بعد صدام والقذافي، التاريخ لا يشجع الأسد على نزع الكيماوي
ينتظر خبراء أسلحة ودبلوماسيون من نظام الرئيس السوري بشار الأسد اقدامه على اتخاذ اجراءات دراماتيكية في الأسابيع المقبلة، ليثبت جديته في الامتثال للاتفاق التاريخي الذي أعلن عنه في جنيف السبت.
وتم التوصل إلى الاتفاق بعد محادثات بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف لنزع ترسانة دمشق الكيميائية وتفادي ضربة عسكرية لسوريا.
وبحسب حديث خبراء ودبلوماسيون لصحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر السبت، ان عدم الامتثال الفوري للاتفاق سيكون علامة على أن الأسد يسعى لإطالة أمد عملية نزع الاسلحة الكيميائية، بالمراهنة على كسب الوقت وتلافي الهواجس من صور 1400 ضحية لاستخدام “السارين” والمواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة.
ويفرض اتفاق جنيف معاييرمحددة تسعى إلى الاستفادة من الزخم الدولي، مجدولة زمنياً، بما في ذلك تقديم دمشق لائحة كاملة بالترسانة الكيميائية، ومخازنها ومرافق انتاجها في غضون اسبوع، وامكانية الوصول “فورا ودون قيود” لمواقع الاسلحة من قبل المفتشين.
لكن الخبراء يثيرون الشكوك حول بنود الاتفاق التي تتوقع التخلص الكامل من الاسلحة الكيميائية ومرافق انتاجها في غضون عام، وهو مستوى قياسي حتى وان اثبتت دمشق تعاونها الكامل.
ووفقاً لهؤلاء فإن “عامل السرعة هو جوهر القضية”.
ويقول ديفيد اي كاي العضو البارز في جهود نزع اسلحة العراق غير التقليدية مطلع التسعينات “لديك وقت محدود للتقدم اكثر ما يمكن مع اقصى درجات الدعم السياسي وهذا الدعم سيتآكل مع مرور الوقت، وينهك الشعب الذي تريد حمايته، لذلك عليك عمل المستطاع باسرع ما يمكن”.
ويعتبر تدمير الترسانة الكميائية عملية مضنية اذ يجب ان تتم باعلى درجات الامن والسلامة وقد تستغرق عقوداً حتى ان الخطوات الاولية تعتريها العقبات السياسية والمخاطر البيئية واحتمالات التشويش والتضليل.
وقال مسؤول في الادارة الاميركية “لا نريد حدوث كارثة كيميائية اخرى”، حيث تراكمت الترسانة على مدى عقود من عمل نظام بشار الاسد وقبله والده حافظ الاسد، لذا عليه ان يذهب بعيداً ويتخلى عن اغلى ما يقتنيه الجيش السوري.
وقال روبرت جوزيف المسؤول رفيع المستوى لشؤون الامن القومي في عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش للصحيفة الاميركية “ليبيا امتثلت لأن القيادة اقتنعت بانه سيتم مهاجمتها اذا لم تتخلى عن الاسلحة الكيميائية”.
وتابع “اشك في ان الاسد لديه حالة قلق الآن تماثل ما كان عليه القذافي انذاك”، رغم حديث مسؤولين في البيت الابيض عن استمرار وجود قوة ضاربة في البحر المتوسط في حالة تأهب.
ويطالب جوزيف بأن يصرح الاسد علانية بالتزامةفي تدمير مخزونات الاسلحة الكيميائية دون شروط مسبقة كعامل حاسم ليثبت للبيروقراطية العسكرية ان تمتثل كاملاً، وان يجري تدمير القنابل والرؤوس الفارغة فوراً لاثبات هذا الامر للبيروقراطية السورية.
لكن نظام الرئيس السوري يعي تماما ان كلا من الرئيس العراقي السابق صدام حسين والزعيم اللييبي الراحل معمرالقذافي، تم الاطاحة بهما في نهاية المطاف بعد التخلي عن ترساناتهم غير التقليدية. ولذا فإن التاريخ لا يضع حافزاً لسوريا.