المايسترو .. صالح سليم رجل بمعنى الكلمة
( لا يوجد سبب واحد يجعل رجل حقيقي يخلف وعده إلا الموت )
جملة شهيرة قالها صالح سليم في مرة و لكن الجملة دي ليها قصة حلوة اوي .. صالح سليم كان دايما متعود يعمل فحص طبي شامل بشكل دوري علي صحته فكان بيسافر لندن كل سنة عشان يعملوه … من حوالي تلاتة و عشرين سنة و بالتحديد سنة 1998 راح عشان يعملوه و كان معاه ساعتها زوجته و حفيدته … المهم راح عمل التحاليل و الفحوصات كلها الصبح و قالو له تعالي بليل استلم النتيجة
و لان حفيدته كانت اول مرة تسافر معاه فحب يبسطها علي قدر ما يقدر فسألها تحبي نقضي اليوم ازاي ؟؟ فطلبت منه انه يعزمها علي برجر في مطعم مشهور هناك و تشوف فيلم معين هي بتحبه كان معروض ساعتها فالسينما بشرط انه يكون معاها … و بالفعل وافق الجد و وعدها انه هيعمل لها اللي هي عايزاه ….وقبل ما يخرجوا صالح سليم عدي علي الدكتور عشان يجيب نتيجة التحاليل و بعدين يخرجو.. لما راح الدكتور صدمته و قاله انه عندها سرطـ ـان فالكبد و انه أيامه بقت معدوده فالدنيا و انه لازم يعملو اللي عليهم و يبدؤا في خطة العلاج فورا …
صالح سليم استقبل الخبر بمنتهي الهدوء و لسه الدكتور هيكمل و يشرح خطة العلاج راح صالح مقاطعه و قاله معلش استاذنك انا لازم امشي دلوقتي عشان عندي ميعاد مهم جدا و هعدي عليك بكرة الصبح بدري … الدكتور حصله ذهول و قاله دي صحتك !! ميعاد ايه اللي وراك اهم من صحتك ؟!! قاله اصلي وعدت حفديتي اني هخرجها و لازم اوفي بوعدي معاها
و فعلا مشي و خرج مع حفيدته و اكلو و اتفرجو عالفيلم و اتبسطو ولا كأن فيه حاجة حصلت و قعدو يغنو علي اغنية فالعربية طول الطريق و هما راجعين البيت … و مع انه كان معروف عنه انه شخصيته قوية و شديدة و مع ذلك مقالش لمراته حاجة لما روح عشان متنمش زعلانة ..
تاني يوم الصبح بدري راح للدكتور في ميعاده و اول ما الدكتور شافه استغرب و قاله انا كنت مراهن نفسي انك مش هتيجي لان اغلب اللي بيعرفو بحقيقة مرضهم بيدخلو في حالة يأس و مش بيرجعو تاني .. رد عليه و قاله انا وعدت حفيدتي امبارح اني هخرجها و وفيت بوعدي و وعدتك اني هرجع لك و بردو وفيت بوعدي .. لانه فالحقيقة مفيش سبب واحد يخلي رجل حقيقى يخلف وعده إلا المـ ـوت.