مخطط إسرائيلي لتخفيض صــوت الأذان فـي القــدس
اقتحم مستوطنون متطرفون امس بقيادة الحاخام يهودا غليك المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة برفقة 22 مستوطناً متطرفا من باب المغاربة وبحماية عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال الاسرائيلي. وذكرت مصادر فلسطينية ان الحاخام المتطرف غليك والمجموعة المرافقة نفذوا جولة مشبوهة في باحات ومرافق المسجد الاقصى المبارك تركزت أمام بوابات الجامع القبلي وسطح المُصلى المرواني ومنطقة الحُرش في حين يُتوقع أن تتوالى اقتحامات المستوطنين للأقصى عبر مجموعات متتالية.
من جهة ثانية، حذرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات امس من مخطط جديد لبلدية الاحتلال بالقدس يهدف إلى تخفيض صوت الآذان في مساجد المدينة المقدسة بدعوى تخفيض ما تصفه بـ»الضجيج «.
واكدت الهيئة على أن كل يوم تشهد مدينة القدس تطوراً خطيراً ونوعياً في عملية انتهاك حرمة المساجد وقدسيتها، وما هذا المخطط الأخير والذي يستهدف تخفيض الاذان إلا تتمة للهدف اليهودي الأكبر بتهويد القدس وطمس معالمها الاسلامية العربية وابراز الطابع اليهودي فيها.
واشارت الهيئة الى ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي بمعاونة متطرفيها يسابقون الزمن لفرض أمر واقع جديد في المسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس عامة، حيث يسعون بكل ما لديهم من قوة وسلطة لتحويل القدس الى مدينة يهودية عالمية تكون قبلة لليهود وحدهم، ناسفين حقوق اتباع الديانات السماوية المسيحية والاسلام فيها.
سياسيا، تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس قبيل توجهه الى الولايات المتحدة بمقاومة «الضغوط» الاميركية بشأن محادثات السلام . ونقل مكتب نتنياهو عنه قوله «في السنوات الاخيرة خضعت دولة اسرائيل لعدة ضغوطات رفضناها. هذا ما قمنا به في السابق وهذا ما سيحصل في المستقبل».
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز هذا الاسبوع نقلا عن مسؤولين اميركيين كبار ان «اوباما سيلح على نتنياهو للقبول باتفاق اطار حول المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية يعمل على صياغته حاليا وزير الخارجية جون كيري». واشارت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان تفاقم الازمة في اوكرانيا قد يكون غير خطط البيت الابيض. وقالت الصحيفة «خلافا للتقارير التي افادت بان الرئيس اوباما ينوي الانخراط مباشرة في المفاوضات، فانه يبدو الان مشغولا للغاية بالازمة في اوكرانيا ليقوم بذلك…ولا يتوقع ان تكون لهذا الجهد فرص كبيرة بالنجاح».
واكد المحلل في صحيفة هارتس حيمي شالف بان التهديد الروسي بالتدخل في اوكرانيا «يغير السيناريو» لنتانياهو . وبحسب شاليف فان «نتانياهو سيواجه صعوبة في شد الانظار الى ايران، كما في اقناع الراي العام الاميركي بان ايران هي اكبر خطر يواجه الولايات المتحدة».
في السياق، ألمحت إذاعة الجيش الإسرائيلي امس إلى إمكانية تنصل إسرائيل كليا أو جزئيا من استحقاق تحرير الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين.
وقالت الاذاعة ان مكتب نتنياهو اكد أنه لا يتوقع أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا كبيرة على نتنياهو، بشأن مفاوضات الوضع النهائي خلال زيارته التي تبدأ اليوم للولايات المتحدة الاميركية.
وذكرت الاذاعة أن زيارة نتنياهو تجري في ظل الاهتمام العالمي بأزمة أوكرانيا، مشيرة إلى أن الأزمة من شأنها أن تلقي بتأثيرها على جدول أعمال الزيارة، ولا يتوقع أن يكون لدى أوباما «الوقت الكافي والمصلحة والقوة» للضغط على نتنياهو بشأن التسوية مع الفلسطينيين.
ونقلت الاذاعة الناطقة بالعبرية عن مسؤولين في مكتب نتنياهو قولهم، إنهم لا يتوقعون «ضغطا هائلا» من جانب البيت الأبيض في الزيارة الحالية. وألمحت الإذاعة إلى إمكانية تنصل إسرائيل من استحقاق الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى بشكل كلي أو جزئي. وقالت إن تأخر طرح «اتفاق الإطار» سيكون له انعكاسات على إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين التي يحل استحقاقها بعد أربعة اسابيع، مشككة في إمكانية خروجها إلى حيز التنفيذ.
على الجانب الفلسطيني، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الجانب الفلسطيني سيلجأ الى سيناريوهات بديلة في حال فشل المفاوضات مع إسرائيل.
وقال عريقات ، في كلمته امس أمام الاجتماع السابع لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات بمقر الجامعة العربية بحضور الأمين العام للجامعة نبيل العربي إنه «في حال فشل المفاوضات والمقرر نهايتها في29 نيسان المقبل برعاية أمريكية سنذهب إلى المؤسسات الدولية لتصبح فلسطين دولة تحت الاحتلال وتحويل المجلس الوطني الفلسطيني إلى برلمان».
وأكد عريقات ضرورة مواجهة الجانب العربي لاستراتيجية نتنياهو والتي تقوم على سلطة فلسطين من دون سلطة واحتلال من دون تكلفة والأمر الثالث الابقاء على غزة خارج القطاع الفلسطيني .
بدوره، أكد امين الجامعة الموقف العربي الموحد بضرورة اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
في سياقات منفصلة، استشهد مسن فلسطيني امس دهسه مستوطن بالقرب من قرية الطيبة شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية. وقال المدير الطبي بجناح طوارئ مجمع فلسطين الطبي في رام الله سمير صليبا في بيان ان المسن صالح سلمان مليحات 66 عاما استشهد بعدما أقدم مستوطن يهودي متطرف على دهسه عمدا بالقرب من قرية الطيبة شمال مدينة رام الله، متأثرا بجروح ورضوض بليغة أصيب بها في الرأس وفي أنحاء متفرقة من الجسم.واضاف ان مليحات نقل وفارق الحياة بعد إصابته وتركه اربع ساعات قبل نقله إلى مجمع فلسطين في ساعات مبكرة من فجر اليوم بعد دهسه من قبل مستوطن لاذ بالفرار.
من جهة ثانية، أعلنت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية عن انتهاء استعداداتها لاستقبال أكبر وفد نسوي تضامني دولي والذي سيزور قطاع غزة في السادس من الشهر الحالي للتضامن مع المرأة الفلسطينية . ويضم الوفد الدولي100 شخصية نسوية من بينهم المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد .
الى ذلك، طالبت وزارة الداخلية التابعة لحكومة حركة حماس السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي. اخيرا، شارك مئات الآلاف من اليهود المتدينين عصر امس بمظاهرات حاشدة أدت إلى محاصرة مدينة القدس المحتلة وتشويش حركة المرور الخاصة والعامة احتجاجا على قانون تجنيد المتدينين. وكالات