريا ليسوا موجودين وان ضمّهم تنظيم واحد، وهناك ٣ تيارات في تنظيمهم كل منها استبدل المرجعية الإسلامية بمرجعية اقليمية، ونخشى ان نقول انها مرجعيات لا تخشى الله. فهل تركيا الحليفة لإسرائيل وقطر الخادم للمصالح الأميركية والسعودية التي تحارب الإخوان منذ عقود هي الجهات التي تحرص على مصالح الشعب السوري أكثر من تنظيم الإخوان في مصر؟”.
وتتابع المصادر “ان من مصلحة الشعب السوري أن يسعى المخلصون الذين يخشون الله الى تفضيل المصلحة الإنسانية العليا واستخراج القرار الشرعي الواجب إتباعه فيما يخص الأزمة السورية الحالية حتى لا نقع في معصية الله وإثم الولوغ في دم الأبرياء حيث لا يهتم أمير قطر ولا حاكم سوريا ولا أمراء آل سعود لأعداد من يسقطون في سوريا، ونحن من موقع واجبنا الشرعي الإسلامي في درء الفتن وسد المهالك عن الأمة، نرى ما يحصل في سوريا حاليا حربا ستبيد الأخضر واليابس دون أي رغبة من قبل اللاعبين الدوليين في حسم الأمور لمصلحة أي طرف من الطرفين، فالإسرائيليون مدعمون من الأميركيين يعتبرون الوضع الحالي أفضل خيار لهم. ويعتبرون أيضا أن وصول الإخوان المسلمين الى الحكم غير مقبول كما ان انتصار النظام غير مقبول لهم وهم يسعون الى الدفع بإتجاه بقاء القتال العبثي الى ما لا نهاية”.
وتردف المصادر “لذلك طرحنا على إخواننا في التنظيم السوري أن يفكروا في مرضاة الله أولا وأن ينهوا هذا القتال ويتوجهوا الى طاولة الحوار، ونحن في مصر نضمن لهم ان نحميهم من ضغوط الشرق والغرب وحتى لو رفضوا حضور روسيا والصين وكل الدول المعنية والمتورطة فإننا معهم في ذلك لكن علينا أولا تحرير قرارهم من سيطرة المصالح المخابراتية الخليجية والأميركية والتركية” .
وتختم المصادر بالقول “نحن مع إزاحة النظام وتطبيق شرع الله والدولة المدنيّة العادلة التي تحترم حقوق كل الفئات السورية، لكن للوصول الى هذا الأمر لا يمكن الإستمرار في القتال العبثي في سوريا، وجربنا مسار عمره سنتين من دول التآمر على الشعب السوري والإخوان المسلمين وآن أن نجرب الحوار لعلّ الله يحجب دماء إخواتنا ويوصلهم الى أهدافهم بإذن الله”.أنباء أسيا