لجأ يمينيون متطرفون في إسرائيل الى السخرية لانتقاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري وسخروا في لقطات فيديو من جهوده المتعثرة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.
ويظهر في الفيديو الذي عرضه موقع يوتيوب ومدته دقيقتان ممثل يقوم بدور كيري بشكل ساخر وهو يتجول في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة التي يريدها الفلسطينيون جزءا من دولة لهم، بينما يرى فيها الإسرائيليون حقا توراتيا ومنطقة أمنية عازلة.
يأتي الفيلم الساخر بعد انتقادات أشد لكيري من داخل حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية.
ونقل عن وزير إسرائيلي وصفه لكيري بأنه “المخلص”، بينما قال وزير آخر إن كيري يتوقع أن تتفاوض إسرائيل تحت تهديد السلاح.
ويظهر الممثل الذي يقوم بدور كيري في الفيديو أمام أماكن مقدسة في القدس وهو يقول إن المدينة “مقدسة بالنسبة لكل الأديان: اليهود والمسيحيون والمسلمون والبوذيون والكلينغون (سكان فضاء في فيلم) والهوبيت (مخلوقات خيالية في فيلم آخر).”
وفي لقطة أخرى بالفيديو يظهر “كيري” في غور الأردن وهو يقدم تطمينات بأن كاميرات ستوضع لتصوير المتسللين المسلحين عند دخولهم وستفضحهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن المقترح أن يكون غور الأردن الحدود الشرقية لدولة فلسطين بينما تصر إسرائيل على إبقاء قواتها به.
ويعيش نحو 500 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية تحت حراسة الجيش الاسرائيلي ويعيش في المنطقة 2.4 مليون فلسطيني.
ولا تعترف معظم القوى العالمية بالمستوطنات الاسرائيلية في الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 وتعتبرها غير مشروعة.
لكن الولايات المتحدة تستخدم عبارات أخف وتشكك في “شرعيتها” وعبرت في السابق عن تأييدها لاحتفاظ إسرائيل ببعض المستوطنات في إطار اتفاق سلام.
لكن العديد من المتطرفين اليهود يعارضون أي انسحاب ويشيرون إلى انسحاب إسرائيل عام 2005 من قطاع غزة الذي أصبح الان تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
ولدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحفظات أيضا على بعض أفكار كيري لكن اعتراضه عليها كان أكثر هدوءا.
وقال ييجال ديلموني نائب رئيس مجلس المستوطنات اليهودية (ييشع) الذي ساهم في رعاية الفيدو الساخر “لقد فشل كل ما فعله كيري و(الرئيس الأميركي باراك) أوباما في الشرق الأوسط.”
وأضاف ديلموني مستخدما الاسم التوراتي للضفة الغربية “لا نريد أن يصبح كيري الفشل المقبل ولا نريد بالطبع طرد اليهود بسببه من يهودا والسامرة مهد الشعب اليهودي.”
وتعليقا على تصاعد الانتقادات الموجهة اليه من مسؤولين ومواطنين في إسرائيل قال كيري في حديث مع قناة (سي. إن. إن) التلفزيونية الاربعاء “تعرضت لهجوم من قبل من أناس يستخدمون الرصاص الحي وليس كلمات.. هذا لن يخيفني”، في إشارة إلى ما تعرض له أثناء مشاركته في حرب فيتنام.
