فى التشكيل الوزارى الجديد فى مصر ….حقيبة وزارة الدفاع الأهم
تظهر وقائع المشاورات التى تجرى حالياً فى مصر لتشكيل الحكومة الجديدة وما يتسرب من خلف كواليس المسرح السياسى المصرى أن استقالة حكومة الببلاوى فى حقيقتها ستكون فى حدود نسبة تصل الى نحو50% فقط من مجمل الحقائب الوزارية….. لذلك فهى أقرب الى التعديل الوزارى منها الى التغيير الوزارى لان نحو نصف الوزراء فى حكومة الببلاوى من المتوقع أن يستمروا فى حكومة محلب.
كما أن رئيس الوزراء الجديد نفسه كان وزيراً فى الحكومة السابقة…. اما المشيرعبد الفتاح السيسى الرجل الأقوى فى مصر فان ترشحه من عدمه سيتحدد فى ضوء التشكيل الوزارى الجديد وهذا هو باب القصيد….. فطبقاً لنظرية الاحتمالات : إن جاء التشكيل الجديد بوزير دفاع جديد فلاحاجة حينها للمشير السيسى الى تقديم استقالته تهيئة للترشح للرئاسة فإستبعاده من التشكيل الوزارى وخروجه الى المعاش المبكر يعطيه الحق فى هذا الترشح ولكن هذا الاحتمال يجعله راداً للفعل وهو ما قد لا يتفق مع طبيعته التى تجعله صاحب فعل.
وان جاء المشير السيسى وزيرا للدفاع فى التشكيل الجديد فلا يعقل تقدمه بالاستقالة من وزارة لم يمض على تشكيلها أيام معدودات لتتاح له فرصة الترشح للرئاسة بعد فترة وجيزة من الاعلان عنها طبقا للفترة المحدودة المتبقىية مابين الاعلان عن التشكيل الوزارى وفتح باب الترشح للرئاسة.
وبالتالى يصبح السؤال : هل هناك احتمال ثالث لم يلتفت له احد …!؟…ربما…..وبالتالى فإن أهم ما فى التشكيل الوزارى الجديد هو حقيبة وزارة الدفاع التى يتمحور حولها التعديل الوزارى برمته …اما باقى الحقائب فمن المتوقع ان تكون لوزراء اقوى من سابقيهم تعزيزاً للعملية الانتخابىة الرئاسىة القادمة.
الخلاصة : ان القراءة الهادئة لوقائع المشهد السياسي فى مصر الآن توضح بأنها لا تتسم بالعشوائية او التخبط بل هى نتاج لعملية ذهنية وفكرية معقدة تعكف على مايبدو على تخطيطها وادارتها عقول واعية بما تريد وبالطريقة الاصوب الى تراها مناسبة …. انها عقول قادرة على صناعة المفاجأة وتوجيه أحداثها بروية وفى التوقيت المناسب…