عبر دليلى فقط : سيناء إسم لمعجزات تنشر لأول مرة …
هذا المقال يمثل سبقاً إعلامياً ينشر لأول مرة أختص به صحيفة دليلى بمناسبة إتمامها عامها الثالث وخطوتها لعام رابع جديد فى عالم الصحافة الالكترونية.
يعتبر أشهر تفسير دارج لإسم سيناء هو ذلك التفسير الخاطئ الذى يربط بين سيناء و” سين ” إله القمر عند السامريين بإعتبار أن” سيناء” هى تحريف لـ ” سين ” … وتمسك معظم من كتبوا عن سيناء بهذا التحريف وصاغوه فى عبارات وشعارات مثيرة أشهرها “سيناء أرض القمر” بما فيهم من علماء دين وتاريخ وآثار ، وساعد على شيوع هذا الخطأ إفتقاد معظم معاجم اللغة العربية لمعنى محدد لكلمة سيناء التى تآتى فى معظم هذة المعاجم على أنها ” إسم جبل”.
ولقد واجهتنى مشكلة تحديد معنى إسم سيناء كباحث قضى عمرة كله متخصصاً بالدرجة الأولى فى سيناء وخالجتنى شكوك عظيمة فى صحة دلالة إسم سيناء كمكان مقدس مقترناً بتحريف لأسم الإله سين كشرك بالله العلى القدير ، وتساءلت فى تأملى لمعنى الكلمة : هل يمكن للقرآن الكريــم كتاب التوحيد أن يسمى هذه البقعة المباركة بـ ” سيناء” إستناداً إلى أصل لغوى يعتمد على ” إله ” عبده المشركون فى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام ..!؟.. هنا بدأت رحلة بحثى عن المعنى اللغوى لـ ” سيناء” سعياً نحو العثور على إجابة عن سؤال يرتبط بمفهوم الربط أو العلاقة بين كلمة ” سيناء” و اسم “الإله سين” كمصدر ” أصلى للكلمة التى يرى الباحثون إنها أُشتقت منها ، وهنا لجأت إلى دراسة معتقد الشرك الذى كان سائداً فى العصر الذى عاشه سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وإتضح إن اللغة السائدة فى ذلك العهد كانت اللغة السريانيه ، وأن آلهة الشرك خلال هذه الفترة كانت عبارة عن تماثيل تجسد الظروف والظواهر الطبيعية التى فسرها إنسان ذلك الزمان تفسيرات تخمينيه وظنيه فإختاروا لكل ظاهرة إلهاً فهناك إله الرياح ، وإله الشمس ، وإله النجوم وهكذا.
جاء ذكرها فى القرآن الكريم معززاً بحقائق جيولوجية واضحة وجرت آياته على لسان نبينا الأمى الكريم منذ أكثر من أربعة عشرة قرناً من الزمان … ولقد آن لنا أن نعيد لسيناء المعنى الحقيقى لأسمها الذى إندثر وحفظه لنا الله فى كتابه العزيز ففى الآية 20 من سورة المؤمنين يقول عز من قال ” وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للأكلين ” وفى آيات ثلاث من سورة التين : ” والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين ” صدق الله العظيم….فالقرأن الكريم ذكر هذه الارض المباركة بجمع الاشجار اى ” سيناء “وجمع جموعها “سينين ” فتحققت معجزة اللغة فى الكلمتين معاً …. وتحققت معجزة الجيولوجيا عبر ملايين من السنين الغابرة بالاشارة وجود اشجار فى غابات كثيفة فى منطقة قاحلة جافة كما هو حالها اليوم …ثم المعجزة الكونية الخاصة بالإنشطار الاخدودى العظيم الذى كان نتيجته ظهور البحر الاحمر واحتراق غابات سيناء لتظهر لنا بعد ملاييين السنين احجاراً كريمةً وفحمآ حجرىآ …