كوكب الشرق..اروح لمين

اروح لمين الاغنية المشهورة التي غنتها كوكب الشرق ١٩٥٨ من كلمات الشاعر والاديب والصحفي والكاتب الضابط عبد المنعم السباعي الذي ولد ١٩١٨ وتخرج في الكلية الحربية ١٩٤٨ وشارك في حرب فلسطين وانضم الى الضباط الاحرار في اعقاب الحرب تلك الاغنية التي لحنها الموسيقار رياض السنباطي والتي صاغها كاتبها برومانسية حالمة الى معشوقته وملهمته الفنانة مديحة يسري والتي لقبت ب”سمراء النيل” و كتب فيها ايضا انا والعذاب وهواك عايشين لبعضينا اخرتها ايه وياك يااللي انت ناسينا لحن وغناء محمد عبد الوهاب…قد بدأ حياته العملية بالكتابة في روزاليوسف قبل تخرجه وتخصص في باب رسائل القراء ” قلوب حائرة”مستمتعا يقرأ ويرد وبعد نجاح ثورة يوليو ١٩٥٢ اوكل اليه مهمة الاشراف على الاذاعة وكان يسمى مندوب القيادة او اركان حرب الاذاعة فاتسعت دائرة معارفه وعلاقاته وابدع احد اروع مسلسلات الاذاعة ” سمارة” بطولة سميحة ايوب في منتصف الخمسينات حيث كانت شوا رع القاهرة تخلو من المارة وقت اذاعتها وتحولت فيما بعد الى فيلم بطولة تحية كاريوكا وتابع الابداع بامارة بنت سمارة وعودة سمارة وفي محاولة لتقريب الشعب من جيشه قدم اسماعيل ياسين في الجيش وفي البوليس وشارك المذيع القدير فهمي عمر في مجلة الهواء حيث اعد له بعض القصص الاذاعية القصيرة …وقدم اغاني لثورة يوليو الدم مايهونش لفريد الاطرش وانده على الاحرار والتي سببت له مشكلة مع عبد الناصر حيث اعتبرها دعوة لمشاركة الضباط الاحرار في الحكم وهي فكرة حساسة لم يكن عبد الناصر يرتاح لها ..فكتب له تسلم ياغالي بعد حادث اغتياله في المنشية…ويذكر انه له مشاركات شعرية ذات طابع خاص في التراكيب اللفظية وذات مذاق خاص لها حلاوة وعليها طلاوة ولكن المتاح منها قليل…ولأنه كان عاشقا لسمراء النيل فقد كتب معظم اغانيه لها كرسائل حب وردية فغنت نجاة.. قلبك راح فين/ ياللي انت حبيبي وظالمني في حبك/دي النار ياحبيبي ولاقسوة قلبك..ومحمد قنديل جميل واسمر بيتمختر..شغل قلبي بكام نظرة..جميل واسمر وطبعه عنيد أقربله يروح لبعيد..وتلات سلامات وشوية وغنى له عبد الحليم لايق عليك الخال ياللي الهوى خالك وعبد المطلب بياع الهوى راح فين..وعندما سمعت ام كلثوم كلماته…اروح لمين واقول واقول يامين ينصفني منك ماهو انت فرحي وانت جرحي وكله منك/ كلمة ونظرة عين والقسمة وياهم جمعم سوى قلبين والحب وياهم وبين ليالي المنى خدني الهوى وياه/وكان وصالك هنى وكنت بتمناه ….وغنتها… هاتفت مديحة يسري وقالت لها انت عملتي ايه في السباعي؟ فقالت اعمل ايه يعني اطلق من فوزي واجوزه؟!..فقد كانت وقتها زوجة المطرب والموسيقار محمد فوزي ولكنه اراد ان يكون في زمرة الرجال الذين احبوها واشهرهم الطيار والمذيع والفنان والمصرفي والمهندس متعدد المواهب احمد سالم والذي تزوج اسمهان قبلها وكذلك الكاتب الكبير عباس محمود العقاد الذي لم يخفي حبه لها وكتب قصته الوحيد”سارة” وكانت هي ملهمته … وللاسف انه اختلف مع عبد الحكيم عامر في بعض الأمور فرفع شكواه الى عبد الناصر…وعندما غنت ام كلثوم اروح لمين اوحى بعض الخبثاء للرئيس انه كتبها له “مين ينصفني منك” لانه لم يرد على شكواه فمنعه من دخول الاذاعة وذهب ليعمل صحفيا في جريدة الجمهورية مع الرئيس السادات ولكن الرئيس عبد الناصر تحقق من كذب الادعاء فمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الاولى ١٩٦٤ وظل بعدها يعمل صحفيا فقط واعتزل الحياة العامة الى ان توفاه الله ١٩٧٨…وبرغم انه جمعه اللقب مع يوسف السباعي وكلاهما من كتاب الرومانسية وخريجي الكلية الحربية والانضمام الى الى الضباط الاحرار بفارق عام واحد في السن الا انني لم اتحقق من درجة القرابة بينهما