هولّندا تخصِّص يوماً للطَّلاق
أن يخصّص يوم كلّ سنة للطّلاق، أمر يثير الدّهشة والاستغراب وحتَّى السخرية، إذ للسَّنة الرّابعة على التَّوالي، يخصّص في هولّندا “يوم الطّلاق”، والهدف منه طبعاً ليس احتفاليّاً ولا التّشجيع على الطّلاق، ولا حتَّى منعه، بل للتّوعية والتّنبيه إلى أنّ الأولاد هم من أكثر المتضرّرين من خلافات الأهل قبل الطّلاق وأثناءه وبعده.
إذ وفقاً للأرقام الصّادرة عن المكتب المركزي للإحصاء، هناك زيجة من كلّ ثلاث زيجات في هولّندا تنتهي بالطّلاق، مع ما ينتج من ذلك من مشاكل عديدة، إضافةً إلى الأضرار العاطفيّة الّتي تنتج من الطلاق، هناك أيضاً عواقب قانونيّة وماليّة واجتماعيّة هامّة. ومن أجل تركيز الانتباه على هذه العواقب والمشاكل، كان من الضّروري تخصيص يوم وطني للطّلاق في هولّندا…
ومن هنا، رأى اتحاد المحامين المتخصّصين بقضايا الأسرة والطّلاق، أهميّة أن يحدَّد يوم في السنة للطّلاق، وذلك من أجل لفت الانتباه إلى أهميّة الرّعاية القانونيّة والاجتماعيّة خلال مراحل الطّلاق. والتّشديد على ضرورة أن يتمّ الافتراق بطريقة محترمة، لضمان عدم وقوع الأولاد ضحايا لنزاعات الأهل، والّتي قد تصل إلى نهايات مأساويَّة في بعض الحالات، وآخرها دراما وقعت منذ عدَّة أيَّام، حيث أقدم والد على قتل أولاده الثّلاثة قبل أن ينتحر.
وفي رسالة وداع أخيرة، كتب الرّجل موجّهاً حديثه إلى أهل التّلامذة في مدرسة أولاده، وقال فيها إنّ السّبب الّذي دفعه إلى مثل هذا الفعل، هو دعوى الطّلاق المستمرّة منذ فترة طويلة، وما رافقها من نزاعات ومشاكل.
لا يدرك البعض مدى البؤس الّذي قد يجلبه معه الطلاق، والمعاناة التي قد يتعرض لها أفراد الأسرة ، من هنا أهميّة الاستعداد جيداً والحديث عن هذه الأمور في حال وجود أطفال.
ولهذا في “يوم الطّلاق” في هولّندا، يمكن الحصول على معلومات واستشارات مجانيّة من مكاتب اتحاد المحامين، وكذلك طرح الأسئلة على المحامين عبر موقع تويتر، ضمن إطار “هاشتاغات” خُصّصت لهذه الغاية. موقع إذاعة هولندا العالميّة